تحسبا للدخول الاجتماعي ببومرداس

إجراءات استباقية للحد من انتشار الوباء

إجراءات استباقية للحد من انتشار الوباء
  • 612
حنان سالمي حنان سالمي

أعلنت السلطات الولائية لبومرداس، أول أمس، عن استعدادها لاستقبال الدخول الاجتماعي، وسط استمرار تفشي جائحة كورونا؛ حيث كشفت عن اتخاذ كافة التدابير لمرافقة قطاعات التربية، والجامعة والتكوين المهني، لوضع البروتوكول الصحي اللازم لكسر سلسلة العدوى، إلى جانب توسيع عملية التطعيم إلى كل المواطنين المستهدفين، وبالتالي بلوغ الغاية المسطرة بنهاية 2021، مشيرة إلى أن 25% من سكان الولاية، تلقوا التلقيح إلى غاية 21 أوت الجاري.

جاء ذلك في أعقاب انعقاد الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، التي خُصصت لمناقشة الحساب الإداري لسنة 2020 والميزانية الإضافية لسنة 2021، التي خُصص جزء هام منها لصالح القطاع الصحي بالولاية؛ من أجل اقتناء عتاد ووسائل طبية لتحسين التكفل الصحي بمرضى “كوفيد19” من جهة، وعموم المرضى من جهة ثانية. وتُعد هذه ثاني عملية بعد تلك التي سُجلت في بداية الموجة الثالثة للمتحور “دلتا”؛ حيث خُصص مبلغ من الميزانية الأولية لسنة 2021، وُجه لاقتناء صهاريج ومكثفات الأكسجين للهياكل الصحية.

وأعلنت السلطات الولائية، في سياق متصل، عن تحضيرها لاستقبال الدخول الاجتماعي الجديد 2021- 2022 من خلال بروتوكولات صحية موجهة لقطاعات التربية، والجامعة والتكوين المهني كل على حده؛ حيث أكد الوالي يحيى يحياتن، أن رزنامة الدخول مهيأة مع تجنيد الوسائل اللازمة لإنجاح هذا الموعد، في ظل استمرار تفشي جائحة “كوفيد19”. كما أشار إلى تسطير جملة من الإجراءات الاحترازية، تحسبا لاحتمال تسجيل موجة رابعة من الفيروس التاجي، على غرار ما سُجل بعدة دول أجنبية. ويأتي هذا بعد استقرار الوضعية الوبائية في الآونة الأخيرة، إثر تراجع عدد الإصابات وارتفاع حالات الشفاء، وهي مؤشرات اعتبرها الوالي يحياتن إيجابية، توحي باقتراب الانفراج، والعودة التدريجية إلى الحياة العادية، غير أنه ربط ذلك بمدى ارتفاع الوعي عند عموم المواطنين لتلقي اللقاح، والمحافظة على الإجراءات الوقائية المعروفة. وتحدّث في المقابل، عن جملة من الإجراءات لمواجهة موجة رابعة محتملة من الوباء، وعلى رأسها توسيع دائرة التطعيم، والوصول إلى هدف تلقيح 100% من الجمهور المستهدف من سكان الولاية ما فوق سن 18؛ أي 650 ألف مواطن، داعيا سكان الولاية إلى التوجه نحو المراكز المخصصة للتطعيم، وعددها 114 مركز تلقيح موزعة على كل بلديات الولاية، مع التأكيد على توفير السلطات الصحية أربعة أنواع من اللقاح إلى حد الساعة؛ أسترازينيكا، وسينوفاك، وسينوفارم وسبوتنيك؛ ما يترك للمواطن الحرية في الاختيار، مع التأكيد على توفر الجرعتين للشخص الواحد، مثلما هو معمول به.

وبلغة الأرقام، فإنه تم إلى غاية 21 أوت 2021، تطعيم 97348 مواطن؛ أي حوالي 25% من مجموع الجمهور المستهدَف.

ويُرتقب تسجيل منحى تصاعدي لعملية التطعيم مع الدخول الاجتماعي، لا سيما بتنظيم العملية وسط الأساتذة وعمال التربية عموما، بعد أن سُجل انخفاض في وتيرة الإقبال على التطعيم مؤخرا من المواطنين؛ بسبب تراجع حالات الإصابة؛ ما جعل المسؤول الأول يشدد على أهمية مواصلة وتكثيف التوعية، والتحسيس بأهمية التطعيم.

ومن بين الإجراءات الاستباقية المتخذة على مستوى الولاية لمجابهة أي طارئ صحي بسبب الفيروس المستجد، وضع ميزانية تحت تصرف مديرية الصحة والسكان من الميزانية الإضافية للولاية؛ من أجل اقتناء العتاد الضروري لتحسين التكفل الصحي بالمرضى عموما، والمرضى بمصالح مكافحة “كوفيد19” بالتحديد، علما أن الميزانية الفارطة مكنت من اقتناء أربعة تجهيزات هامة؛ منها فتح مخبر تحاليل ثان للفيروس المستجد بتقنية “بي.سي.أر”، إضافة إلى اقتناء خزانات للأكسجين، وُضعت على مستوى مستشفى دلس ومستشفى برج منايل، واقتناء جهاز خاص ووسائل الإنعاش، بدون إغفال تسجيل عمليات تضامنية واسعة لصالح المستشفيات، نذكر، على سبيل المثال، مولد الأكسجين الذي نُصب، مؤخرا، بمستشفى الثنية؛ هبة من طرف أحد المحسنين بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري. وهي نفس العمليات التضامنية التي مازالت مسجلة بالولاية ـ يضيف يحيى يحياتن ـ والتي ستمكن من مواصلة عملية تزويد الهياكل الصحية بالعتاد والمعدات اللازمة، لمجابهة أي طارئ صحي آخر. وذكر، في السياق، عمليتين اثنتين لاقتناء مولدين للأكسجين بطاقة إنتاجية جيدة، من محسنين، يُنتظر تسلّمهما قريبا، لدعم مستشفيات الولاية، “إلا أن الصحة ليست وسائل وعتادا فقط”، يقول يحياتن، الذي أكد أنه طلب من مديرية الصحة والسكان، جرد كل احتياجاتها؛ في محاولة لتلبيتها، مشيرا إلى أهمية تدعيم القطاع بالطاقات البشرية الكفيلة بمواجهة ضغط الطلب على الخدمات الصحية، بالتوازي مع فتح هياكل طبية جديدة؛ تماشيا مع التوسع السكاني للولاية.