حماية للمناطق الرطبة بوهران

إنجاز محطة تصفية بوادي تليلات

إنجاز محطة تصفية بوادي تليلات
  • 782
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

أكد رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لوهران، أن وزارة الري والموارد المائية وافقت، بعد الكثير من الجدل، على إنجاز محطة تصفية المياه الصحية ببلدية وادي التليلات، بهدف التجسيد الفعلي لحماية المناطق الرطبة، خاصة ما تعلق بمنطقتي أم غيلاس وتيلامين المصنفتين منذ عام 2006، حسب اتفاقية ”رمسار” الدولية.

محطة التصفية التي سيتم إنجازها بالمنطقة، ستكون تحت الإشراف المباشر لمديرية الري والموارد المائية، التي ستعمل على تحويل كافة المياه المستعملة عبر قنوات، بهدف تنقية فعلية لهاتين المحميتين اللتين لهما فائدة كبيرة على النظام البيئي في المنطقة، خاصة أن عدد وحجم المحميات الرطبة بالولاية في تناقص كبير، وهو ما من شأنه التأثير على الكثير من الكائنات الحية، التي لم يعد لها وجود، من جهة، كما أن الأمر ساهم في انتشار الكثير من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان، ويصعب معالجتها، كما حدث منذ أعوام عند انتشار ”الكوليرا” في منطقة الكحايلية ببلدية طفراوي، غير بعيد عن بلدية وادي التليلات، مما أدى إلى تدخل العديد من القطاعات لاحتواء الوضع ومعالجته، تحت الإشراف المباشر لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بالتنسيق مع ممثلي منظمة الصحة العالمية التي كان ممثلوها بعين المكان لأزيد من شهر، إلى غاية التأكد الفعلي من القضاء النهائي على المرض وبؤرة الداء.

يذكر أن هاتين المنطقتين الرطبتين من أهم المناطق الموجودة بالولاية، نظرا لموقعهما الإستراتيجي والهام، غير أن يد الإنسان وقيام العديد من المواطنين بالرمي العشوائي للنفايات فيهما، جعل منهما مكانين غير لائقين، الأمر الذي أدى بالعديد من ممثلي المجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر، ومراسلة السلطات العمومية المحلية والولائية، من أجل اتخاذ القرارات المناسبة لحمايتهما من العبثية، وهو ما جعل منتخبي الولاية والبلدية يتحركون ولا يقبعون وراء مكاتبهم، ويراسلون أعلى السلطات العمومية من أجل إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة البيئية في المنطقة الحيوية، على غرار ما تم التعامل به مع ولايتي معسكر وسيدي بلعباس.

حسب رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي لولاية وهران، فإن إنجاز محطة التصفية بوادي تليلات أصبح أكثر من ضروري، لتنقية البحيرتين من النفايات الكثيرة التي أصبحت عالقة بها، جراء الرمي الكلي للنفايات التي تصب كلها بها.

للعلم، فإن النفايات الواردة إلى بحيرة تيلامين، نابعة أساسا من الوادي الذي يمر بالبلدية، والقادم من جبال اسطمبول بولاية معسكر، ومن أعالي تسالة بولاية سيدي بلعباس في أعالي جبال سيدي غالم، حيث أن كل النفايات والأوساخ المتراكمة بالوادي تصب بالبحيرة، التي أصبحت في وضعية كارثية يجب معالجتها، قبل فوات الأوان، خاصة أن الوادي يمر كذلك ببلدية زهانا التي ترمي بكل نفاياتها في الوادي، علما أن كل نفايات مصنع الإسمنت ومعاملها المتخصصة في إنجاز صفائح ”الأميونت” ومختلف أدوات البناء، تصب في هذا الوادي، الذي يصب هو الآخر في البحيرة التي لم تعد قادرة على استيعاب الكم الكبير من النفايات الصناعية والمنزلية، الواجب اتخاذ الإجراءات الصحية بشأنها، فالوادي في نهايته عند بحيرة تيلامين لا يصبح سوى مفرغة عمومية، كما قال أحد منتخبي بلدية وادي تليلات. للإشارة، يوجد بولاية وهران ثماني مناطق رطبة، كلها مصنفة عالميا وفق تصنيف معاهدة رمسار، لكنها تعاني من الإهمال التام من طرف السلطات العمومية المحلية والوطنية، وتعرف نفس المشاكل المتعلقة بالتفريغ العشوائي للنفايات من مختلف الأنواع بها، وهو ما يؤثر سلبا على وجه الخصوص على هجرة الطيور المختلفة والمتنوعة التي تقصدها في فصل الشتاء، هروبا من البرد الشديد الذي تعرفه القارة الأوروبية.