أعيد، بحر الأسبوع المنصرم، فتح سوق الماشية الجهوي ببلدية الكرمة بولاية وهران، غير أن ما لوحظ هو قلة الموالين المقبلين على السوق في وقت فرضت السلطات العمومية المحلية تدابير وقائية صارمة، تم خلالها التأكيد على استعمال وسائل الوقاية بالنسبة للوافدين على السوق، والتي من شأنها أن تساهم فعليا في التقليل من الإصابة بوباء كورونا، الذي تعمل السلطات العمومية على دحره في أقرب وقت ممكن.

أرجع المتتبعون لأحوال سوق المواشي عدم إقبال الباعة والمشترين عليها بكثافة بداية من الساعة الرابعة فجرا، إلى تزامن افتتاح سوق المواشي ببلدية الكرمة مع بقاء الحجر، فيما تشير نفس المصادر إلى أن حركة السوق المألوفة ستعود بقوة خلال الأيام القادمة بعد رفع الحجر، وكذا اقتراب موعد عيد الأضحى، حيث يكثر الإقبال على اقتناء الأضحية. وذكرت نفس المصادر أن الموالين المتعودين على دخول هذا السوق خصوصا منهم القادمين من الولايات البعيدة، يجدون صعوبة في التنقل؛ على اعتبار أن تحركاتهم تكون عموما في الفترات الليلية؛ حفاظا على صحة الماشية من جهة، وربحا للوقت من جهة أخرى.

ورغم أن السوق ظل مغلقا لأزيد من ثلاثة أشهر إلا أن الوضع لم يتأثر من الجانب التحضيري، خاصة أن المشرف على تسيير السوق قام في الآونة الأخيرة، بجميع الإجراءات الوقائية، لا سيما تلك المتعلقة بتعقيم السوق وكافة ملحقاته؛ حفاظا على السلامة العامة لكافة الأشخاص الذين يقصدونه.

وبالنظر إلى الوضع العام الذي تمر به البلاد، فمن المنتظر، حسب الموالين الذين التقت بهم "المساء" في هذا السوق، أن الأسعار ستكون مرتفعة مع اقتراب عيد الأضحى؛ على اعتبار أنهم تكبدوا الكثير من الخسائر المالية بسبب الوباء الذي ضرب العالم أجمع، وبالتالي فإنهم سيعمدون إلى تعويض خسائرهم من خلال الضغط على المشترين، الذين لا يجدون بدا من الشراء ولو بأسعار مرتفعة.

وبالنظر إلى الوضع الصحي العام في الأسواق فإن التعقيم والتطهير متواصل تحت إشراف عدد من الأطباء البياطرة المختصين، لاسيما أن الاستجابة كانت تلقائية من طرف المواطنين قاصدي سوق الماشية انطلاقا من وعيهم بخطورة الوضع الحالي.