تحولت إلى ملاذ للعائلات خلال الصيف
إقبال كبير على فضاءات الترفيه بالعاصمة

- 165

تشهد فضاءات الترفيه والتنزه والتسلية، خصوصا تلك التي دخلت حيز الخدمة مؤخرا، بولاية الجزائر، إقبالا كبيرا من الزوار من العاصمة ومختلف ولايات الوطن، الذين وجدوا فيها متنفسا لهم منذ دخول موسم الحر، على غرار ساحة "كيتاني" بباب الوادي، وساحة متنزه "المسمكة"، والفضاء السياحي الجديد المعروف بـ"سطيحة بونطة"، وحديقة وادي السمار... وغيرها من الفضاءات التي تحولت إلى ملاذ للعائلات منذ افتتاحها، تزامنا مع موسم الاصطياف لهذا العام.
يلاحظ زائر العاصمة منذ بداية فترة العطلة الصيفية، التوافد الكبير على فضاءات التسلية والترفيه التي تم فتحها أمام الزوار بعد تهيئتها وتجهيزها بكل المستلزمات، لتوفير الراحة لعشاق هذه الأماكن، التي تحولت إلى وجهة مفضلة لسكان العاصمة، ومختلف ولايات الوطن، وحتى المهاجرين والسياح، الذين لا يتوانون في زيارتها، وأخذ صور تذكارية بها، خاصة في الأيام الأخيرة نتيجة الظروف الجوية السيئة، وهيجان البحر الذي اضطر بعض العائلات لمغادرة الشواطئ بعد تسجيل حوادث غرق مأساوية، إذ لم تعد تستهوي العائلات هذه الأيام.
"سطيحة بونطة".. فضاء صيفي بامتياز
ومن بين فضاءات الراحة التي تقصدها العائلات "سطيحة بونطة"، التي تحولت إلى وجهة للزوار، وجلبت أنظار سكان العاصمة وزوارها من الولايات الأخرى، وحتى المغتربين، الذين لا يتوانون في أخذ صور تذكارية بهذا الفضاء المطل على البحر، والواقع فوق سطح موقف السيارات "مصطفى بونطة"، الذي يمثل نموذجا جديدا من مشاريع التهيئة الحضرية المدمجة مع السياحة، دشنه والي العاصمة خلال افتتاح موسم الاصطياف لهذا العام، بعد أن تم تحويله إلى شرفة بانورامية واسعة تطل مباشرة على البحر، وتضم مقاهي ومطاعم توفر للزوار لحظات استرخاء واستمتاع بجمال ساحل العاصمة، وربط المكان بممر علوي للمشاة، يوصل "سطيحة بونطة" بشارع زيغوت يوسف، ما يتيح سهولة الولوج، ويخلق امتدادا حضريا بين وسط المدينة والواجهة البحرية التي يقصدها الزوار بكثرة، إلى ساعات متأخرة من الليل، وفي قلب العاصمة التي تغيرت ملامحها كثيرا بفضل مشاريع السياحة والترفيه.
أجواء صيفية مميزة بساحة "كيتاني"
ومن جهتها، تُعد ساحة "كيتاني" بباب الوادي، وجهة سياحية أخرى، الأكثر استقطابا للسياح والعائلات بالعاصمة منذ فتحها بعد إخضاعها لتهيئة وتوسعة، ضمن مشروع إعادة بعت الواجهة البحرية للعاصمة، حيث تشهد إقبالا كبيرا من العائلات والأطفال والشباب، سواء بالجهة السفلية المسماة "قاع السور"، أو الجهة العلوية للساحة، التي أصبحت متنفسا للعائلات، ومقصدا للكبار والصغار، خاصة سكان باب الوادي والبلديات المجاورة، الذين يقضون أوقاتا من الراحة والترفيه بعيدا عن حرارة البيوت التي أرهقت العديد منهم، ما جعلهم يستحسنون توفر هذه الفضاءات في قلب العاصمة، مثل ما أكد بعضهم لـ " المساء"، مشيرين إلى أن ما تحقق في العاصمة من فضاءات الترفيه، يُعد مكسبا هاما، يجب الحفاظ عليه.
وما زاد من راحة الزوار توفر الأمن، والنظافة التي تسهر عليها المصالح المعنية، التي تسعى لكي تكون هذه الفضاءات مكانا للترفيه والتسلية ولعب الأطفال، ومقصدا لهواة رياضة المشي والتأمل على طول "الكورنيش"، إلى جانب السباحة ولعب كرة القدم، إذ تتوافد المئات من العائلات يوميا على هذه الساحة خاصة في الفترة المسائية، للاستمتاع بنسمات البحر على طول واجهة باب الواد بثوبها الجديد؛ إذ أصبحت تجلب إليها الزوار أكثر من ذي قبل. وعدَّها البعض مكانا في قمة الروعة، تأتي إليه العائلات من مختلف ولايات الوطن للتسلية والترفيه عن أنفسهم، خاصة منذ بداية العطلة الصيفية.
وذكرت بعض العائلات لـ "المساء" أنها تأتي إلى هذا المكان القريب من مقر سكناها، للاستمتاع بنسمات البحر وتجاوز القلق، لا سيما بالنسبة لسكان باب الوادي، الذين تتسم شققهم بضيق مساحتها، ما يجعلهم يقضون أوقاتا ممتعة بهذه الساحة التي أعطت المنطقة حيوية كبيرة منذ إعادة فتحها. كما أعطت فرصة بعض الشباب لتقديم خدماتهم للزوار، من خلال تجهيز مرافق للتسلية، وأخرى لبيع الألعاب، ومحلات للمرطبات، التي تحولت إلى وجهة مفضلة.
"إيكو بارك" بوادي السمار.. وجهة جديدة للترفيه
ولا يقتصر الأمر على ساحتي "كيتاني" و "بونطة" بقلب العاصمة، بل هناك من استهواه متنزه "إيكو بارك"، الذي يعرف هو الآخر إقبالا كبيرا من قبل الزوار، خاصة في الفترة المسائية التي يتمتع فيها المواطنون بهذا الفضاء، ويقضون أوقاتا من الراحة في ظل الظروف المناسبة التي سخرتها مصالح ولاية الجزائر لسكانها وزوارها، حيث يُعد متنزه "إيكو بارك" بوادي السمار"، مشروعا سياحيا بامتياز، دُشن هو الآخر عشية موسم الاصطياف الحالي، والذي تحوّل من مفرغة عمومية إلى مساحات خضراء، وفضاءات جديدة للتنزه، يفتح أبوابه لزواره يوميا من الساعة الواحدة ظهراً إلى غاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل، للاستمتاع بعدة نشاطات فنية، وترفيهية، وثقافية، وتعليمية لفائدة الأطفال والعائلات، التي أصبحت تفضل هذا المتنزه الذي خفف الضغط عن منتزه "صابلات"، الذي تحوّل منذ عدة سنوات، إلى الوجهة الوحيدة التي تقصدها العائلات من العاصمة ومختلف ولايات الوطن، قبل أن يتم فتح العديد من الفضاءات التي سمحت للعائلات باختيار الوجهة التي تفضلها، على غرار حظيرة الترفيه والتسلية على مستوى مركز الأعمال بباب الزوار شرق العاصمة، التي تستقطب، هي الأخرى، أعدادا كبيرة من المواطنين من مختلف ولايات الوطن، والتي تتربع على 6 هكتارات، وتتوفر على موقف للسيارات ومساحات خضراء، وساحات للعب، وممرات مخصصة لممارسة الرياضة، وملعب صغير لرياضة الغولف، بالإضافة إلى أكشاك تجارية.
ودعمت هذه الحظيرة، هي الأخرى، مجال التسلية والترفيه بالعاصمة، التي يتواصل بها البرنامج المسطّر من قبل مصالح الولاية إلى غاية نهاية العطلة الصيفية، تنفيذا لتعليمات الوالي محمد عبد النور رابحي، بكلّ الفضاءات والساحات العمومية، وقاعات العرض التي تشهد إقبالا كبيرا من العائلات والأطفال والشباب، للاستفادة من النشاطات المكثفة والمتنوّعة، التي تنظَّم لفائدتهم منذ افتتاح موسم الاصطياف في إطار تنشيط عاصمة البلاد.