مديرية التجهيزات العمومية لبومرداس تؤكد

إعادة إطلاق مشروع مستشفى 240 سريرا

إعادة إطلاق مشروع مستشفى 240 سريرا
  • القراءات: 1336
حنان. س حنان. س

كشفت مديرية التجهيزات العمومية لبومرداس، عن قرب موعد إطلاق أشغال مستشفى 240 سريرا ببلدية بومرداس في غضون الأسبوع الجاري، استنادا إلى المديرة صليحة بن هناية في تصريح لـ "المساء"، التي أكدت أنه سيرى النور أخيرا بعد 30 شهرا حسب الآجال التعاقدية مع مقاولة الأشغال.

أفادت مديرة التجهيزات العمومية السيدة بن هناية، بأن مشروع مستشفى 240 سريرا الواقع بحي الساحل ببلدية بومرداس، يوجد على مستوى المراقبة المالية للإلزام، ثم تنطلق الأشغال مباشرة، مرجحة أن يكون ذلك في غضون الأسبوع الجاري بعد رفع كل العراقيل التقنية والإدارية والمالية، ومعتبرة هذا الحدث بمثابة بشرى حقيقية لسكان ولاية بومرداس، على اعتبار أن هذا المشروع يراوح مكانه منذ سنوات طويلة، لاسيما بعد تخلي مقاولة الإنجاز الأجنبية (إيطالية) عن المشروع في 2012 بعد إشهار إفلاسها، ليعاد بعث الأشغال في سبتمبر 2017 بعد رفع كل العراقيل المالية والتقنية؛ حيث كان منتظرا تسلمه نهاية 2018، حسب تأكيد وزير الصحة آنذاك، مع الإشارة إلى أن نسبة الإنجاز لم تتجاوز 20%، غير أنه عرف توقفا آخر، ليحول بعدها المشروع في جويلية 2019، إلى مديرية التجهيزات العمومية، التي عملت على إجراء دراسة تقنية معمقة، للوقوف على حقيقة الأشغال ومدى مطابقتها المعايير.

وقالت المديرة بن هناية في تصريح لـ "المساء"، إنها عينت لجنة تضم ممثلين عن وكالة المراقبة التقنية ومديرية الصحة ومحضر قضائي؛ "حيث وجدنا الموقع في وضعية إهمال كلي، ورفعنا كل النقائص والتحفظات"، تقول محدثتنا، مشيرة إلى إعداد دفتر شروط لما تبقى من الإنجاز، مع إدراج الأشغال المتضررة. ويُنتظر تهديم بعضها وإعادة بنائها من جديد، فيما أعلنت أن المبلغ الإجمالي المخصص لتكملة أشغال هذا الصرح الطبي الهام، يناهز 500 مليار سنتيم.

كما لفتت المسؤولة إلى أن مقاولة الأشغال المسند لها المشروع، "تتمتع بسمعة وطنية جيدة؛ إذ لديها موارد بشرية ومادية ومالية تخولها احترام الآجال التعاقدية للمشروع المحددة بثلاثين شهرا"، علما أن مشروع 240 سريرا لبومرداس سُجل سنة 2006 ضمن المخطط الخماسي للتنمية 2005- 2009، ولم يعرف وضع حجر الأساس للانطلاق في إنجازه إلا سنة 2012 بسبب تغيير الموقع أكثر من مرة، ثم لعدم الفصل في ميزانية إعادة التقييم ورفع ميزانية الإنجاز تماشيا مع التغييرات التي أدخلت على المشروع.

ويرتقب سكان الولاية تسلم هذا الصرح الطبي الهام الذي سيوفر كل الخدمات الطبية المعروفة، وعلى رأسها جراحة الأعصاب وجراحة القلب اللتين تفتقر إليهما الولاية منذ سنوات، كما يوجد بالقرب من هذا الصرح الطبي المنتظر أن يحول إلى مستشفى جامعي، بفضل وجود مدرسة لشبه الطبي، مرتقب هي الأخرى تسلمها قريبا بعد أن سجلت نسبا متقدمة في الإنجاز. وبالمحاذاة تم تخصيص عقار هام من أجل إنجاز كلية الطب مستقبلا، المزمع إلحاقها بنفس المستشفى بغرض تحويله إلى مستشفى جامعي متكامل.

عودة الأشغال إلى الورشات بعد رمضان

قالت مديرة التجهيزات العمومية لبومرداس صليحة بن هناية من جهة أخرى، إنه أعيد إطلاق الأشغال في عدة ورشات مؤخرا، بعد توقف لأسابيع بسبب تدابير الحجر الصحي جراء جائحة كورونا العالمية، موضحة لـ "المساء" أن بعض الورشات تسجل عودة بطيئة للعمال في انتظار إعطاء دفع جديد لسير الأشغال بجل الورشات مباشرة بعد رمضان.

وتحدثت السيدة بن هناية عن جملة المشاريع التنموية التي تشرف عليها مديرية التجهيزات العمومية، لاسيما التربوية منها، قائلة إن جلها تأثر بتدابير الحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورونا، وهو ما يؤثر سلبا، حسبها، على تواريخ تسلمها؛ حيث أكدت أن الظرف الاستثنائي العالمي قد أثر بشكل مباشر على سير الأشغال بالعديد من المشاريع التي كان مبرمج تسلمها شهر سبتمبر القادم، لاسيما الخاصة بالقطاع التربوي، حيث إن العديد من مقاولات الإنجاز تنتمي لولايات أخرى، ومع الحجر الجزئي فإنها لم تلتحق بالورشات، بالإضافة إلى حلول شهر رمضان، واستحالة توفير الإقامة والإطعام للعمال بسبب تدابير الوقاية.

واستثنت المسؤولة 7 مشاريع تتعلق بإنجاز متوسطات، منها 3 بكل من بلديات قورصو وبرج منايل وبني عمران سجلت نسبة تقدم جيدة، حيث لم تتوقف الورشات بها، ولكن الأشغال سارت بوتيرة بطيئة. أما الأربعة المتبقية فنسبة الإنجاز بها تصل إلى 45% مع عقد اجتماعات بصفة دورية عموما، للوقوف على سير الأشغال وإعطاء دفع جديد لها لتسلمها مع الدخول المدرسي القادم.

وتسجل المديرية حاليا بعض المشاريع المتوقفة لأسباب متفاوتة، منها تدابير الحجر الصحي، وهي أربعة مشاريع تتعلق بإنجاز متوسطات منها ما هو متوقف لأسباب متفاوتة، على غرار الأسباب الإدارية؛ إذ توجد ملفاتها على مستوى العدالة للتسوية، وأخرى يتم حاليا إجراء اجتماعات لحل المشاكل العالقة لإعادة إطلاقها قريبا، منها على سبيل المثال، ثانوية خميس الخشنة وثانوية أحمد مالك ببلدية بومرداس، حيث يُنتظر إعادة إطلاق المشاريع بعد رمضان مع تسريع وتيرة الإنجاز، بالإضافة إلى متوسطة بودواو التي تأخر إطلاق أشغالها بسبب الحجر الصحي. ويُنتظر إعطاء دفع لها مجددا بعد انقضاء رمضان.

ونفس الشيء مسجل بمتوسطة شعبة العامر التي توقفت بها الأشغال لعيوب تقنية، حيث تقع بمنطقة جبلية، وتقوم عليها ثلاث مقاولات، تأثرت أشغالها هي الأخرى بتدابير الحجر الصحي، ويعاد إطلاقها بعد رمضان كذلك.

أما بالنسبة للمجمعات المدرسية فعدد مشاريعها أربعة، منها 2 مركزية، سجلت نسبة تقدم ملحوظة، توقفت خلال إلزامية الحجر الصحي، ومشروعان اثنان ببلدية برج منايل، توقفا لكون المقاولة من مدينة بوسعادة وبسبب تدابير الحجر في توقف المشروعين. ويُنتظر إطلاق الأشغال بهما بعد رمضان، بينما انتهت أشغال مجمع مدرسي آخر ببلدية يسّر تحت إشراف المديرية، والذي سيسلَّم في سبتمبر القادم.

كما أن هناك مشاريع أخرى مبرمجة للإطلاق، جلها في مرحلة الإجراءات الإدارية، منها إنجاز متوسطتين قاعدة 7 ببلديتي بني عمران وبودواو، إضافة إلى ثانوية بودواو البحري المنتظر اختيار موقع آخر لاحتضان مشروعها؛ كون الموقع المحدد يقع فوق صدع زلزالي، إضافة إلى اختيار موقع أخر لإنجاز ثانوية ببلدية حمادي التي شهدت اختيار 11 موقعا من قبل، ولم يستقر المشروع بعد على موقع جيد للإنجاز، إضافة إلى مشروع إنجاز متوسطة قاعدة 4 بمنطقة أولاد بونوة ببلدية جنات؛ حيث يوجد المشروع قيد الدراسة، ومشروع إنجاز متوسطة مركزية بحي الساحل ببلدية بومرداس.

ويضاف لهذا وذاك مشاريع أخرى، أجلت إجراءاتها بسبب الظرف الصحي الاستثنائي بسبب تفشي فيروس كورونا، وتتعلق إجمالا بإنجاز مجمع مدرسي بحي اللوز ببلدية الثنية، وهو مشروع قطاعي يُنتظر تعيين مكتب الدراسات بعد انحصار الوباء، إضافة إلى مجمع مدرسي آخر بحي أولاد بلهادي ببلدية حمادي، ومجمع آخر بالحي السكني الجديد ببلدية بني عمران، وهما مؤجلان أيضا بسبب الظرف العالمي الاستثنائي.

كما ذكرت المسؤولة مشاريع تربوية أخرى يشرف عليها قطاعها، تم تحويلها من مصالح "عدل" إلى مصالحها تتعلق بمتوسطتين ومجمع مدرسي وثانوية بكل من بلديات أولاد هداج وبودواو وبرج منايل وأولاد موسى، غير أن ملفات إجراءات التحويل ثقيلة جدا وبطيئة، تشير المديرة بن هناية، زادها ظرف وباء كورونا ثقلا آخر، مؤكدة أن مصالحها حريصة على إتمام المشاريع في آجالها، "غير أن الظرف الراهن صعب؛ فقد نتعرض لانتقادات، ولكننا نواجه الأمر بحزم، ونبذل مجهودات كبيرة مع كل مقاولات الإنجاز لتجاوز آثار هذه المحنة الصحية الاستثنائية"، تؤكد مديرة التجهيزات العمومية لبومرداس السيدة بن هناية.