والي بومرداس في تصريح لـ «المساء»:

إنشاء مرصد ولائي لتتبع مسار الأحداث والشباب

إنشاء مرصد ولائي لتتبع مسار الأحداث والشباب
  • القراءات: 1814
حنان.س حنان.س

أقرت السلطة التنفيذية لبومرداس، إنشاء مرصد ولائي لتتبع مسار الأحداث والشباب المتسرب من منظومات التربية والتكوين والجامعة، في خطوة أريد لها استشراف مستقبلهم وإبعادهم عن خطر الآفات الاجتماعية، وتقرر إخراج قطاعات التربية، الشبيبة والرياضة والتكوين من قوقعتها، والتنسيق ضمن لجنة مختلطة يعهد لها هذا العمل الأول من نوعه.

تبين من خلال عرض قطاع التكوين والتعليم المهنيين بالمجلس الولائي، أول أمس السبت، وجود تباين بين الأرقام المقدمة بشأن المتسربين من المنظومة التربوية بأطوارها الثلاثة، وبين ما تحتضنه مراكز التكوين المهني في ولاية بومرداس، وحتى ما يمتصه قطاع التشغيل وما يستقطبه قطاع الشبيبة والرياضة. ولئن كانت القطيعة مع التكوين الجامعي رغبة موجودة لدى عدد من الشباب الحاصل على البكالوريا أمر واقعي، وحتى تسرب طوعي لأحداثٍ أقل من 16 سنة من مقاعد الدراسة، فإن الحلقة المفقودة تظهر في عدم معرفة عدد هؤلاء إجمالا، عملا على استشراف وقوعهم فريسة بعض الآفات الاجتماعية. وهو ما حذا بالسلطات الولائية إلى إقرار إنشاء مرصد ولائي بهدف تتبعٍ شفاف لمسار الأحداث الأقل من 16 سنة ممن لا تستقبلهم بعد مراكز التكوين المهني. سيمكن هذا المرصد من معرفة تموقع هؤلاء والاطمئنان عليهم، ومن ثمة تنسيق العمل مع الحركة الجمعوية لجذب النسبة التي لم تجد لها موطأ قدم في أي قطاع لسبب أو لآخر، بهدف إدماجها في الحياة المجتمعية تماشيا مع جهود الدولة في حماية أبنائها. حسبما يوضحه الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح لـ»المساء»، على هامش نفس اللقاء.

في السياق، تشير الأرقام إلى وجود 4640 متسربا من الرابعة متوسط خلال الموسم المنقضي، تكفل قطاع التكوين بامتصاص 92٪ منهم، وأعيد إدماج 6٪ في الأقسام المدرسية لإعادة السنة، ونسبة 2٪ يجهل مصيرها «وهنا مربط الفرس، نريد معرفة مصير هذه النسبة المتبقية، هل تشتغل في إطار الأسرة أو تتسكع عرضة للآفات الاجتماعية»، يقول الوالي. مطالبا قطاعات التربية، التكوين، الشبيبة والرياضة، بالتنسيق ضمن لجنة مختلطة تتبع مسار هؤلاء تحديدا «على الأقل إرضاء لفضول السلطات بمعرفة موقع هؤلاء، وحتى نتمكن من انتشالهم من خطر الانغماس في الآفات الاجتماعية في عمل استشرافي يوازي جهود الدولة في حماية أبنائها»، يقول المسؤول الأول.

تمثل الفئة الشبانية (6-35 سنة) بولاية بومرداس قرابة 540 ألفا، منها حوالي 52٪ من الذكور و49٪ من الإناث من مجموع سكاني يقارب 950 ألف نسمة، يمثل انخراط الشباب المهيكل في الممارسة الرياضية 5٪ تحديدا الفئة 5-29 سنة، ونسبة لا تتعدى 1٪ انخراط نفس الفئة في النشاطات الاجتماعية التربوية. وهي نسب غير مشجعة تماما بالنظر إلى حجم المنشآت الرياضية والهياكل التربوية الموضوعة تحت تصرف الأحداث والشباب، ومنه تتلخص أهمية إنشاء المرصد الولائي لتتبع مسار الأحداث والشباب غير المهيكل ضمن منظومات التدريس أو التكوين أو الشبيبة والرياضة «بإخراج هذه القطاعات الثلاثة من قوقعة تخصصها إلى عمل إحصائي منسق لمعرفة مصير فلذات الأكباد، بعد التسرب والاطمئنان عليهم أولا، ثم جذبهم إلى ما يبعدهم عن احتمالية الوقوع في براثن الآفات الاجتماعية، عن طريق التحسيس والتوعية والعمل المنسق مع الحركة الجمعوية»، يضيف الوالي لـ»المساء»، على هامش نفس الاجتماع.