فيما سجلت العاصمة 48 حادثا أسفرت عن هلاك 11 شخصا

إرهاب الطرقات يحصد 344 ضحية جانفي الماضي

إرهاب الطرقات يحصد 344 ضحية جانفي الماضي
  • القراءات: 385
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

أكد رئيس مكتب التنسيق المروري بالقيادة العامة للدرك الوطني، الرائد سمير بوشحيط لـ "المساء"، تسجيل زيادة نسبية في حوادث المرور في الآونة الأخيرة مقارنة بالفترة الماضية لا سيما بعد وقوع 987 حادث مرور، خلّفت وفاة 344 شخص، وإصابة 1454 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة منذ بداية شهر جانفي حتى 19 فيفري الجاري.

أوضح الرائد بوشحيط أن الزيادة النسبية في عدد الحوادث ترجع إلى بعض الانحرافات والاصطدامات بين المركبات التي وقعت على مستوى الطريق السيار "شرق- غرب"، والطرق الوطنية بشكل عام. ويأتي في المرتبة الأولى الطريق السيار، ثم الطرق الوطنية رقم 1 و3 و5. وأشار إلى أن حصيلة حوادث المرور المسجلة خلال شهر جانفي 2024 عبر إقليم اختصاص الدرك الوطني، مكنت من تسجيل 545 حادث مرور، خلّفت وفاة 233 شخص، وإصابة 944 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مؤكدا أن هذا الشهر عرف من خلال تحليل الإحصائيات، ارتفاعا في عدد الضحايا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، والذي يعود إلى تورط مركبات نقل المسافرين والبضائع، في عدد كبير من الحوادث المرورية.

ويمثل العامل البشري، حسب المتحدث، السبب الرئيس في وقوع حوادث المرور، بنسبة 91 ٪. كما يمثل عامل الطرقات والمحيط نسبة 4.84 ٪، وعامل المركبة 4.30 ٪، يضيف المتحدث.

وتعود مسؤولية وقوع حوادث المرور إلى تورط السائقين بأكثر من 76 ٪ من العدد الإجمالي للحوادث، معظمهم من الذكور، وكلهم شباب حازوا على رخصة سياقة منذ أقل من 5 سنوات. ويتميزون بالاندفاع والتهور في السياقة. كما لا يمتثلون لقانون المرور، خاصة في ما يتعلق باستعمال السرعة المفرطة تحت تأثير الكحول والمؤثرات العقلية، مع غياب الوعي المروري عن السائقين.

وبخصوص حال الطرقات والمحيط، أكد الرائد بوشحيط أنها كانت سببا مباشرا في وقوع ما يفوق 4 ٪ من الحوادث. كما ساهمت، بشكل كبير، في وقوع كثير من الحوادث الأخرى، التي يتحمل مسؤوليتها السائقون، وذلك من خلال القراءة الإحصائية لعوامل الخطر، وفقا للملفات التقنية المنجزة من قبل الوحدات الإقليمية للدرك الوطني التي عاينت حوادث المرور.

وعن الأسباب المنسوبة للمركبات فهي تتعلق بتلف العجلات، واختلالات ميكانيكية، خاصة بأنظمة الفرملة والتوجيه، والتي قد تكون ناتجة عن جودة ونوعية الإطارات المطاطية، وقطع غيار المركبات المتورطة، يقول مصدر "المساء".

وحسب الإحصائيات المتوفرة لدى مصالح الدرك الوطني، أكد المسؤول الأمني أن السرعة المفرطة التي تَسبّب فيها السائقون خلال شهر جانفي الماضي، تبقى العامل الرئيس وراء وقوع الحوادث بنسبة تفوق 22 ٪، بالإضافة إلى تورط ولامبالاة المارة بنسبة 14 ٪، ثم تغافل السائقين بنسبة تفوق 11 ٪.

وبخصوص حوادث المرور بسبب المارة، سُجل 18 حادثا، والتجاوز الخطير بـ 15 حادثا، معتبرا أن ذلك يعود إلى التهاون، والتهور، وعدم التركيز والحضور الذهني أثناء السياقة.

56 حادث مرور بالعاصمة في جانفي الفارط

أحصت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر، 56 حادثا مروريا، منها 9 حوادث مميتة، و27 حادثا جسمانيا، و20 حادثا ماديا، خلّفت، في مجملها، 48 ضحية، منها 11 قتيلا، و52 جريحا، وهذا خلال جانفي المنصرم، حسبما أكدت النقيب رشيدة عايب، رئيسة خلية الاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر لـ "المساء". وأوضحت النقيب عايب أن عدد الحوادث في ارتفاع مقارنة بإحصائيات جانفي 2023؛ حيث تم تسجيل أزيد من 5 حوادث بنسبة 9.80 ٪ قابلة للارتفاع، علما أن السنة الفارطة سجلت حادثا "مميتا " واحدا؛ بنسبة 12.5 ٪، مع تسجيل انخفاض في الحوادث الجسمانية بـ 6 حوادث؛ بنسبة 18.18 ٪، وتسجيل 10 حوادث مادية؛ بنسبة 100 ٪.

السائقون لا يبالون بالحملات التحسيسية

تزايدت ظاهرة حوادث المرور بشكل لافت هذه الأيام رغم الحملات التحسيسية لمختلف الأجهزة الأمنية، والإجراءات الوقائية المتخذة على مستوى المدن والطرقات الوطنية؛ ما استدعى استنفار الجميع، والتشديد على شعار: "كفى مجازر الطرقات".

وأرجعت المتحدثة سبب ارتفاع حصيلة حوادث المرور، إلى العامل البشري، الذي كان سببا رئيسا في وقوع معظم هذه الحوادث، بما يحتّم توعية السائقين بالتدابير اللازمة لتفادي استمرار هذه الكارثة، بالإضافة إلى تجاوز السرعة المسموح بها، والتجاوز الخطير في المنعرجات، وعدم احترام الأولوية ومسافة الأمان والمناورات، واستعمال الهاتف النقال أثناء السياقة. وأوضح الرائد سمير بوشحيط أن وحدات أمن الطرقات تقوم في كل مرة، بحملات تحسيسية للحد من حوادث الطرقات، والترويج للثقافة المرورية وسط السواق، واحترام قوانين المرور للحد من "إرهاب الطرقات" بقناعة، موضحا أن السياقة " متعة، لكنّ ـ للأسف ـ السائقين لا يستجيبون".

وأضاف بخصوص سائقي المسافات الطويلة سواء على متن حافلات نقل المسافرين أو شاحنات نقل السلع، أن مصالح الدرك تقوم عبر مختلف نقاط المراقبة والتفتيش، بتوقيف السائق في حال ملاحظة الإرهاق، ومطالبته بالركن والراحة، أو تغيير السائق؛ للحفاظ على سلامة الركاب، علما أن وحدة الدرك الوطني وضعت صفحة "طريقي" عبر موقع "فايسبوك" ، لإعلام المواطنين بأخطار الطرقات، والتجاوزات، والمخالفات والمناورات.

"سوقرال" تدعو لنشر ثقافة التبليغ عن التجاوزات

تطلق الشركة الوطنية لتسيير المحطات البرية "سوقرال"، في كل مرة، حملات تحسيسية للحد من حوادث المرور عبر مختلف المحطات البرية التابع تسييرها للمؤسسة، والمقدرة بـ 73 محطة، بما فيها الأخيرة التي احتضنتها محطة "الخروبة" ؛للحد من حوادث المرور، وترسيخ ثقافة السلامة المرورية تحت شعار "السلامة المرورية مسؤولية الجميع".  كما تسعى مؤسسة "سوقرال" لتعزيز الأمن المروري عبر مختلف ربوع الوطن، ونشر ثقافة التبليغ بين المواطنين.

وتأتي الحملة المقررة أيام الشهر الفضيل، للتحسيس من السياقة المتهورة، والسلوكات "غير المقبولة" من قبل بعض السائقين، لا سيما سائقو الحافلات، ولدعوة المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية؛ من خلال التبليغ عن هذه السلوكات عن طريق سبل التبليغ التقليدية للجهات الأمنية، أو الوسائط الجديدة التي استحدثتها مؤسسة "سوقرال" مؤخرا، والمتمثلة في تطبيق جديد يضاف إلى تطبيق" "محطتي" ، الذي يسمح للمسافرين بالتبليغ عن أي مخالفات أثناء الرحلات.

كما ستركز الحملة على تحسيس سائقي حافلات نقل المسافرين عبر الخطوط الطويلة والقصيرة، بتفادي السلوكات الخاطئة والخطيرة التي تتسبب في حوادث مرور أليمة، لا سيما منها السرعة المفرطة، والتجاوز الخطير، وعدم احترام المسافة القانونية للأمان والمناورات الخطيرة... وغيرها من المخالفات.