رغم الأموال التي صُرفت بسكيكدة

أمطار رعدية تفضح سياسة ”البريكولاج”

أمطار رعدية تفضح سياسة ”البريكولاج”
  • القراءات: 752
❊  بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

عرّت غزارة الأمطار الرعدية التي تساقطت طيلة 48 ساعة الأخيرة على مدينة سكيكدة وضواحيها، سياسة البريكولاج المنتهجة، فما كانت إلا دقائق حتى حوصرت العديد من أحياء المدينة كالممرات وحي الإخوة بوحجة والإخوة ساكر وعيسى بوكرمة وحتى أحياء بلديات القل والحروش وعزابة وكركرة، بالمياه؛ بسبب انسداد البالوعات وقنوات الصرف، فيما غرقت أحياء أخرى بالأتربة والأوحال التي حملتها سيول مياه الأمطار الجارفة من مرتفعات المدينة، ولم ينج من ذلك حتى شارع الأقواس إلى غاية النزل البلدي.

 

وفي هذا الصدد، تُطرح العديد من الأسئلة عن دور المصالح المعنية خاصة مصالح البلدية فيما يخص تنقية البالوعات، التي من المفروض أن تتم دوريا وبطريقة مدروسة من جهة، وعن دور مصالح شرطة العمران والبيئة فيما يخص مراقبة ورشات الإنجاز التي لا تحترم إجراءات وطرق وضع الرمال والحصى، مما يساهم كثيرا في سد البالوعات عند نزول الأمطار من جهة أخرى، ناهيك عن الحفر التي تسببها الأشغال، والتي تظل لعدة أشهر على حالها. كما وقفت المساء على ذلك على مستوى شارع القواس وحي 700 مسكن وحي الأمل وبني مالك، بغض النظر عن وضعية الأودية التي لم تخضع كما يجب لعملية التنقية، على غرار وادي الزرامنة ووادي الوحش بعاصمة الولاية، لتبقى المدينة ومدن الولاية تعاني الأمرّين، بل الأخطر من ذلك أن العديد من أحياء سكيكدة تفتقر صراحة إلى قنوات الصرف، كما هي الحال بحي الإخوة بوحجة، مما يؤدي في كثير من الأحياء إلى حدوث فيضانات و500 مسكن وغيرها، في حين أن الأمر أسوأ على مستوى عدد من بلديات الولاية الداخلية؛ سواء تلك الواقعة بالجهة الغربية أو الشرقية منها. يحدث هذا بمدينة سكيكدة وبعدد من بلدياتها رغم الأموال الضخمة التي رُصدت قصد تجنيبها الفيضانات وتكدّس المياه، خصوصا إذا علمنا أنّ ولاية سكيكدة استفادت من عمليات التحسين الحضري والتكفّل بالعجز في الشبكات؛ من خلال رصد غلاف مالي إجمالي يقدّر بـ 6.613.000.000.00 د.ج، تمّ من خلاله التكفّل من سنة 2005 إلى غاية 2018 بـ 261 موقعا، فيما بلغت المساحة الإجمالية المعنية بالتهيئة بـ 1304 هكتارات. كما سمحت العملية بإنجاز وإصلاح وإعادة تهيئة 160 كلم من الطرق. وتمّ إنجاز 66.665.37 مترا طوليا من الصرف الصحي، إضافة إلى 49.809 مترا طوليا من شبكة المياه الصالحة للشرب بدون الحديث عن أشغال الإنارة العمومية والأرصفة. واستفادت الولاية في إطار البرنامج القطاعي اللامركزي الخاص بالتطهير وحماية البيئة، من 15 عملية بغلاف مالي إجمالي يقدّر بـ 9964 مليار د.ج، منها إعادة تأهيل شبكات التطهير المتضررة من جرّاء الفيضانات بتمالوس، بغلاف مالي قدّر بـ 34 مليون د.ج، وربط المياه المستعملة بمحطة التطهير بسكيكدة بغلاف مالي قدّر بـ 1.480 مليار د.ج، وذلك بغض النظر عن مشاريع إنجاز شبكات من القنوات من مختلف الأحجام على طول 35 كلم، وإنجاز 30 واديا وشعبة عبر الولاية لحماية المدن من خطر الفيضانات، وغيرها من المشاريع، ليبقى التغلّب على النقاط السوداء سواء بمدينة سكيكدة أو على مستوى بلديات الولاية، بعيد المنال.

وحسب التقرير الأخير للمجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، فقد تمّ تسجيل 22 نقطة سوداء خاصة على مستوى بلديات سكيكدة والقل والحروش وعزابة، تتمثّل أساسا في تجمّع المياه جراء خروج مياه الأمطار من الشعاب والقنوات وقدم شبكة تصريف المياه المستعملة وامتلائها بالأتربة، وعدم وجود شبكة تصريف المياه المستعملة وقدم شبكة التصريف.