يتجدد مع كل دخول مدرسي واجتماعي

اختناق مروري فظيع في عدة محاور بالعاصمة

اختناق مروري فظيع في عدة محاور بالعاصمة
  • 943
زهية. ش زهية. ش

تجددت، منذ الدخول الاجتماعي، معاناة مستعملي الطرقات مع الاختناق المروري، الذي يميز أغلب محاور العاصمة، التي تعرف مداخلها ومخارجها هذه الأيام، حركة مرورية كثيفة تزامنا مع الدخول المدرسي، سواء خلال الفترات الصباحية أو المسائية، وهو ما انعكس سلبا على الطلبة والعمال، وجل المواطنين الذين يقضون ساعات طويلة في الطرقات قبل الوصول إلى مقاصدهم، خاصة مستعملي حافلات النقل العمومي.

يعيش سكان العاصمة أو الوافدون عليها، هذه الأيام، على الأعصاب؛ بسبب معاناتهم مع الاختناق المروري، ووسائل النقل الخاص التي عاد أصحابها إلى الممارسات غير القانونية، حيث يغيّرون مساراتهم، ويتوقفون مثل ما يحلو لهم، تاركين المسافرين في حيرة من أمرهم في ظل الاكتظاظ الذي تشهده الطرق هذه الأيام.   وحسب ما لاحظت "المساء" بطرق العاصمة، فإن متاعب المواطنين استؤنفت مع بداية الدخول المدرسي؛ حيث يعرف الطريق السريع الرابط بين شرق العاصمة وغربها من الدار البيضاء مرورا ببلدية بن عكنون وصولا إلى زرالدة والبلديات الغربية، ازدحاما كبيرا، يقضي فيه مستعملوه ساعات طويلة ذهابا وإيابا، خاصة مع بداية الأسبوع، وعلى مستوى بعض الطرق الرئيسة والمسالك التي خفت بها الحركة خلال العطلة الصيفية.

ومن بين هذه المحاور الطريق الرابط بين برج البحري والرويبة والدار البيضاء إلى غاية الطريق السريع "شرق - غرب"، الذي تحوّل إلى نقطة سوداء بالجهة الشرقية للعاصمة؛ نتيجة الأعداد الهائلة من المركبات التي تمر عبره، والتي تأتي من بلديات العاصمة، وحتى من البلديات المجاورة لولاية بومرداس، وكذا ولاية تيزي وزو.  كما تعرف الناحية الغربية للعاصمة نفس المشكل، خاصة في وقت الذروة، على مستوى محور بئر توتة إلى غاية بابا علي، على امتداد حوالي 6 كلم، ومن بئر خادم إلى مدخل مدينة بئر مراد رايس، وكذا الشراقة وزرالدة وعين البنيان، وغيرها من بلديات ولاية الجزائر.

وبالرغم من مساهمة بعض المحاور الطرقية التي تم فتحها في التخفيف بصفة كبيرة في تسهيل حركة المرور في بعض النقاط، غير أنها تبقى قليلة بالنسبة لما يعانيه المواطن، خاصة أوقات الذروة، حيث لايزال المشكل قائما، ويتجدد مع كل دخول مدرسي واجتماعي، على غرار طريق الحميز الذي يُعد نقطة سوداء؛ لكونه منطقة تجارية تستدعي حلا مستعجلا، نظرا للآثار السلبية التي يسببها للمواطن، الذي يصل يوميا متأخرا عن العمل، بعد قضاء ساعات طويلة في الطرقات.

وبالمقابل، ينتظر المواطنون خاصة مستعملي وسائل النقل، حلولا سريعة للتقليل من هذه الظاهرة التي تشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لهم، بالنظر إلى المتاعب التي تواجههم، حيث يفضل الكثيرون الخروج باكرا كل يوم، لتفادي الوقوع في الزحمة، والوصول متأخرين إلى عملهم، خاصة أن وسائل النقل تبقى غير كافية رغم تدعيم مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري "إيتوزا"، بـ 53 خطا جديدا؛ ما يتطلب إعادة النظر في شبكة النقل وتغطيتها، وتنظيم النقل الجماعي بالعاصمة لتمكين الموظفين من الاستغناء عن مركباتهم، والاعتماد على وسائل النقل العمومي، الذي تبقى خدماته دون المستوى المطلوب. 

كما يُنتظر أن يزيد حجم الازدحام المروري في الأيام المقبلة، بعد التحاق كافة الطلبة بالجامعات ومراكز التكوين المهني خلال هذا الشهر، خاصة مع التقلبات الجوية، ونزول أمطار الخريف الأولى التي تعمّق المشكل أكثر إذا لم يتم تدارك النقائص من قبل الجهات الوصية. وسبق لـ"المساء" أن سعت للحصول على معلومات تجيب على هذه الانشغالات المطروحة؛ حيث تنقلنا شخصيا إلى مديرية النقل لولاية الجزائر، لإجراء لقاء مع مدير القطاع؛ بناء على موعد تم ضبطه من قبله، إلا أنه قال إنه لا يحوز على أي معلومات مستجدة تتعلق بالموضوع.