بشار

إنشاء قطب للصناعات الغذائية الزراعية

  • القراءات: 2194

ستستفيد ولاية بشار، في غضون الثلاث سنوات المقبلة، من قطب للصناعات الغذائية الزراعية، بفضل الاستثمارات العمومية والخاصة الجاري تجسيدها حاليا في هذه المنطقة من الجنوب الغربي للبلاد. 

وسيساهم استحداث هذا القطب للصناعات الغذائية الزراعية في استحداث مناصب شغل وثروات، إلى جانب تحقيق الأمن الغذائي وتنمية الفلاحة في المنطقة على العموم، كما أوضح متعاملون اقتصاديون محليون. 

وتشكل الاستثمارات العمومية المحور الرئيسي لهذا القطب، بفضل مشروعين هامين تم إطلاقهما مؤخرا في جنوب وشمال بلدية بشار، ويتعلق الأمر بمركب التبريد بقدرة تخزين تصل إلى 10 آلاف متر مكعب، الذي تطلب استثمارا عموميا قدره 563 مليون دج. 

سيسمح هذا المركب الذي يتربع على مساحة 30 ألف متر مربع، في غضون السنتين المقبلتين، بتوفير فضاءات جديدة للتبريد تستجيب للمعايير الوطنية والدولية، فيما يتعلق بتخزين مختلف المنتجات الفلاحية إلى جانب مواد غذائية أخرى حساسة، حسبما أوضح مسؤولو هذا المشروع التابع لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية. 

كما خصصت الوزارة 736 مليون دج لإنجاز مركب يضم 10 مخازن للحبوب (شعير وقمح لين وصلب)، وسيتم استلام هذا المشروع المنجز على مساحة 20 هكتارا بالقرب من محطة البضائع بشمال بلدية بشار، في غضون السنتين المقبلتين... 

وسيسمح بتموين ولايات الجنوب الغربي للبلاد بالحبوب وسيكون بمثابة محرك لتنمية شعبة الحبوب في المنطقة، وفق ما أشار إليه مسؤولون من الديوان الجزائري المهني للحبوب الذي يتبع له هذا المشروع.

 

 تنمية مختلف الشعب الفلاحية

فضلا عن هذا المشروع، منحت المديرية المحلية للمصالح الفلاحية عن طريق صندوق تنمية زراعة الزيتون إعانة بـ 4 ملايين دج لفائدة مزارعي زيتون محليين لاستحداث معصرة من أجل تحقيق إنتاج يصل إلى 4 آلاف هكتولتر مرتقب لسنة 2015، حسبما أفاد مسؤول الإنتاج النباتي في مديرية المصالح الفلاحية. 

وبفضل غرس أكثر من 600 ألف شجيرة زيتون في مختلف المحيطات الفلاحية لبلديات الولاية الـ 21، يرتقب في غضون السنتين المقبلتين تحقيق إنتاج هام من الزيت النباتي في انتظار استحداث معصرات أخرى بالمنطقة، كما أضاف السيد عبد الغاني حمزاوي. 

وشهدت زراعة النخيل إنتاجا يفوق 320 ألف قنطار سنة 2014 واستثمارات خاصة أخرى لإنجاز وحدات مصغرة ومتوسطة لتعليب التمور وتحويلها إلى منتجات مشتقة، على غرار مربى هذه الفاكهة المعروف باسم "روب" والذي يظل إنتاجه تقليديا في انتظار تحديثه بفضل دعم الدولة لاستحداث مثل هذا النوع من الوحدات، كما أشير إليه. وترتقب مديرية المصالح الفلاحية في إطار البرنامج الخماسي (2015 2019) إطلاق أشغال وتجهيز وحدة لصناعة أغذية المواشي ومركز للتلقيح الاصطناعي بتكلفة إجمالية تفوق 233 مليون دج، إلى جانب مشروع إنجاز وتجهيز قطب للأبحاث والتنمية الفلاحية بتكلفة 21 مليون دج، حسبما أضاف نفس المسؤول. 

وستسمح هذه الاستثمارات الهامة المطلقة حاليا بتعزيز استحداث هذا القطب الصناعي الذي سيساهم في تنمية مختلف الشعب الفلاحية، كما ذكر السيد محمد ضايفي متعامل مستثمر في شعبة الحليب. وستمكن شعبة الحليب، بفضل استلام في عام 2016 مركب للحليب بقدرة إنتاج تتجاوز 770 ألف لتر في اليوم من تعزيز الإنتاج المحلي للمادة الأولى الأساسية، كما أضاف المستثمر. 

ويتضمن هذا المركب الذي بوفير 100 منصب شغل دائم و4 آلاف منصب شغل آخر غير مباشر، استحداث وحدة لتربية البقر الحلوب وتوزيعه على المربين والفلاحين في المنطقة، إلى جانب إطلاق في المرحلة الثانية وحدة لوضع حليب الناقة في قوارير واستحداث وحدة لإنتاج مشتقات الحليب (ياغورت وجبن)، كما ذكر نفس المصدر. 

وأضاف نفس المستثمر بأنه لا يواجه هذا المشروع إلا مشكلة واحدة تتعلق بإنشاء شبكات الطاقة على غرار الكهرباء والغاز، حيث صرح أنه يطلب المساعدة والدعم من الدولة من أجل الربط بهذه الشبكات قبل نهاية العام الجاري، للسماح بتشغيل هذا المشروع في مطلع عام 2016. 

وأوضح السيد ضايفي أنه من أجل توزيع المنتجات عبر ولاية بشار وباقي ولايات الجنوب الغربي للبلاد، تم توجيه الدعوة للشباب الذين استفادوا من قروض بهدف شراء مركبات نقل في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، كمساهمة ضمن مخطط الأعباء لهذه الفئة من الشباب المتخصصين في النقل. وسيتم الشروع في دراسة 11 مشروعا في إطار تمويل من قبل بنك الفلاحة والتنمية الريفية، حسبما أوضح المدير الفرعي المحلي للاستغلال لنفس المؤسسة المالية. 

وتوجد حاليا مشاريع قيد الدراسة تتعلق باستحداث وحدات لتحويل عدة منتجات فلاحية، لاسيما التمور والزيتون، إلى جانب وحدات تجهيز منتجات أخرى، حسبما أفاد السيد محمد أورمضان أيبرسين. وأشار مصدرنا في هذا السياق إلى أن بنك الفلاحة والتنمية الريفية مسخر لخدمة الفلاحين ومتعاملين آخرين يرغبون في الاستثمار في الصناعات الغذائية الزراعية. 

كما تم إطلاق عملية تتعلق بتجديد وتجهيز مطحنة بشار التي تصل قدرة إنتاجها إلى 2.000 قنطار في اليوم من الطحين (فرينة) والدقيق، من طرف المجمع الصناعي العمومي "الرياض" بفضل استثمار إجمالي قدره 1,35 مليار دج موجه لعصرنة وتحديث تجهيزات 5 مطاحن لهذا المجمع على مستوى غرب وجنوب غرب البلاد. 

وتوزع هذه الوحدة منتجاتها على مستوى ولايات بشار وأدرار وتندوف، حسبما أوضح مسؤولو الوحدة.(وأج)