المالحة بابن زياد (قسنطينة)

أمل السكان في إخراجهم من التخلف التنموي

أمل السكان في إخراجهم من التخلف التنموي
  • القراءات: 810

تفتقر قرية المالحة ببلدية ابن زياد في ولاية قسنطينة، إلى أدنى متطلبات العيش الكريم، حيث لازال سكانها يعيشون الويلات، نتيجة ظروف الحياة البدائية التي يتخبطون فيها منذ سنوات، بسبب غياب التنمية وافتقار المنطقة للمشاريع التي من شأنها إخراجهم من التخلف التنموي الذي يتخبطون فيه، وهو ما دفعهم إلى مطالبة المسؤولين المحليين، بالتدخل العاجل للنظر في أوضاعهم، وإعادة دفع عجلة التنمية بالمنطقة.

أبدى سكان قرية المالحة، تذمرهم واستياءهم الكبيرين من عدم اتخاذ السلطات المحلية لمشاكلهم بعين الاعتبار، وفي مقدمتها غياب المؤسسات التربوية والتهيئة وانعدام الطرقات والنقل.. وغيرها، حيث أكدوا لـ"المساء"، أن غياب المؤسسات التربوية عن قريتهم، خاصة الابتدائيات، أثر سلبا على أبنائهم بسبب انعدام الأقسام المناسبة، من جهة، واكتظاظها من جهة أخرى، وهو الأمر الذي كان سببا وراء التسرب المدرسي وتوقيف بعض الأولياء بناتهم عن الدراسة. ذكر عدد من أولياء التلاميذ في تصريحاتهم، أنهم سئموا لامبالاة السلطات المحلية ومديرية التربية، التي تم مراسلتها مرارا لإيجاد حل لمشكل إنجاز ابتدائية في القرية، لتخفيف الضغط عن الابتدائية الوحيدة الموجودة.

من جملة المشاكل التي أثارها السكان أيضا، والتي تبقى ضمن الأولويات، وضعية الطرقات الداخلية المهترئة، حيث أكد المشتكون  أنها باتت تشكل هاجسا يوميا على مدار السنة، فهم يواجهون متاعب يومية تتفاقم عند تساقط الأمطار الموسمية، حين تتحول الطرقات والمسالك إلى برك للمياه يصعب المرور عبرها، حيث قالوا، إن مصالح البلدية أطلقت في شهر جويلية الفارط، مشروعا لإعادة الاعتبار لهذه الطرق، غير أنه توقف لأسباب مجهولة، كما تحدث السكان عن مشكل مياه الصرف، حيث تفتقر هذه القرية إلى شبكة الصرف الصحي التي من شأنها رفع الغبن عنهم، إذ تتجمع مياه الصرف في شكل برك متعفنة وأخرى تتخذ مسلكا عبر طرقات القرية المهترئة، بسبب عدم ربطها بشبكة الصرف الصحي، واعتماد السكان على الحفر التقليدية، وهو ما ينجم عنها عدة أمراض، على غرار الحساسية والربو، فضلا عن انتشار الحشرات الضارة، خاصة البعوض.من جهة أخرى، تطرق المشتكون إلى انعدام النقل بين القرية والبلدية، وهو ما عمق معاناتهم وأرق يومياتهم، حيث أكدوا أن النقل يعرف غيابا شبه كلي ولا توجد في القرية وسائل نقل عمومية ولا سيارات أجرة تكفي عدد السكان، مما يدفعهم في بعض الأحيان إلى الاستعانة بسيارات "الفرود"، إن وجدت، وهو ما يستدعي ـ حسبهم- وضع حد نهائي لكل هذه المشاكل من قبل السلطات المعنية.

من جهتها، أكدت مصادر من البلدية لـ"المساء"، أن قرية المالحة، كغيرها من قرى بلدية ابن زياد، والتي تم إحصاؤها ضمن مناطق الظل، للتكفل بها، استفادت من مشاريع تنموية ومبالغ معتبرة، حيث خصصت البلدية من ميزانيتها مبلغ 5.28 مليون دينار لإعادة الاعتبار لشبكة الصرف الصحي، و6.1 مليون دينار لتهيئة الطرق الداخلية، وهو المشروع الذي كان من المفروض أن يسلم في نهاية أكتوبر الجاري، غير أنه توقف بسبب ظهور أشغال إضافية وتكميلية، وهو الحال بالنسبة لمشروع شبكة التطهير بالقرية، الذي توقف هو الآخر، بسبب انتظار مصالح البلدية الترخيص بشق الطريق الوطني رقم 79 لإتمام الأشغال، وقد خصص له مبلغ 3.34 مليون دينار.