المفصولون يطالبون بفرصة "العودة لاجتياز البكالوريا"

أولياء التلاميذ يقترحون فتح ملحقات للقضاء على العجز بالثانوي

أولياء التلاميذ يقترحون فتح ملحقات للقضاء على العجز بالثانوي
  • 187
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

يشتكي قطاع التعليم الثانوي في بعض بلديات غرب العاصمة، من نقص حاد في الثانويات؛ بسبب تزايد الكثافة السكانية، خاصة في الأحياء الجديدة؛ ما يضطر المتمدرسين لقطع مسافات طويلة، أو اللجوء إلى الثانويات المسائية التي تساهم في إرهاق الطلاب والمعلمين، وتؤثر سلبا على التحصيل الدراسي. حيث رفع العديد من أولياء التلاميذ انشغالاتهم إلى “المساء”، التي وقفت على بعض الحقائق، وأهمها عدم إدماج غير المتحصلين على شهادة البكالوريا بالمؤسسات التربوية؛ بسبب الضغط.

زارت “المساء” بلديتي بئر توتة والدويرة، اللتين استقبلتا عددا كبيرا من السكان في أضخم عمليات الترحيل. ونخص بالذكر حيّي "الرياشة" بالدويرة، وسيدي أمحمد ببئر توتة؛ للاطلاع على واقع الهياكل التربوية. حيث تبيّن أن مصالح ولاية الجزائر رغم الجهود المبذولة من قبل الوصاية، إلا أن العجز المسجل في المنشآت التربوية لا سيما في الطور الثانوي، قائم، حسبما أكد السكان. وأوضح أولياء التلاميذ أن المشكل الكبير منحصر في الطور الثانوي؛ حيث ركّزت الجهات الوصية على توفير هياكل الطورين الابتدائي والمتوسط، ليبقى تلاميذ الثانويات أكثر حاجة إلى هياكل كافية، وقريبة من أحيائهم السكنية.

الاكتظاظ أخلط أوراق المديرين بالدويرة

زيارتنا لبلدية الدويرة وبالتحديد لحي "الرياشة"، جعلتنا نكتشف أنّ هناك نقصا كبيرا في الطور الثانوي بهذه المنطقة، التي استقبلت عددا معتبرا من السكان إثر عملية الترحيل الواسعة التي استفادت منها العاصمة. وأكّد أولياء التلاميذ أنّ أبناءهم يدرسون في اكتظاظ  كبير على مستوى الأقسام الدراسية بالثانويتين الموجودتين وسط بلدية الدويرة؛ ما قد يتسبّب في حرمان أبنائهم من النجاح في الامتحانات نتيجة قلة التركيز والاستيعاب، خصوصا إذا تعلق الأمر بامتحانات شهادة البكالوريا.

وتحدّث أحد الأولياء "س. ز" عن أسفه الشديد لوجود ثانوية واحدة قريبة من الحي، لا يمكنها استيعاب العدد الهائل للمتمدرسين، حسبه. ومن المفروض أن تقوم السلطات المعنية بإنجاز ثانوية، على الأقل، بحي "الرياشة" ؛ لكون حيّهم بعيدا عن وسط المدينة أو البلديات المجاورة، ولا يمكن التلاميذ التنقل خارج الحي من أجل مزاولة الدراسة، خصوصا في فصل الشتاء، فيما أعرب أحد المواطنين عن تخوفه من التحاق طلبة البلديات الأخرى، بهذه المؤسسة التعليمية، التي أكدوا أنها "غير كافية" لاستقبال جميع التلاميذ؛ لكونها صغيرة، ووحيدة.

وعبّر محدثنا عن ألمه الكبير من فصل ابنته من الثانوية لعدم نيلها شهادة البكالوريا رغم أنّها المرة الأولى التي تجتازها، موضحا: “حاولت التقرب من الإدارة لمعرفة السبب الحقيقي في طرد ابنتي، فلم أجد استقبالا من قبل المسؤولين. وكانت أغلب الأصداء المسموعة بالثانوية تقول إنّ الضغط وراء الطرد النهائي للعديد من التلاميذ”.

مطالب بفتح شاليهات لإدماج التلاميذ

في نفس السياق، دعا أولياء التلاميذ إلى فتح شاليهات أو ملحقات؛ لتمكين التلاميذ من العودة الى مقاعد الدراسة، ومنحهم الفرصة لاجتياز امتحانات البكالوريا، آملين من  السلطات المعنية أن تأخذ مطلبهم بعين الاعتبار، لا سيما أنهم يحلمون بحصول أبنائهم على شهادة البكالوريا. وقالت إحدى السيدات التي تم طرد ابنتها (ر.ز) شعبة علوم، إنّ ابنتها من مواليد 2006، لكنها تأمل في فرصة للشعور بفرحة البكالوريا التي كانت تحلم بها؛ “تمنيت أن أفرح بابنتي، لكن صُدمت بطردها من المؤسسة رغم أنها المرة الأولى. وأتمنى أن تُفتح ملحقات لتمكينها من العودة”. وأجمع أولياء التلاميذ على أن مشكل الاكتظاظ أثر على نفسية الآباء والأبناء، ولم يجدوا حلا مناسبا لتمكين أبنائهم من الدراسة في ظروف حسنة، خصوصا في الأطوار النهائية.

الأمر لا يختلف ببئر توتة

زيارتنا لبلدية بئر توتة أكّدت لنا نفس المعاناة بحي “سيدي أمحمد”، الذي عرف ارتفاعا في النمو السكاني في السنوات الأخيرة، علما أنّ المشكل الأكبر بالبلدية يتعلّق بوجود ثانوية وحيدة بقلب بلدية بئر توتة، تستقبل الطلبة من مختلف الأحياء التي ضاقت بسكانها؛ حيث يتوقعون ضغطا أكبر هذه السنة، خصوصا أمام المشاريع السكنية الضخمة التي تشهدها البلدية. “وقد يؤثر هذا الضغط على المتوسطات والابتدائيات”، يقول محدّثو “المساء” ؛ حيث تحوّلت هذه الأخيرة إلى ملحقات لاستيعاب العدد الكبير من الطلبة، مثلما هي الحال بمدرسة “لجان” بمنطقة بابا علي، التي حُولت إلى ملحقة متوسطة وثانوية، ومدرسة حي عداش بـ 8 أقسام، التي حُوّلت إلى ملحقة للثانوية.

أما في الطور الثانوي فسيكون هناك، حسب أولياء التلاميذ، ضغط يشكله الطلبة، علما أن الجهات الوصية ترسل الطلبة للدراسة في بلدية تسالة المرجة التي تضم ثانويتين، وبلدية الخرايسية، الأمر الذي يرفضه الأولياء، ويعدّونه "غير معقول". للإشارة، استفاد حي سيدي أمحمد من ابتدائيتين، ومتوسطة، وثانوية، فيما تحتوي بلدية بئر توتة على 13 ابتدائية، و4 متوسطات، وثانوية وحيدة، يقول أحد أولياء التلاميذ، الذي يرى أن هذا العدد غير كاف لاستقطاب العدد الهائل للتلاميذ والطلبة، خصوصا بعد عمليات الترحيل الضخمة التي جرت ولاتزال جارية على مستوى بلدية بئر توتة.