جامعة أدرار تحتضن الملتقى الدولي حول الهجرة غير الشرعية

أكثر من 180 ألف هاجروا إلى أوروبا في 2016

أكثر من 180 ألف هاجروا إلى أوروبا في 2016
  • القراءات: 2494
أدرار: فائزة لعموري  أدرار: فائزة لعموري

كشف المشاركون في الملتقى الدولي للهجرة غير الشرعية ـ الذي نظمه  مخبر الدراسات الإفريقة للعلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية وتحتضنه الجامعة الإفريقية بأدرار منذ يوم أمس ـ أن إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة لسنة 2016 إلى غاية 20 من أفريل الجاري، وأشارت إلى أن عدد المهاجرين إلى أوروبا بلغ 180245 مهاجرا وصلوا إلى كل من إيطاليا واليونان والنمسا. وتشير إحصائيات المنظمة ذاتها لسنة 2015 إلى أن أكثر من 350 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا، معظمهم عن طريق ليبيا من بينهم 23000 وصلوا إلى إيطاليا و12000 إلى اليونان، مشيرين إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تكتنفها العديد من المخاطر التي أدت إلى هلاك العديد من المهاجرين، حيث تشير إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن الهجرة غير الشرعية عبر البحار قد أدت إلى مقتل أكثر من 350000 مهاجر غرقوا خلال سنة 2014، في حين تجاوز عدد الغرقى منهم في حصيلة الأربعة أشهر الأولى من سنة 2015 الـ 16000 غريق، فيما وصل عدد الغرقى سنة 2016 (إلى غاية 20 أفريل الجاري)، 1231 مهاجر غريق، موضحين أنه لا شك أن هذه الأخطار تكبد سلطات الدول الأوروبية أموالا طائلة في محاولات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أنها تزيد من حدة الضغط على السلطات الأوروبية التي لا تزال تبحث عن مخرج لها من الأزمة المالية العالمية خاصة في دولة مثل اليونان وغيرها. وبالحديث عن هذه الظاهرة في إفريقيا قال المشاركون إن ما تعيشه القارة السمراء اليوم من تنامي ظاهرة العنف خاصة العنف المسلح وانتشار المجاعة ببعض الدول بهذه القارة، إضافة إلى انعدام ظروف  الحياة الكريمة وفرص العمل، جعلت الكثير من الأفارقة يغادرون  أوطانهم فرادى وجماعات باتجاه الدول الأوروبية، مرورا بالجزائر وغيرها من الدول، آملين من خلال ذلك الحصول على ظروف معيشية أحسن وأفضل.

وفيما يتصل بالأسباب التي ساهمت في تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وارتفاع تكلفتها من حيث الأرواح البشرية لاسيما من ضحايا الغرق في عرض البحر، أشار المتدخلون إلى حرب الناتو الأخيرة على ليبيا وتفكك الدولة الليبية، ما جعل منها ملاذا سهلا للأفارقة وكذا العرب لركوب البحر من سواحلها إلى أوروبا، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك بروز منظمات الإتجار بالبشر، حيث تشير التحقيقات إلى وجود منظمات عابرة للحدود وللقارات تتاجر بالبشر، وأن هذه المنظمات تنسق مع مجموعات الجريمة المنظمة داخل أوروبا نفسها ـ كما هو عليه الحال بإيطاليا ـ وذلك لتهريب المهاجرين غير الشرعيين بواسطة مراكب لا تصلح للسفر على متنها. وتصف هذه التقارير الدولية هذا النوع من التجارة بالبشر بأنها تجارة مربحة؛ إذ أنه، وحسب الأمم المتحدة، يجني المهربون من إفريقيا إلى أوروبا ومن أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى إلى أمريكا الشمالية نحو 06 ملايير و800 مليون دولار سنويا، في حين يجني بعض المهربين (مهربي البشر) أكثر من 60000 دولار أسبوعيا من هذه التجارة.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذا الملتقى الدولي حول الهجرة غير الشرعية يشارك فيه خبراء في هذا النوع من الهجرة من بينهم أساتذة بعدة جامعات وطنية ومن موريطانيا وكذا خبيرة بالمجلس الإيطالي للاجئين؛ هؤلاء المؤطرين سيواصلون اليوم تنشيط مداخلات ومحاضرات ذات الصلة بعنوان الملتقى؛ منها محاضرات حول واقع الهجرة غير الشرعية في الجزائر وكذا دور التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعية في تشجيع الشباب على هذه الهجرة، إضافة إلى تشريح ظاهرة الهجرة النسوية والحد من نشاط الشبكات الإجرامية ذات العلاقة بظاهرة الهجرة غير الشرعية في ظل التعاون الأورومتوسطي وكذلك رحلة المهاجرين غير الشرعيين من بلد المنشأ إلى بلد المقصد ودور الهيئات الحكومية في معالجة الظاهرة والاستراتيجيات الحديثة للتصدي لها وأيضا دور الدرك الوطني في مكافحة الهجرة غير الشرعية وغيرها من المواضيع الهامة. ويذكر أنه من المنتظر أن يختتم الملتقى الدولي حول الهجرة غير الشرعية  مساء اليوم حيث سيتم الخروج بتوصيات.