تمكنت ولاية بومرداس خلال موسم 2015-2016 من إنتاج أكثر من 46 مليون لتر من الحليب، وجمع أكثر من 17 مليون لتر، وهي حصيلة مؤقتة باعتبار أن العملية مازالت مستمرة بالقرب من حوالي 2000 مرب مستفيد من جهاز دعم إنتاج وجمع الحليب، حسب السيدة وردية بلعقبي مديرة المصالح الفلاحية في تصريح خاص بـ «المساء» أمس، علما أن قطاع الفلاحة وفّر أكثر من 43 ألف منصب شغل، حسب إحصائيات 2016.

تسعى ولاية بومرداس لدعم شعبة إنتاج وجمع الحليب عبر مزيد من الخرجات التحسيسية لتوعية المربين للالتحاق بجهاز الدعم في هذا المجال، والذي بفضله تمكنت الولاية من تحقيق نتائج إيجابية، تسعى من خلاله لمضاعفة إنتاج الحليب الطازج، ما يسمح بتخفيض فاتورة استيراد غبرة الحليب، أشارت المديرة وردية بلعقبي في حديث إلـى «المساء» أمس، ملفتة إلى أن جهاز الدعم قد مكّن شعبة إنتاج الحليب وجمعه خلال 2000 إلى 2006 بمبلغ إجمالي يفوق الأربعة ملايين دينار، موجهة تحديدا لدعم المربي بـ 12 دج/لتر، وجامع الحليب بـ 5 دج/لتر، ومصنع الحليب بـ 4 دج/لتر.

هذه الإجراءات تسعى من خلالها المصالح الفلاحية إلى تحسين دعم سلسلة الأمن الغذائي، وهو المنحى الذي اتخذته الجزائر منذ فجر الاستقلال؛ بهدف تحقيق الموازنة ما بين الإنتاج والاستهلاك بما لا يضر القدرة الشرائية لكافة الفئات الاجتماعية. تكفي الإشارة إلى أن القطاع الفلاحي ببومرداس قد تمكن من خلق 43160 منصب شغل مباشر وغير مباشر حسب آخر الإحصائيات.

وحصة السوق من الحليب تبقى متغيرة، حيث إنها مرتبطة بالظروف المناخية من جهة، ووفرة الأعلاف وتحسين ظروف تربية الأبقار، هذا ما جعل المصالح المعنية ترفع إشكالية العديد من المربين الذين يقعون ضحية مدى توفير الأعلاف للأبقار، حيث إن معظمهم لا يملك الأراضي لجني الأعلاف، «ونحن نطمح ـ تقول وردية بلعقبي ـ إلى شراكة ما بين مختلف مهنيّي شعبة الحليب، من خلال عقد سلسلة لقاءات مع المهنيين والمجلس المشترك لهذه الشعبة الفلاحية وجمعية المربيّن، للتحسيس بأهمية عقد شراكات مع ملاّك الأراضي أو أصحاب المستثمرات الفلاحية أصحاب الأراضي في مجال إنتاج الأعلاف؛ سواء بإقليم الولاية أو بولايات الجنوب الكبير»، تقول المسؤولة، مشيرة إلى اقتراح مصالحها في سياق تشخيص الشعبة، «تبنّي إنتاج العلف الأخضر ومنه الشعير داخل هياكل قاعدية خاصة، مثل الحاويات التي لا تتطلب إمكانيات كبيرة ووسائل اقتصادية غير مكلفة مع إنتاج دائم»، تضيف المسؤولة.

وفي مجال ترقية شعبة الحليب دائما، هناك اقتراح قيد الدراسة للمصالح الفلاحية مع ملبنة ومجبنة بودواو العمومية ذات القدرات الكبيرة في مجال جمع الحليب؛ «حيث ندرس حاليا ضمن استشارة مشتركة إمكانية أن يرافق هذا المُجمّع المربيّن؛ عن طريق مدهم برؤوس الأبقار الحلوب لتكثيف الإنتاج، مقابل أن يدفعوا ثمن الأبقار بالحليب، وهو التعاون الذي نراه جيدا، ونتائجه إيجابية على جميع الأطراف». وبلغة الأرقام، حققت بومرداس خلال موسم 2015 - 2016 ما يربو عن 46 مليونا و300 ألف لتر في إنتاج الحليب، و17 مليونا و707 آلاف لتر في الجمع، والعملية التي انطلقت في أفريل الماضي مازالت جارية في مجال دعم شعبة الحليب، علما أن الولاية تحصي قرابة 17 ألف رأس بقر، منها 6880 بقرة حلوب مدمجة ضمن جهاز الدعم المذكور، في انتظار إدماج بقية الرؤوس ضمن نفس الجهاز.