بعد سقوط جزء من بناية بالسويقة

إنهيار البنايات العتيقة بسكيكدة إلى أين؟

إنهيار البنايات العتيقة بسكيكدة إلى أين؟
  • القراءات: 1181
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

لا يزال مسلسل انهيار البنايات القديمة بالمدينة العتيقة لمدينة سكيكدة، فبعد تهدّم أجزاء من شرفات وجدران بنايات قديمة مهدّدة بالانهيار توجد بشارعي الطاهر جواد وعبد الله بن غرس الله، إضافة إلى بنايات قديمة بسطورة، جاء الدّور، نهاية الأسبوع الأخير لبناية تقع بحي السويقة العتيق، سقط جزء كبير منها، ولحسن الحظ لم يخلّف ضحايا كون حادثة الانهيار وقعت ليلا، وإلا لكانت الكارثة كون المكان يعرف حركة كثيفة للمارة وللباعة على حد سواء.

ويتساءل المواطنون كيف تبقى المدينة العتيقة الواقعة بأغنى بلدية على المستوى الوطني تعاني من هشاشة بناياتها، التي لا تزال عديد العائلات السكيكدية تقطن بداخلها لم تعد آمنة على الإطلاق، بعد أن صنفتها الهيئة التقنية لمراقبة البناء للشرق في الخانة الحمراء، كما هو الحال في أحياء قدور بليزيدية، بوجمعة لباردي، حي نابوليتان، سكنات شارع الأقواس وغيرها من أحياء وأزقة المدينة القديمة.

1.5 مليار دج في مهب الريح

والسؤال الذي أضحى يطرح بحدّة بسكيكدة في ظل الوضع الكارثي، الذي أصبحت عليه المدينة القديمة، حيث اختفى الغلاف المالي الضخم الذي خصص لترميم بنايات سكيكدة العتيقة، على شاكلة ما وقع ببرشلونة بإسبانيا، وحتى بوهران والجزائر العاصمة والمقدر بـ 1.5 مليار د.ج؟ علما أن المرحلة الأولى انطلقت في سبتمبر 2016 وشملت دراسة 127 بناية تتربع على مساحة 80 ألف متر مربع من النسيج العمراني القديم الموجود بشارع الأقواس تقطنها 604 عائلات. ومعلوم أن الدراسات أسندت لمكتب جزائري- إسباني (أكويدوس) من أجل وضع تصوّر لترميم البنايات القديمة على نسق مدينة برشلونة، وبعد 15 شهرا أسفرت الدراسة عن ضرورة القيام بعمليتين، الأولى استعجالية الهدف منها القضاء على النقاط الحمراء لحماية البنايات من الانهيار الكلي وتأمين وحماية المواطنين الذين يستغلون حي الأقواس، سواء العائلات أو التجار، أما الثانية، فتتعلق بترميم المباني المذكورة، حيث أسندت العملية لمقاولة مختصة حسب دفتر شروط يأخذ بعين الاعتبار نوعية وحجم المباني، مع العمل من أجل المحافظة على النسق الهندسي المعماري القديم لهذه البنايات.

لكن الغريب في الأمر أن عملية الترميم التي شملت البنايات المعنية لم تكن في المستوى المطلوب، حسبما جاء في دفتر الشروط، ومسّت فقط الواجهة والدليل الوضع الذي أصبحت عليه الأجزاء التي خضعت لعملية الترميم، إذ لم نقل عملية بريكولاج منظّمة، أمام غياب شبه كلي لمصالح الرقابة من أجل حماية المال العام من العبث. للتذكير، فقد خضعت أزيد من 60 بناية من أصل 300 بناية قديمة هشة مهّدة بالانهيار مبرمجة لخبرة ثانية، وهي البنايات تقريبا التي شملتها عملية الإحصاء والخبرة الأولى، التي أنجزت في سنة 2012 من قبل مكتب الدراسات الاسباني أكويدوس.

السكيكديون يطالبون بالتحقيق

عديد السكيكديين الذين تحدثنا معهم، يطالبون المسؤولين في أعلى مستوى التدخل من أجل فتح تحقيق حول ما يعرف بمشروع ترميم وإعادة تأهيل بنايات سكيكدة القديمة، والسؤال الذي يبقى مطروحا بإلحاح، هل ستتحرّك هذه المرة الجهات المسؤولة على المستوى المركزي من أجل فتح تحقيق حول هذا الأخير وطريقة صرف المبلغ المالي الضخم، أمام سيناريو استمرار تهدم جدران، وسقف، وشرفات البنايات العتيقة بعاصمة البتروكيمياء؟.

==========

أخبار من سكيكدة

 المرسى تقتني مستلزمات البروتوكول الصحي

اقتنت، مؤخرا، بلدية المرسى الواقعة أقصى شرق سكيكدة مستلزمات طبية لتطبيق البروتوكول الصحي بالمدارس الابتدائية الكائنة بإقليمها وذلك لمواجهة جائحة كورونا كوفيد19، وهذا بعد أن استفادت من إعانة مالية من ميزانية الولاية، وكشطر أول قامت باقتناء كمية معتبرة من السائل الكحولي المعقم إضافة إلى الأقنعة الطبية الواقية، وأجهزة قياس حرارية وزعت على كل ابتدائيات المنطقة. مع الاشارة أن جل بلديات ولاية سكيكدة قد استفادت مؤخرا هي الأخرى من إعانات مالية من ميزانية الولاية من أجل تمكين الابتدائيات من اقتناء المستلزمات الوقائية التي من شأنها تساعدها على تطبيق البروتوكول الصحي في أحسن الظروف والأحوال.

 أزمة سيولة مالية لم تجد الحل

لا تزال أزمة السيولة المالية بسكيكدة تصنع الحدث على المستوى المحلي بنوع من الاستياء والتذمر، حيث ما تزال المكاتب البريدية بسكيكدة بما فيها القبّاضة الرئيسية تعرف ازدحاما دون احترام البروتوكول الوقائي من جائحة كورونا (كوفيد19)، بالرغم من التطمينات المقدّمة من قبل الجهات المسؤولة على قطاع البريد، وتشتد الأزمة على مستوى بعض القبضات الكائنة بالمدن الداخلية التي تعرف نقصا في السيولة المالية، ما يجبر عديد المواطنين في مقدمتهم المتقاعدين على التنقل إلى المدن الكبرى من أجل سحب معاشاتهم، لتبقى صورة الطوابير الطويلة المملة سواء أمام المكاتب والقباضات البريدية والبنوك وحتى أمام الموزعات الآلية للأوراق النقدية، من بين المشاهد اليومية المتكررة التي أضحت تطبع يوميات السكيكدي.

 الفئران والجرذان تغزو عدة أحياء

تشهد عديد أحياء مدينة سكيكدة تدنيا محسوسا للمحيط، يتجلى ذلك أكثر من خلال ظاهرة انتشار الجرذان بأعداد كبيرة، وقد أبدى عديد المواطنين اتصلوا بنا، استياء كبيرا لظاهرة الانتشار الكبير للجرذان والفئران، أمام غياب تكفل حقيقي من طرف مصالح البلدية المسؤولة على النظافة، التي يتعين عليها التحرك من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي تفاقمت خلال الفترة الأخيرة بشكل مقلق، حيث أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية، لاسيما أن هذه القوارض أضحت تتسلّل إلى مساكنهم، ناهيك عن الأضرار التي تلحقها بكوابل الهاتف وغيرها دون نسيان الأمراض الخطيرة التي تنقلها للإنسان.

ويتساءل مواطنو سكيكدة عن الغياب غير المبرر للمصالح المختصة، خاصة أن أحياء المدينة لا تزال تواجه وضعية بيئية متدنية، من خلال انتشار النفايات، وتدفق مياه التطهير من الأقبية، وانتشار الروائح الكريهة، دون الحديث عن ظاهر الانتشار غير المسبوق للبعوض، والكلاب المتشردة. وإلى جانب هذا يشتكي المواطنون أيضا من ضعف في الإنارة العمومية كما هو الحال بحي مرج الذيب الغارق في الظلام منذ أكثر من أسبوعين، إلى جانب غياب التهيئة الخارجية بعديد الأحياء وافتقارها إلى المساحات الخضراء، أما نظافة المحيط فتبقى غائبة، لكون  المواطن لا يلتزم بمواقيت إخراج نفاياته المنزلية، وحتى التجار لا يلتزمون أوقات رمي نفاياتهم، إلى جانب عدم اتقان العمل من طرف مصالح النظافة.

انخفاض في إنتاج زيت الزيتون

توقع فلاحو ولاية سكيكدة، انخفاضا في إنتاج زيت الزيتون،  مقارنة بما تم إنتاجه الموسم الماضي، حيث سيصل الإنتاج حدود 18 لترا في الهكتار الواحد مقابل 22 لترا في الهكتار الواحد، تم تحقيقه الموسم الفارط.

وتتوقع مصالح مديرية الفلاحة للولاية، أن يصل إنتاج زيت الزيتون للموسم الفلاحي الحالي حدود 5 ملايين لتر من أصل 12 ألف هكتار من أشجار الزيتون المنتجة، معلّلة انخفاض الإنتاج بجملة من العوامل منها الأضرار التي لحقت أشجار الزيتون خلال السنوات الأخيرة، بفعل الحرائق من جهة، وكبر سن العديد منها من الأشجار من جهة أخرى، إلى جانب الجفاف وقلة تساقط الأمطار مع بداية فصل الخريف، حيث لم يساعد الجفاف على نمو الثمار بشكل طبيعي، ناهيك عن انتشار ذبابة الزيتون، وحتى الطريقة التقليدية في عملية جني الزيتون أثرت بشكل كبير على المحصول، فيما عرفت الأسعار هي الأخرى ارتفاعا على المستوى المحلي، حيث تراوحت بين 800 دج و1000دج للتر الواحد، حسب نوعية الزيت. للعلم، فإنّ المناطق المعروفة بإنتاج النوعية الرفيعة من زيت الزيتون تتوزع على بلديات تمالوس، سيدي مزغيش، أولاد أعطية، وبكوش لخضر.