لا تزال قضية توقيف سائق «فرود» الذي قام بالاعتداء على عدد كبير من الفتيات جنسيا وتصويرهن في وضعيات مخلة تصنع الحدث وتحولت إلى هاجس وسط مستخدمات سيارات الأجرة، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه مصالح الشرطة بولاية وهران بحملات دورية للقبض على هؤلاء الأشخاص من منتحلي مهنة مقننة والذين ارتفع عددهم بصفة كبيرة.

تحولت قضية القبض على «فرود» (أي سائق يستعمل سيارة أجرة غير شرعية) كان قد اعتدى على مواطنين من زبائنه، إلى شبه هاجس لدى العديد من الفتيات وخاصة العاملات اللائي تستخدمن سيارات الأجرة للتنقل لمواقع عملهن صباحا.

"المساء" تقربت من عدة فتيات ونساء عادة ما يستعملن سيارات الأجرة في تنقلاتهن لرصد انطباعهن، وقد أكدت السيدة "م.أمينة" أنها سمعت بالخبر وتفاجأت له متسائلة عن عدم قدرتها على فهم سبب قيام هذا الشخص بمثل هذه الجريمة الشنعاء، وأكدت المتحدثة بأنها قامت رفقة صديقتها، و منذ أشهر بالتعاقد مع سائق سيارة أجرة لنقلهما إلى مكان عملهما يوميا وهو شخص ذو ثقة، موضحة بأن الشخص الموقوف حالة شاذة ولا يمكن أن تتكرر أو تعمم على الشرفاء اللواتي تحدثن إلى"المساء" وأجمعن على أن أصحاب سيارات الأجرة معروفون لدى مصالح الشرطة ويخضعون لتحقيقات، إلى جانب توقيفهم في كل مرة من طرف مصالح الشرطة بالطرقات والشوارع والتحقق منهم، لذلك لا يمكن أن تشهد مدينة وهران مثل هذه الحالات غير المقبولة، تضيف المتحدثات.

للوقوف على الظاهرة، تقربت "المساء" من عميد أول للشرطة رئيس المصلحة الولائية للأمن العمومي بالمديرية الولاية للأمن بوهران السيد بن عامر إبراهيمي الذي أكد بأن سائقي سيارات الأجرة يخضعون لتحقيقات خاصة، وذلك بعد أن يقوم أصحاب السيارات بإيداع ملف لدى مديرية النقل حيث تحول ملفاتهم للتحقيق الأمني من طرف مصالح الشرطة العامة، وكذا التحقق منهم عبر السيرة الذاتية ليتم تحويل الملف لمديرية النقل تم يعاد الملف لاحقا بعد استكمال الإجراءات قصد إيداع ملف آخر للحصول على رخصة النقل بسيارات الأجرة مع ترك رقم هاتف السائق لدى المصلحة حيث يمكن الاتصال به في أي لحظة.

وكشف عميد أول للشرطة لـ«المساء" بأن عمليات المراقبة الدورية لسيارات الأجرة، والتي تتواصل بشكل آلي قد مكنت من اكتشاف عدة تجاوزات يقوم بها أشخاص لا يملكون صفة سائق سيارة أجرة حيث تمت العام الماضي مراقبة وتوقيف 2016 سائق سيارة أجرة، ثبت أن ٧٥ منهم كانوا يمارسون مهنة نقل الزبائن دون ترخيص، أي لا يحوزون على رخصة نقل بسيارات الأجرة، فيما شهد العام الجاري وإلى غاية منتصف شهر مارس الماضي، توقيف 27 شخصا يمارسون مهنة سياقة سيارات الأجرة دون ترخيص، أي ممارسة مهنة بطريقة غير قانونية، أوضح عميد أول للشرطة بأنه وطبقا للقانون، يتم السماع لهم بتهمة "انتحال وظيفة مقننة" ويحول بعدها الملف للسلطات القضائية للفصل فيه، كما يتم إيداع السيارة بالمحشر لمدة 15 يوميا وذلك تطبيقا للمادة 61 و 62 من قانون تنسيق التنقل.

أكد رئيس المصلحة الولائية للأمن العمومي بأن عمليات المراقبة تتم بشكل يومي وعبر كامل تراب الولاية للوقوف على هذه التجاوزات.

في المقابل، أحصت مصالح الشرطة بدائرة بئر الجير، والتي تقوم كذلك بحملة خاصة لمحاربة الظاهرة منذ مطلع السنة الجارية، 25 حالة. وقد تم تحويل هذه المركبات للمحشر البلدي فيما لا تزال الحملة متواصلة للقضاء على الظاهرة.

المصدر الأمني كشف بأن جل هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه المخالفات كانوا يعملون في النقل بواسطة سيارات الأجرة غير أنهم لم يتمكنوا من الحصول على اعتماد الترقيم بعد انتهاء صلاحيته،  والذين يقومون في العادة بتأجيره لدى أصحاب هذه الرخص من المجاهدين وأرامل الشهداء وذوي الحقوق، لذلك يعمدون إلى مواصلة العمل رغم علمهم بالمخالفات، منتهزين وجودهم بمدينة كبيرة كمدينة وهران للعمل والتخفي وسط مركبات سيارات الأجرة الشرعية البالغ عددها حوالي 3000 سيارة أجرة.