تقرت بورقلة

إتمام نصف أشغال ترميم المسجد العتيق

إتمام نصف أشغال ترميم المسجد العتيق
  • القراءات: 2552

تم إنجاز نصف عملية الترميم الجارية على مستوى مسجد بني جلاب العتيق بمدينة تقرت (160 كلم شمال ورقلة)، إذ بلغت نسبة تقدم الأشغال نحو 50 في المائة، حسبما علم أمس، من مديرية قطاع الثقافة بالولاية.

ستسمح هذه العملية ذات الطابع الاستعجالي، والتي أوكلت مهمة تسييرها إلى مكتب دراسات متخصص في هذا المجال، بإشراف مهندس مؤهل، بالحفاظ على الطابع الخاص والمتميز لهذا المعلم التاريخي، وتمكينه من استرجاع مكانته كمركز إشعاع ديني وثقافي في المنطقة، كما أوضح مختار قرميدة. تتعلق هذه الأشغال أساسا، بإعادة الاعتبار لهذه البناية التي عرفت تدهورا مع مرور الزمن، ويتجلى ذلك خاصة من خلال ترميم التصدعات وتشقق الجدران، لاسيما بسبب الرطوبة، باستخدام مواد بناء محلية، يضيف المسؤول.

ذكر السيد قرميدة أن هذا المعلم التاريخي الذي يمثل أحد رموز فن العمارة الإسلامي والمغاربي، من شأنه أن يلعب دورا هاما من حيث المساهمة في السياحة الثقافية والدينية بولاية ورقلة، التي تحصي حاليا نحو 400 مسجد وما يقارب 30 زاوية، من بينها زاويتي الطريقة القادرية ببلدية الرويسات والطريقة التجانية ببلدية تماسين. 

تجدر الإشارة إلى أن هذا الجامع المصنف سنة 2015 كتراث وطني، والذي يعود تاريخ بنائه على يد السلطان إبراهيم بن جلاب إلى سنة 1220 هجرية (1805 ميلادية)، بقصر مستاوة القديم في قلب مدينة تقرت، يتألف من ساحة خارجية محاطة بمجموعة من الأقواس، وفناءين صغيرين تتوسط إحداهما نافورة، بالإضافة إلى المبنى الرئيسي الذي تعلوه قبة كبيرة خضراء ومئذنة أو صومعة مربعة الشكل. كما يضم الجامع قاعة صلاة كبيرة تعلوها القبة المزخرفة من الداخل والمحراب المزين بالنقوش والمنمنمات على الجبس وعدة أعمدة وأقواس.

وفقا لأبحاث تاريخية، يعتبر الشيخ إبراهيم بن جلاب واحدا من بين 36 سلطانا حكموا مملكة بني جلاب (سلالة بني مرين) في غضون 4 قرون (1414 إلى 1854)، هذه المملكة التي استقرت بمدينة تقرت وامتدت لتشمل مناطق أخرى، على غرار أولاد جلال شمالا (بسكرة) ومنطقة الجريد (تونس)،  مرورا بمنطقة الوادي شرقا، وورقلة وأنقوسة من ناحية الجنوب الغربي.

يروي شيوخ المنطقة أن الجامع العتيق لم يكن مسجدا لأداء الصلوات فحسب،  بل كان مدرسة لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأصول الفقه، حيث شهد تعاقب كبار علماء وشيوخ المنطقة، على غرار الشيخ الطاهر العبيدي والشيخ محمد بن عبد الكريم ومحمد بن إبراهيم الفاسي والحاج عظامو. يذكر أيضا أن الجامع سجل مرور الكثير من العلماء البارزين، كالعلامة والشيخ عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي والشيخ عبد الرحمن الجيلالي والشيخ أحمد حماني وآخرون.

بلديتا العالية والطيبات ... استلام مكتبتين للمطالعة العمومية

اُستلمت خلال السنة الجارية، مكتبتان للمطالعة العمومية على مستوى كل من بلديتي العالية والطيبات (شمال ورقلة)، مما ساهم في تفعيل الفعل الثقافي بهاتين المنطقتين، حسبما علم أمس، من مسؤولي القطاع.

مكنت المنشأتان الثقافيتان من ترقية المقروئية وتمكين تلاميذ المدارس والطلبة بصفة خاصة، من الحصول على مختلف المراجع، حيث تمكنت من استقطاب عدد كبير من القراء، كما أكده مدير الثقافة مختار قرميدة، على هامش انطلاق فعاليات تظاهرة القراءة في احتفال بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية.  تضاف هاتان المكتبتان لخمس مكتبات عمومية أخرى، تم استلامها خلال السنة الفارطة على مستوى كل من بلديات الحجيرة وأنقوسة وتماسين والزاوية العابدية والمقارين، بعد استكمال أشغال إنجازها وتجهيزها وتدعيمها بالعديد من العناوين في جميع التخصصات.  تتوفر ولاية ورقلة حاليا على 52 فضاء ثقافيا بين مكتبات وقاعات مطالعة، تضاف للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية التي افتتحت أبوابها سنة 2016، لتكون صرحا ثقافيا هاما ومكسبا كبيرا لسكان المنطقة.

شكلت هذه المكتبة التي تحتوي على أزيد من 15 ألف كتاب لمختلف العناوين في عدة مواضيع، على مدار السنة، فضاء ثقافيا وترفيهيا مهما، من خلال استقطابها للعديد من النشاطات الموجهة لمختف فئات المجتمع. واستقطبت الورشات المفتوحة بمناسبة تظاهرة القراءة في احتفال، التي تتزامن مع عطلة الربيع، عددا كبيرا من الأطفال وأوليائهم، جاءوا لممارسة هواياتهم ضمن فعاليات هذا المهرجان الذي أشرفت على افتتاحه السلطات الولائية.  أتاح هذا الحدث الثقافي السنوي الفرصة لهؤلاء الأطفال باختلاف أعمارهم، في المشاركة في عدة أنشطة تربوية وترفيهية من خلال هذه الورشات المفتوحة،  على غرار ورشة الرسم والخط العربي والقراءة والمطالعة والشطرنج والكلمات المتقاطعة وغيرها.

أبرزت محافظة المهرجان السيدة شافية صياغ، بالمناسبة، دور هذه التظاهرات في توسيع دائرة المقروئية لدى الناشئة، كما تعد تربة خصبة ‘’ لاكتشاف وصقل مواهب الطفل وإبداعاته وفرصة لإبرازها. ويشمل برنامج التظاهرة العديد من الأنشطة التربوية والثقافية والترفيهية، على غرار تنظيم مسابقات فكرية وتربوية ومعارض في الرسم وأخرى في الأشغال اليدوية، ومنافسات في القراءة والتلخيص والإلقاء والخط العربي، إلى جانب تقديم عروض مسرحية وأخرى فكاهية على مستوى كل من المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة ومكتبة المطالعة العمومية ببلدية الحجيرة وتقرت، حسب المنظمين.