خلال ملتقى جهوي لمكافحة الآفة بقسنطينة

إجماع على خيار الطريقة التقليدية للقضاء على "البروم"

إجماع على خيار الطريقة التقليدية للقضاء على "البروم"
  • القراءات: 2791
خالد حواس خالد حواس

أجمع الحضور خلال الملتقى الجهوي الذي نظم يوم أمس، حول طرق مكافحة آفة "البروم" أو خناق البقر في المحاصيل الزراعية الكبرى من قبل الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة بقصر الثقافة مالك حداد، بأن نسبة القضاء أو التقليل من انتشار "البروم" تكون أفضل بالطريقة الميكانيكية مقارنة بالطريقة الكيمائية التي يجب وضعها كخيار أخير للعملية.وقال المختصون من مختلف الأطراف المعنية في معالجة أو مكافحة آفة خناق البقر، بأنه يتوجب القيام بجملة من الإجراءات والاحتياطات اللازمة التي تسمح بالقضاء على هذا الداء الذي أصبح يؤثر بشكل مباشر وكبير على المردود أو المنتوج الزراعي في الجزائر وشمال إفريقيا ككل. والتي جعلت الجزائر وتونس على سبيل المثال لا يحققان الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بمختلف المحاصيل الزراعية وعلى رأسها القمح، حيث أن البلدين يستوردان ما لا يقل عن ثلثي الاحتياج السنوي، فهذه الآفة أصبحت تشكل مشكلا كبيرا لزراعة الحبوب في الجزائر على وجه العموم وقسنطينة على وجه الخصوص، حيث أصبحت تغزو الكثير من حقول الحبوب والتي تعود إلى جملة من الأسباب الرئيسية بداية من التقنيات المعتمدة من قبل الفلاح في حد ذاته التي تؤثر بشكل سلبي على المردود العام، واختصار خدمة الأرض الذي يترتب عنه الحرث السطحي، إضافة إلى غياب الدورات الزراعية في وقتها اللازمة وكذا الاعتماد على المعالجة الكيميائية والتي تبقى غير فعّالة في جميع الحالات، عكس ما يعتقدها البعض مقارنة بالمعالجة التقليدية.

وركّزت بن العمري لمياء، المفتشة الجهوية للصحة النباتية حديثها حول الانتشار الكبير لنبتة "البروم" في المنطقة الجنوبية بمدينة قسنطينة منها عين عبيد، بن باديس، الخروب، عين سمارة وبني حميدان والتي تأثرت كثيرا مقارنة بباقي البلديات الأخرى، على غرار بلدية مسعود بوجريو التي كانت نسبة تأثرها بأعراض خناق البقر قليلة جدا، معللة السبب بزيادة عدد النبتات في المتر المربع الواحد والتي تزيد بشكل تلقائي في عدد البذور المتضررة ومنه انخفاض ملحوظ في المردود أو المنتوج، كما قدمت بعض الأرقام حول نسبة الانتشار والأراضي الزراعية المرفوضة والتي وصلت نسبتها إلى 63 بالمائة، بما أن بذرة خناق البقر الواحدة تصيب بين 500 و5000 بذرة زراعية لسبب بسيط وهو أنها تنمو بكل سهولة وذلك لقابليتها الكبيرة والطرق المتعددة الموجودة سواء عن طريق البذرة والحيوانات أو الإنسان في حد ذاته، كما أن نموها داخل الأرض يصل إلى 5 سم كاملة، مؤكدة على أن "ريجيديس" يعتبر أكثر نوع من أنواع "البروم" الأربعة الموجودة بقسنطينة. وعرف الملتقى تدخل السيد حمداش عبد المجيد، للحديث عن كيفية معالجة "البروم" بالطرق الزراعية وتفعيل الدورة الزراعية التي تعتبر أهم مرحلة أو خطوة للقضاء أو التقليل من احتمالية انتشاره في مختلف المحاصيل الزراعية، كما كانت الفرصة لممثل المتعامل الاقتصادي "أ.سي.إي" السيد بوالسيوف نعيم، لتقديم عرض تقني حول المواد والمنتوجات المقترحة ضد هذه الآفة، في حين تحدث بعض الفلاحين والمستثمرين المتدخلين عن العراقيل التي يواجهونها في توفر الحلول اللازمة للقضاء على "البروم" والرفع من منتوجهم السنوي.

الخبير التونسي عزالدين عليمي: الجزائر وتونس لم يتعاملا بالطريقة اللازمة للقضاء على البروم

قال الخبير التونسي، عز الدين عليمي، ممثل المتعامل الاقتصادي "دو أقرو ساينس"، بأن سبب توجه الجزائر وتونس لاستيراد 2 من 3 من الاحتياجات السنوية العامة للاستهلاك يعود سببه إلى عدم تعاملهما بالطريقة الصحيحة التي تتناسب مع المناخ الموجود في البلدين منذ 2005 يتشابه بشكل كبير مع السنوات الموالية حتى هذه السنة، الشيء الذي يمكن من خلاله مطالبة الفلاح بإيجاد الحلول والتي تبقى من اختصاص الجهات الوصية، فنبتة "البروم" مثلا تنقص حسبه من نسبة 80 بالمائة من المردود بسبب كثرة الأعشاب والتي تصعب من عملية المقاومة، متحدثا عن ظاهرة "لا لوباتي" التي تجعل هذه الآفة تنبت رفقة القمح وتصبح أكثر، أين وصلت هذه السنة حسبه إلى 500 نبتة في المتر المربع هذه السنة، وأضاف: "هناك أشياء في نبتة البروم تساعد وتصعب في معالجته في نفس الوقت، فهناك شعيرات عند ارتفاع درجة الحرارة تنقص من امتصاص المبيدات التي يتم وضعها، لكن في الجهة المقابلة فإن عمق هذه النبتة يصل إلى 5 سم وبالتالي فإن الحرث العميق لـ20 سم مثلا يصعب من وصول خناق البقر إلى الأرض والمحصول، كما أن بذور هذا الأخير لا تدوم أكثر من 3 سنوات في الأرض وذلك حتى لو كانت الظروف مساعدة فلا يمكنها أن تنبت في السنة الرابعة، لذا فيتوجب زيادة كثافة البذور الزراعية في المساحة حتى يمكن التضليل وتخفيف الضوء على هذه النبتة ومنه المساعدة في المقاومة".