تعتبر ولاية تيارت من أهم المناطق التي تتنوع بها الوضعية البئية والإيكولوجية، لاحتوائها على مساحات غابية وفلاحية وسهبية شاسعة، إلا أن الإشكال المطروح يكمن أساسا في نقص الغطاء الغابي بالولاية بنسبة كبيرة، حيث يقتصر تواجد الغابات على المناطق الغربية والشمالية الغربية للولاية، في حين تعتبر المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، إلى حد كبير، خالية منها، مما جعل الاهتمام ينصب على التشجير لتغطية جزء كبير من مناطق الولاية التي تعتبر جرداء.

في هذا السياق، أطلقت السلطات الولائية مشروع مليون شجرة، الذي شرع في تجسيده ميدانيا بإقحام تلاميذ المدارس والثانويات، وطلاب وطالبات الجامعة ومختلف الأسلاك الأمنية والحركة الجمعوية، في إطار الحملات التطوعية المنظمة، حيث تم إلى حد الآن تشجير ما يقارب 40 بالمائة من مشروع مليون شجرة، وهو ما أكده والي تيارت مؤخرا، في تصريح صحفي، مؤكدا على العناية الكبيرة المولاة لهذا المشروع الكبير، الذي يهدف إلى إحداث التوازن البيئي والإيكولوجي بالولاية التي يتنوّع فيها المناخ، مما يتطلب من الجميع، على مختلف المستويات، العمل على تجسيد المشروع الذي اعتبره مشروع المواطن والسلطات.

على ذكر الجانب الطبيعي أو السياحة الغابية باعتبار مدينة تيارت، منطقة عالية تحيط بها غابة الصنوبر من جهتيها الغربية والشرقية، تقرر إنشاء وتجسيد مشروع المنتزهات الغابية على مساحة كيلومترين ونصف الكيلومتر، بداية من المدخل الغربي للمدينة، مرورا بغابة الصنوبر إلى غاية مركز شاوشاوة لتربية الخيول.

يتمثّل المشروع في إنشاء منتزهات تحتوي على كل الشروط والمواصفات، لجعلها منتجعات سياحية حقيقية يمكن أن تساهم في إبراز المنطقة من خلال السياحة الغابية والطبيعية، بإمكان العائلات والمواطنين القاطنين في الولاية أو العابرين لها، استغلال تلك الفضاءات للراحة والاستجمام، خاصة أن المواقع المستهدفة تتوفر على كل الشروط، منها الغابة والسهوب.

ن.خيالي