اختلالات كبيرة في توفير الماء بقالمة

إجراءات استعجالية لمواجهة أزمة العطش

إجراءات استعجالية لمواجهة أزمة العطش
  • القراءات: 337
وردة زرقين وردة زرقين

اتخذت ولاية قالمة، مؤخرا، عدة إجراءات استعجالية لمواجهة ندرة المياه، خاصة الموجهة للسقي الفلاحي، وذلك بالنظر لتوفر الولاية على مقوّمات وإمكانيات قد تجعل منها قطبا فلاحيا بامتياز، حيث أن أكثر من 77 بالمائة من مساحتها الإجمالية مخصّصة للزراعة، إذ تُعد إحدى الولايات الناشطة في المجال الفلاحي، ومشهورة بالقمح والطماطم، كما تصلح ضفاف وادي "سيبوس" للحمضيات وكل الخضر، فيما تصلح الأراضي الأخرى لأنواع أخرى من الزراعة.

وفي ظل التغيّرات المناخية، التي أدّت إلى تراجع الاحتياطات الجوفية والسطحية بالجزائر عموما وقالمة خصوصا، فقد تم تسجيل بعض الاختلالات في التزوّد بالمياه الصالحة للشرب بهذه الولاية، ومن أجل الوصول إلى الهدف المرجو والمحدّد من قبل السلطات العليا للبلاد، لتقديم خدمة عمومية بجداول زمنية محترمة تضمن كرامة المواطن، تم اتخاذ جملة من الإجراءات لمواجهة ندرة المياه، من خلال تدعيمها بكميات إضافية من الماء الصالح للشرب. وفي هذا الصدّد، استفادت قالمة مؤخرا، من أغلفة مالية معتبرة لإنجاز مشاريع في قطاع الري، منها غلاف مالي قدره مليار دينار، لإنجاز مشروع تهيئة محطة تصفية المياه المستعملة، وتوسعة شبكة محيط السقي قالمة – بوشقوف، ويندرج المشروع في إطار الاستراتيجية الوطنية من أجل التكفل بالتطهير وإعادة تأهيل المنشآت القاعدية، ورفع قدرات تصفية المياه على المستوى المحلي. كما استفادت بلدية وادي الزناتي، من مشروع محطة تطهير وتصفية المياه المستعملة على مستوى البلدية، وباعتبار المياه غير التقليدية ومياه البحر، حلولا نوعية أقرّتها السلطات العمومية لمجابهة النقص في المورد المائي، وتوفير احتياجات السكان، تجري عملية ربط عدة بلديات شرق ولاية قالمة، بمحطة تحلية مياه البحر الواقعة بمنطقة الدراوش بولاية الطارف، خاصة ببلديات بوشقوف، ووادي فراغة وعين بن بيضاء، أين سُجّل عجز كبير في التزوّد بمياه الشرب، ومن المتوقع دخول المشروع حيّز الخدمة في الصائفة القادمة.

وبخصوص الري الفلاحي، سيتم التكفل بهذا الجانب من المياه المستعملة لتوفير كميات إضافية لمياه السقي الفلاحي، ويُعد محيط السقي ڨالمة – بوشڨوف ابتداء من ملتقى وادي الشارف وبوهمدان إلى غاية بوشڨوف، من أهم منشآت السقي بالولاية، لكونه المموّن الرئيسي للمنتوجات الفلاحية بشتى أنواعها (المزروعات الموسمية، الأشجار المثمرة، الزراعة الصناعية والحبوب)، حيث يُرتقب بناء نظام لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوهمدان، خلال السنوات القادمة، حسب الموافقة المبدئية لوزير الري طه دربال، خلال زيارته التي قادته إلى قالمة الأسبوع المنقضي، وبناء قناة مغلقة لجرّ مياه السقي إلى المحيط الزراعي قالمة-  بوشقوف، لوضع حد للهدر الذي تتعرّض له الطاقة المائية بمجرى نهر سيبوس المفتوح، ولضمان الأمن المائي على المدى المتوسط والمدى البعيد، تقترح السلطات المحلية بقالمة، بناء سد على وادي غانم ببلدية ودائرة حمام النبائل.

والجدير بالذكر، أن سكان الولاية يستغلون 30 بالمائة من المياه السطحية القادمة من السدود، و70 بالمائة من المياه الجوفية، فيما تصل خسائر القطاع إلى 40 بالمائة من المياه الموجّهة للاستهلاك، بسبب قدم شبكات التوزيع والسرقة، ولذلك تظل قالمة بحاجة إلى هذه المادة الحيوية، ذلك لأن عدد سكانها فاق النصف مليون نسمة، وباعتبارها منطقة فلاحية بالدرجة الأولى.