سكيكدة ...مشروع حظيرة السيارات مؤجل

اختناق في حركة المرور

اختناق في حركة المرور
  • القراءات: 454
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

مايزال مشروع إنجاز حظيرة للسيارات ذات طوابق تتسع لأكثر من 800 سيارة، يراوح مكانه، والذي كان من المقرر إنجازه بوسط مدينة سكيكدة خلف المؤسسة الاستشفائية الكائنة بباب قسنطينة، وذلك بالرغم من أهمية إنجاز مثل هذا المرفق الذي سيساهم، بشكل كبير، في حل أزمة ركن السيارات بعاصمة روسيكادا، حيث أضحى المواطنون بين مطرقة عدم وجود أماكن خاصة لذلك وسندان عصابة الحظائر الفوضوية، الذين يفرضون منطقهم على أصحاب المركبات بإلزامهم دفع إتاوات تتراوح ما بين 50 د.ج و100 د.ج نهارا، وما بين 250 د.ج و350 د.ج ليلا على مستوى الأحياء شهريا.

ولا بد أن نشير هنا إلى أن مدينة سكيكدة وعلى الرغم من التوسع العمراني الذي عرفته خلال السنوات الخمس الأخيرة وما انجر عن ذلك من ارتفاع في عدد المركبات وصل إلى حد التشبع، لتبقى سكيكدة المدينة الوحيدة تقريبا على المستوى الوطني التي لا تملك حظائر منظمة ومراقبة تعمل بشكل كبير على التخفيف من حدة الازدحام التي تعرفها عاصمة البتروكيمياء خاصة خلال فصل الصيف، بدون نسيان العوائق الكبرى التي تسببها شبكة الطرقات داخل التجمعات الكبرى للولاية، بما فيها تلك المتواجدة بمدينة سكيكدة فيما يتعلق بحركة سير المركبات وصعوبة إيجاد مكان لركنها بسبب ضيق الأحياء القديمة منها. وما زاد الطين بلة غياب التهيئة على مستوى الأحياء السكنية الفردية المنتشرة على مساحة كبيرة من النسيج العمراني أمام ضيق أغلب الطرقات، ليبقى الإكثار من إنجاز الحظائر ذات طوابق بسكيكدة، هو الحل الأمثل للتخفيف من الضغط الكبير الذي تشهده سكيكدة على مدار السنة كلها، والتي تزداد حدتها خلال فصل الصيف.  

تشهد حركة المرور بعاصمة روسيكادا بالخصوص خلال شهر جويلية الأخير، ازدحاما لا مثيل له يمتد من الساعات الأولى من الصبيحة ويبلغ الذروة عند منتصف النهار، ليستمر الوضع كذلك إلى غاية الساعة الثامنة مساء بوسط سكيكدة انطلاقا من شارع ممرات 20 أوت 55 إلى غاية واجهة البحر، مرورا بشارع ديدوش مراد، ويمتد إلى غاية منتصف الليل على مستوى الكورنيش المؤدي إلى سطورة انطلاقا من النهج المطل على البحر أو على مستوى كورنيش طريق المعز، وذلك في غياب كلي لمخطط صيفي للنقل، بإمكانه أن يخفف الضغط عن المدينة.

إذ تشهد عند بداية كل موسم اصطياف حركة كبيرة، سيما على مستوى شارع الأقواس الذي يعاني من الاختناق الكلي طيلة النهار، وأيضا عند مفترق الطرق بالقرب من الملعب البلدي 20 أوت 55، وأيضا على طول شارع هواري بومدين، مما خلق متاعب لا مثيل لها للمواطنين في التنقل بأريحية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتنقلون بغرض قضاء حوائجهم المستعجلة، ناهيك عن ضجيج محركات المركبات وأصوات مزامير السيارات اللامتناهية على مدار اليوم كله، التي أضحت بمرور الأيام تشكل ضغطا إضافيا على مواطني سكيكدة بدون الحديث عن الآثار السلبية التي يخلقها احتراق الوقود المنبعث من المركبات.

العديد من أصحاب المركبات خاصة أصحاب السيارات الصفراء خلال حديثنا معهم، اشتكوا صراحة من الاختناق الكبير الذي تعرفه حركة السير على مستوى وسط المدينة. وما زاد الطين بلة، حسبهم، ظاهرة الدراجات النارية من نوع "فيسبا" التي تتسبب في كثير من الأحيان في وقوع حوادث مؤلمة، والعديد منهم لا يستعملون خوذات ولا يتقيدون بالسرعة المحددة داخل المدينة، ناهيك عن اعتدائهم الصارخ على القانون من خلال سيرهم في كل الاتجاهات؛ مما زاد في مأساوية حركة السير.