أحصت مصالح الصحة والنظافة لبلدية تيارت، بالتنسيق مع مصالح الوقاية لقطاع الصحة، 1400 بئر، منها 1240 بئرا تابعة للخواص، والبقية آبار جماعية، وباشرت نفس المصالح كمرحلة أولى، بإبلاغ أصحاب الآبار بضرورة التقيد الفعلي والصارم بمراقبة المياه، من خلال إجراء تحاليل دورية لها من الجانب الكيميائي والبكتيري، والتقرب من مصالح مكتب النظافة والصحة بالبلدية، بغية التزود بكل المعدات والوسائل لمعالجة المياه، والتأكد من صحتها وسلامتها، خاصة أن أغلبية مياه تلك الآبار تزود عددا كبيرا من سكان الأحياء بالمياه الصالحة للشرب، مما يتطلب إخضاعها للمراقبة الدائمة والمستمرة.

في السياق، يشكل عدد كبير من الآبار غير المصرح بها، والمتواجدة داخل مئات  السكنات الفردية المشيدة داخل أو خارج النسيج العمراني للمدينة، خطرا حقيقيا على الصحة العمومية، حسب نفس المصالح، بالنظر إلى غياب الوعي والحس لدى أصحابها  الذين يقومون بتزويد عدد كبير من المواطنين بمياه الشرب، دون مراقبة ومعالجة دورية، ومن هذا المنطلق، أعلن أنه بعد عملية الإحصاء والتدقيق التي باشرتها مصالح الصحة ومكتب النظافة بالبلدية، سيشرع لاحقا في عمليات ردم بصفة آلية، كل بئر غير مصرح بها لدى المصالح المعنية، ولا يملك الوثائق التي تثبت معالجته، بالتنسيق مع مصالح الأمن.

في السياق، فإن منبع عين جنان التاريخي الواقع بوسط مدينة تيارت، الذي أعيد افتتاحه بعد سنوات من الغلق، بسبب نوعية المياه، خاصة أن التحاليل الفيزيائية والبكترية أثبتت وجود نسب جد مرتفعة للنيترات به، أجبر المصالح المعنية على إبلاغ المواطنين عن طريق كتابة لافتة كبيرة تمنع المواطنين من استهلاك مياهه، لكن لم تجد صداها، بفعل إقبال المواطنين على مياه هذا المنبع.

أكدت مصادر من مديرية الموارد المائية ومصالح البلدية في هذا الشأن، أنه سيتم في الأيام المقبلة اقتناء جهاز خاص، سيتم تنصيبه بمحاذاة المنبع لمعالجة نسبة النيترات وجعلها في النسبة المطلوبة، وإلى ذلك الحين، فإن المخاوف من حدوث بعض مخاطر استهلاك تلك المياه بنسب النيترات مرتفعة جدا، قائمة وتهدد مستهلكيها، خصوصا أن ارتفاع هذه المادة في الماء يسبب السرطان، وهو ما يعتبره الخبراء خطرا حقيقيا يهدد الصحة العمومية.