مدير الحماية المدنية لتيزي وزو لـ"المساء":

اتخذنا كل التدابير الوقائية لمواجهة حرائق الغابات

اتخذنا كل التدابير الوقائية لمواجهة حرائق الغابات
  • القراءات: 1471
سميرة زميحي سميرة زميحي

أكد العقيد إبراهيم محمدي، مدير الحماية المدنية لولاية تيزي وزو لـ«المساء"، أن الوقاية تعد أحسن وسيلة لمواجهة حرائق الغابات، موضحا أن كل التدابير والاحتياطات اتخذت من طرف وحدات الحماية الموزعة عبر تراب الولاية، لضمان الوقاية والتدخل في أي وقت، مشيرا إلى استفادة الولاية من رتل متنقل جديد يأتي لتعزيز الرتل الموجود، إذ يسمح لتيزي وزو بمواجهة الحرائق بشكل أحسن، مطمئنا المواطنين بأنه في حال الحاجة إلى الدعم، يتم الاستنجاد بإمكانيات وطنية، بغية حماية أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم. ولمزيد من التفاصيل حول مخطط التدخل في سبيل مواجهة ألسنة النيران وتفادي تكرار سيناريو 2017، كان لـ«المساء" حوار مع مدير الحماية لولاية تيزي وزو.

بدأ موسم الصيف الذي صاحبه ارتفاع درجة الحرارة، ما هو مخطط الحماية المدنية لمكافحة حرائق الغابات؟

❊❊ كما جرت عليه العادة، يتم التحضير للموسم بوضع مخطط نشاط وتدخل لمحاربة الحرائق، إذ أن حرائق الغابات دورية. كما أن العام الماضي كان استثنائيا، لكن لا يجب أن نقول بأن منطقة القبائل "استثنائية"، إنما هي ولاية ذات "طابع خاص" مقارنة بمناطق أخرى من الوطن، حيث تمتاز بتضاريس وعرة، على اعتبار أن القرى والسكنات تتواجد في الغابات، وهو من عوامل الخطر، حيث أن حريقا ناتجا عن حشيش يابس في منطقة أخرى يعتبر حريقا غابيا عاديا، في حين أنه إذا نشب حريق بين قرى تيزي وزو، فإنه يعتبر خطيرا، ولعل أول خطر هو تموقع 1500 قرية في القمم.

ثاني عامل خطر لاندلاع حرائق الغابات، أن المواطنين أهملوا خلال السنوات الأخيرة نوعا ما حقول الزيتون، حيث لم يعد هناك وتنظيف واعتناء بها، إذ تعرف مع مرور الوقت نموا للحشائش التي مع بداية الحرارة تتحول إلى عشب يابس يشكل خطرا، مما يسرّع من انتشار وانتقال النيران في حال نشوبها، والشيء المؤسف أن هناك سكنات داخل هذه الحقول، كما أن الولاية تضم 80 بالمائة من الغابات.

يعتبر عامل تعدد مصادر النيران ثالث عامل خطر يقف بدوره وراء نشوب الحرائق في ولاية تيزي وزو، حيث تنتشر ألسنة النيران في وقت جد قصير، وفي مناطق أخرى يمكن التحكم في 3 إلى 10 مواقع نشوب الحرائق يوميا، بينما في تيزي وزو مثلا،  تمكنت مصالح الحماية من التحكم في نحو 100 موقع اندلاع الحرائق في آن واحد، حيث أن 55 موقع حريق منها جد هامة.

كما يجب معرفة أسباب نشوب الحرائق، حيث أنه خلال العام الماضي، سجل في الميدان ملاحظة انتشار كبير للمفارغ العشوائية وسط الغابات، وهو ما تسبب في اندلاع النيران، ومن هذا المنطلق طالبت مديرية الحماية من البلديات، العمل على القضاء عليها، بالموازاة مع وجود بعض طرق البلديات التي لم تخضع لعمليات نزع الأعشاب الضارة، إضافة إلى إهمال المواطنين الذين يرمون بقايا سجائرهم في الهواء الطلق، وهو ما يخلف أيضا اندلاع الحرائق. كما نجد أن بعض كبار السن في بعض المناطق يقومون بحرق الأعشاب الضارة، عقب تنظيف حواف منازلهم، بالتالي سرعان ما تتحول هذه العملية إلى حريق، يصعب التحكم فيه فرديا، ليتحول إلى خطر يتطلب تدخل رجال الإطفاء.

ساهمت مصالح ولاية تيزي وزو في تدعيم مخطط مكافحة الحرائق، من خلال تخصيص ميزانية قدرها 20 مليون دج لفائدة مديرية الحماية، مقابل 20 مليون دج لإدارة الغابات، التي يتم بفضلها اقتناء عتاد مكافحة الحرائق، وهي العملية التي تم إنجازها، إضافة إلى توفير وزارة الداخلية للعتاد الذي يتمثل في 13 جرارا و26 صهريجا بمعدل صهرجين لكل جرار، ونحو 10 شاحنات مدعمة بصهريج، من شأنها تدعيم إجراء التدخل والوقاية ضد الحرائق، وتقوية إمكانيات البلديات التي تضررت من النيران خلال الصائفة الماضية، إضافة إلى برنامج تهيئة الطرق الفلاحية. هناك برنامج استعجالي بالنسبة لقطاعي الفلاحة والغابات، تم الانتهاء من إنجازه، وغيرها من الإجراءات التي تسمح بمحاربة النيران.

تم إطلاق قافلة تحسيسية تجسيدا لتعليمات وزارة الداخلية، ما الهدف منها وهل لقيت تجاوبا؟

❊❊ وجهت تعليمات للجميع، خلال الاجتماع الذي ترأسه وزير الداخلية مع وزير الفلاحة مؤخرا، من أجل أخذ كل الاحتياطات اللازمة، خاصة الوقائية، والذي يبدأ من المواطن الذي عليه مسؤولية القيام بتنظيف جوار منزله عبر نزع الحشائش الضارة، وفي حال نشوب حريق، يتم استبعاد الخطر بفضل الإجراء الوقائي، حيث أن تدخل مصالح الحماية تكون فيه الأولوية لإنقاذ وحماية الأرواح البشرية والممتلكات.

كانت أول تعليمة قدمها وزير الداخلية، إقحام المواطنين أكثر  ومطالبتهم بالقيام بتنظيف حواف السكنات كإجراء وقائي، حيث نظمت مصالح الحماية بالتنسيق مع لجان القرى والبلديات على هذا الأساس، قافلة تحسيسية، أعطى الوالي محمد بودربالي إشارة انطلاقها بتاريخ 20 ماي الماضي، تحسبا لحلول موسم الصيف، حيث تم تجنيد 10 فرق متكونة من أعوان الحماية المدنية، الغابات وأعوان البلديات، وجابت القافلة أكثر من 63 بلدية بهدف تحسيس المواطنين، على اعتبار أن كل الولاية تعتبر نقطة سوداء لاندلاع الحرائق، وأن العمل مستمر دون توقف طيلة الموسم، ويتواصل عبر وسائل الإعلام المختلفة من أجل توسيع دائرة الإجراءات الوقائية التي تسمح بتذكير المواطنين بأهمية أخذ كل الاحتياطات اللازمة، وتنبههم لتفادي أسباب نشوب الحرائق،  مع ضمان التدخل الأولي لإخماد الحريق ومنع انتشاره، وإخطار مصالح الحماية في الوقت المناسب، وغيرها من التدابير المبرمجة والمسطرة.

لاحظ أعوان الحماية خلال مختلف الخرجات الميدانية، في إطار القافلة التحسيسة، بداية انتشار ثقافة التنظيف ونزع الأعشاب الضارة من طرف جمعيات شبانية ولجان القرى وغيرهما، مما يساعد مصالح الحماية على تسهيل مهمة تدخلها والتحكم في الحرائق في حال اندلاعها.

هل من إجراءات وقائية بالنسبة للمناطق المتضررة من النيران الصائفة الماضية لتفادي تكرار نفس السيناريو؟

❊❊ زيادة على القافلة التحسيسية، هناك عمل جواري منجز بالتنسيق مع مديرية الفلاحة، حيث وسعيا إلى ضمان حماية حقول الحبوب بالولاية، تم بالموازاة مع بداية موسم الحبوب، تنظيم حصص تحسيسية لفائدة الفلاحين، حيث تم الانتقال إلى حقولهم على مستوى بلديتي ذراع الميزان وتميزار المتضررتين من الحرائق العام الماضي، من أجل مطالبة الفلاحين بأخذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع خطر وصول لهيب النيران إلى هذه الحقول، وأن الإجراءات تشمل أشغال وضع الجفت بحواف حقول القمح من أجل تفادي انتقال ألسنة النيران من الخارج إلى داخل الحقول. تجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل أول حريق بمنطقة ذراع الميزان، تدخلت مصالح الحماية في الوقت وتمكنت من إخماده بسرعة، مما سمح بتفادي تسجيل خسائر.

بالإضافة إلى ذلك، تم تجسيد إجراء وقائي مبكر يسمح بتقريب مركبات إخماد الحرائق من حقول الحبوب بمنطقتي ذراع الميزان وتميزار، حيث يضمن هذا الإجراء إنقاذ محاصيل الحبوب من ألسنة الحرائق بفضل التدخل الفوري، وقد تمت مباشرة تجسيد هذا الإجراء على مستوى منطقة عين الزاوية جنوب الولاية، عبر استغلال إمكانيات الرتلين المتنقلين للتدخل عبر كل تراب الولاية، من أجل ضمان الوقاية في وقت مبكر لإنتاج الحبوب بالبلديتين  المذكورتين آنفا.

تشارك في عملية محاربة الحرائق مديرية الأشغال العمومية، البلديات، الدوائر وغيرها، حيث تم خلال مختلف الاجتماعات تنبيه وإنذار الجميع بأهمية مشاركة كل طرف، فعلى عاتق البلديات مهمة التخلص من المفارغ العشوائية بالعمل مع لجان القرى، القيام بأشغال التنظيف ونزع الأعشاب الضارة عبى مستوى طرق البلدية، كما أن على عاتق مديرية الأشغال العمومية نزع الأعشاب على مستوى الطرق الولائية، وتتولى عملية تهيئة الطرق وتنظيفها خاصة الطرق الغابية، كما أنه وكإجراء وقائيو تمت  الدعوة إلى الحرص على نزع الأعشاب على حواف وداخل المؤسسات التربوية مثلا، وغيرها، لتفادي نشوب حرائق على اعتبار أن تفعيل مخطط التدخل يرتكز على الوقاية، كونها أحسن وسيلة لمواجهة حرائق الغابات.

تدعمت الولاية برتل متنقل جديد، ما أهميته من جهة؟ ومن جهة أخرى هل هناك فتح مرتقب لوحدات جديد للحماية المدنية؟

❊❊ استفادت ولاية تيزي وزو من رتل متنقل جديد من شأنه تقوية وتعزيز إمكانيات الولاية في مجال التدخل لمكافحة حرائق الغابات، حيث يأتي بإضافة لفائدة الولاية، على أمل أن تتدعم بإمكانيات أخرى في الأفق. كما ينتظر استلام هذه السنة وحدة الحماية المدنية جديدة على مستوى منطقة ماكودة، لتقوية وتعزيز إمكانيات وحدات الحماية الناشطة في تراب الولاية، في حين تجري أشغال إنجاز وحدات أخرى للحماية بكل من بوغني التي حققت 40 بالمائة من الإنجاز، مقابل وحدة واقنون التي حققت 30 بالمائة، مقلع 10 بالمائة وكذا وحدة بوزقان، مع الإشارة إلى أنه تم فتح السنة الماضية، وحدات جديدة بكل من تيزي غنيف وبني دوالة، علما أن الولاية تضم 16 وحدة للحماية، إضافة إلى الوحدة البحرية بأزفون، التي تضاف إليها منشآت جديدة، مما سمح للولاية من تحقيق تغطية لـ21 دائرة بنسبة تصل إلى 70 بالمائة.

نظرا للتضاريس الوعرة التي تمتاز بها الولاية، تم تسجيل 10 مراكز متقدمة للحماية المدنية في 2015، حيث انتهت الدراسات وتم اختيار مواقع احتضانها، غير أنها معنية بالمشاريع التي مسها التجميد، ونأمل أن يتم رفع التجميد عنها تدريجيا بمعدل مركزين إلى ثلاثة في السنة، حيث تم رفع الطلب للجهات المعنية وهناك وعود برفع التجميد تدريجيا، فهي عمليات نوعا ما ثقيلة  تتطلب إعادة تقييم ميزانية الإنجاز، العتاد وكذا الأعوان.

يجب إطلاع المواطن أنه خلال نشوب الحرائق، فإن التدخل الأولي يكون من طرف محافظة الغابات عبر مراكز المراقبة الـ9 الموزعة بقمم مرتفعة على مستوى تراب الولاية، التي ترصد مواقع نشوب الحرائق. يأتي في محطة ثانية، تدخل مصالح البلدية عبر تجنيد إمكانياتها لإخماد الحرائق، إلى جانب إمكانيات الدائرة التي تتدعم فيما بعد بتدخل أعوان الحماية التابعين للوحدة القريبة، بعد أن يتم إخطارهم من طرف محافظة الغابات، ليتم بعدها تعزيز إمكانيات التدخل بتجنيد والاستعانة بالرتل المتنقل، وفي حال الحاجة يتم الاستنجاد بالإمكانيات الوطنية.

سنة 2017،وضع استثنائي، هل يمكن تذكيرنا بالحصيلة؟

❊❊ أجل كانت سنة 2017 حالة استثنائية، وهي ثاني حالة تعيشها الولاية بعد سنة 2012، حيث سجلت تيزي وزو في  العام الماضي، اندلاع 376 حريقا أتت على مساحة قدرها 5111 هكتارا، تمثل مساحة 1075 هكتارا من الغابات، مقابل 968 هكتارا من الأدغال، ونحو 1700 هكتارا من الأحراش، بينما فقدت نحو 1368 هكتارا من الأشجار المثمرة، في حين تم تسجيل ضياع نحو 2113 خلية نحل وتضرر نحو 68 مسكنا و6 خمم وهلاك 500 دجاج، إضافة إلى تحول 26 إسطبلا إلى رماد، حيث لم تتوقف الخسائر الناتجة عن الحرائق في الخسائر المادية، بعدما طالت الأرواح البشرية، حيث سجلت الولاية حالة وفاة حرقا، إلى جانب إصابة شخصين بحروق.

كانت الدوائر الأكثر تضررا من السنة النيران، اعزازقة، ذراع الميزان، بوزقان. للتذكير، فإن مصالح الحماية تقوم زيادة على محاربة حرائق الغابات وحراسة الشواطئ، بالعمل اليومي المتمثل في الإسعافات المختلفة، تحويل المرضى وغيرها عبر تراب الولاية.

حاورته: سميرة زميحي   ❊❊