أُعيد تشغيل المصعد الهوائي "تليفيريك"، الرابط بين بلديتي عنابة وسرايدي، بعد استكمال أشغال الصيانة والتجديد الشامل التي خضع لها، عقب توقف دام 6 سنوات كاملة، منذ سنة 2019، بسبب أضرار جسيمة لحقت به. إثر تسجيل أعطاب تقنية كبيرة، تسببت في تعطيل كامل لنشاطه، ما انعكس سلبا على حركة التنقل نحو سرايدي، وأثقل كاهل المواطنين ببدائل نقل مرهقة وغير منتظمة، خاصة في فترات الذروة الصيفية والشتوية.

يمتد خط "تليفيريك" عنابة، على مسافة تقارب 4 كيلومترات، انطلاقا من محطة "عمر ريزي" بمدينة عنابة، وصولا إلى أعالي سرايدي، ويُعتبر من بين المشاريع النادرة على المستوى الوطني من حيث التصميم والموقع، إذ يمنح للمسافرين تجربة تنقل "بانورامية" بين الجبل والمدينة، فضلًا عن كونه وسيلة نقل فعالة وصديقة للبيئة.

شملت عملية الصيانة، استبدال الكوابل والأعمدة، وتحديث نظام القيادة الآلي، وتعزيز أنظمة الأمان والتحكم، فضلا عن تهيئة المحطات العلوية والسفلية وتحسين ظروف استقبال الركاب.

من جهتهم، عبر عدد من سكان سرايدي ومرتادي المنطقة، عن ارتياحهم الكبير لعودة المصعد الهوائي إلى الخدمة، باعتباره شريانًا حيويًا يربط بلديتهم بعنابة، ويُيسر تنقلاتهم اليومية، خاصة في ظل طبيعة المسالك الجبلية الوعرة، التي تزيد صعوبة التنقل على الفئات الهشة، على غرار المرضى وكبار السن.

ومن المنتظر، أن يساهم استئناف الخدمة، في تنشيط الحركة السياحية والتجارية نحو سرايدي، بما يتيح فرصا اقتصادية جديدة ويُنعش السياحة البيئية، خصوصا وأن المنطقة تُعد قبلة مفضلة للعائلات خلال عطل نهاية الأسبوع وموسم الاصطياف.

تعمل المصالح الولائية، على مرافقة هذا الإنجاز، بتهيئة الطرقات والمسالك السياحية، وتحفيز الاستثمار في الخدمات السياحية والفندقية، قصد جعل سرايدي قطبا سياحيا جبليا متكاملًا، يليق بمكانتها الطبيعية والتاريخية.