"المساء" تزور منتزه الصابلات بحسين داي ليلا

إنزال كبير عائلي على مرافق الاستجمام والسمر

إنزال كبير عائلي على مرافق الاستجمام والسمر
  • القراءات: 583
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يشهد منتزه الصابلات بحسين داي في العاصمة، هذه الأيام الأخيرة التي تسبق الدخول الاجتماعي، إنزالا كبيرا من طرف الزوار، لا سيما في الفترة الليلية، عندما تميل الشمس إلى الغروب، وتبدأ العائلات في التوافد على هذا المرفق الاستجمامي الهام، الذي صار يستقطب ملايين الزوار سنويا، لا سيما في فصل الصيف وأيام العطل.

يتحول منتزه الصابلات كل مساء إلى قِبلة مفضلة لدى العديد من المواطنين، لقضاء أوقات مريحة وسط المساحات الخضراء مترامية الأطراف، وبالقرب من مياه البحر؛ حيث دأبت الكثير من العائلات على حزم أمتعتها، وتحضير وجبة عشائها واصطحاب ما شاءوا من الماكولات والملذات والكراسي والأفرشة، لبسطها فوق المساحات الخضراء، والجلوس لساعات طويلة أمام نسائم البحر؛ حيث يحلو الحديث والسمر تحت أنوار المصابيح التي تضيء جنبات المكان، وترسم أنوار العطلة العملاقة لوحة جميلة، تلفت الأنظار وتسر الناظرين. وتعلو قهقهات الأطفال والنسوة وهم يركبون سفينة "القرصان" ذات الحركة الجيبية، فيتمتعون. كما يحلو للأطفال الارتماء في حضن الألعاب المسلية؛ فلا يشعرون بالملل، ولا يشبعون من متعتها إلا بعد أن يصر الأولياء على المغادرة.

مرافق للإطعام وتجارة فوضوية تعم رواق السير

رغم وجود محلات متعددة للإطعام وأخرى لبيع مستلزمات مختلفة كالتخف وغيرها، إلا أن هذا لم يكن كافيا ليستجيب لاحتياجات الزوار، الذين يتدافعون على المحلات لشراء ما يلزمهم، لكن ما يخفف هذا التدافع هو وجود عشرات الباعة، الذين يجدون في هذا المرفق الذي يعج بالمواطنين، فرصة لبيع سلعهم والاسترزاق، مثلما أكد بعض من التقيناهم بالمكان؛ فهذا يبيع "المحاجب"، وذاك يدعو إلى شراء الشطائر، وثالث يعرض قارورات الماء البارد، وغيرهم من التجار، الذين صرح لنا العديد منهم أن نشاطهم هذا الموسمي، يجلب لهم بعض الدريهمات التي يسدون بها الاحتياجات، ومنهم امرأة، وجدناها تبيع شطائر اللحم والبطاطس، وكانت تشتكي من مصادرة سلعتها من طرف أعوان الشرطة، الذين يمنعون هذا النشاط غير المرخص به، مؤكدة أنه لا يوجد معيل لعائلتها إلا هي؛ حيث تقوم، كل مساء، بإعداد كمية من الشطائر لعلها تربح بعض الدريهمات.

وكنا نلاحظ بين الفينة والأخرى مرور سيارة الشرطة التي تجوب المكان، فيتفرق الباعة؛ خوفا من المطاردة ومصادرة سلعهم، لكنهم يعودون لتوّهم بعد مرور الدورية.

ولم يكتف الباعة الفوضويون بعرض سلع المأكولات ولعب الأطفال والتحف فحسب، بل يجد الكثير من الشباب، خاصة، الجو مناسبا لتأجير الدراجات الهوائية وسيارات الأطفال ذات التحكم عن بعد، لتوفير المتعة للزوار، وتحصيل بعض الأرباح، لكنهم يُبعدون وسائلهم عندما تقترب منهم سيارة الشرطة المكلفين بمنع مثل هذا النشاط، الذي اعتاد عليه عشرات الشباب من بلديات العاصمة.

التدابير الوقائية مطبَّقة جزئيا

من حسن الحظ أن منتزه الصابلات فضاء مفتوح، ولو كان مغلقا لكانت الكارثة، هكذا عبّر أحد مستخدمي مؤسسة الحظائر والرياضات والتسلية لولاية الجزائر "أوبلا" المسيّرة لهذا المرفق الكبير؛ لكون المواطنين لا يلتزمون، بشكل كبير، باحترام التدابير الوقائية، يظهر ذلك من خلال مشاهدة أغلب الزوار الذين لا يضعون الكمامات، ويتدافعون على محلات بيع الأطعمة والمشروبات والمثلجات وغيرها، رغم عمليات التحسيس والمنشورات والملصقات التي تنبه إلى ذلك.

الأمن حاضر والأطفال يكسرون صمت المكان

يلاحظ زائر منتزه الصابلات عددا معتبرا من أفراد الشرطة في المكان بزيهم الرسمي، وآخرين بالزي المدني لمنع أي اعتداء أو نشاط مشبوه، وهو ما زاد من طمأنينة المواطنين، الذين صاروا يرتاحون لهذا المكان، ويجدون فيه متعتهم، خاصة أنه مسيَّج ولا توجد منافذ متعددة تسهل نشاط المنحرفين، حسبما ذكر لنا أحد الزوار، الذي اعتبر المنتزه فضاء آمنا، أكثر من تلك الفضاءات المفتوحة على مصراعيها، مشيرا إلى أن وجود أفراد الأمن يزيد من جاذبية المرفق؛ إذ إن المواطنين يضعون الأمن في صدارة الاهتمامات.

رياضة في الهواء الطلق ومتنفَّس للأطفال

أصبح منتزه الصابلات منذ افتتاحه هذه السنة بعد تعقيمه لتفادي انتشار فيروس كورونا، مكانا للرياضيين الذين اعتادوا على ممارسة نشاطاتهم؛ حيث يفضل البعض الجري والمشي على طول رواق المنتزه الممتد على مسافة تزيد عن كيلومترين، ومساحة تقدر بعشرين هكتارا، وبه ملاعب صغيرة مفروشة، هذه الأخيرة تغص بالأطفال ليلا؛ حيث يجدون المتعة والتسلية.

حظائر واسعة لركن السيارات وفوائد كبيرة للمؤسسة المسيِّرة

ما زاد من إقبال الزوار توفر حظائر واسعة لركن السيارات تقع على ضفتي الطريق السريع، الذي ضرب فوقها بجسر لمرور الراجلين بعد ركن سياراتهم بالحظيرة الواقعة بالقرب من محطة الحافلات للخروبة. ويظهر من خلال آلاف المركبات التي تؤم المكان يوميا، أن مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر التي تسير الحظائر بمنتزه الصابلات، أرباحها وفيرة، خاصة خلال هذه الفترة، التي رغم شساعة المكان لا يجد الزائر، أحيانا، مكانا لركن مركبته.