وفقا لتقاليد منطقة غرداية

أعراس جماعية لـ 200 زوج من الفئات المحرومة

أعراس جماعية لـ 200 زوج من الفئات المحرومة
  • القراءات: 2026

تم عقد قران حوالي 200 زوج من الفئات المحرومة خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، عبر مختلف مناطق ولاية غرداية خلال أعراس جماعية وفقا لتقاليد الأجداد بالمنطقة.

واستقطبت هذه المبادرة التي نظمت من طرف النسيج الجمعوي (جمعيات الأحياء وأخرى دينية) حشودا كبيرة من الحاضرين من أقارب العرسان والسلطات المحلية وزوار آخرون بالإضافة إلى سياح.

وتم تمويل هذه الأعراس الجماعية التي تصادف عطلة الربيع، في جو من الود والتضامن من طرف المحسنين والمتبرعين وذلك قصد توطيد الروابط الاجتماعية وترقية وتعزيز ثقافة التضامن في المجتمع، إن الهدف من هذه التظاهرة هو تشجيع الزواج وفقا لقيمنا الإسلامية ومساعدة الشباب الذين يعيشون في ضائقة مالية في توديع حياة العزوبية والاندماج في المجتمع قبل الوقوع في الانحراف، حسبما يؤكده الحاج محمد، أحد منظمي عرس جماعي لحوالي 20 زوج من حي ثنية المخزن بغرداية.

ويتم تنظيم هذه الأعراس الجماعية الموجهة للعائلات البسيطة وفقا للعادات والتقاليد العريقة لمنطقة غرداية والمستوحاة من طقوس الأجداد في التعاون والتضامن بمختلف قصور وادي ميزاب، كما أوضحه من جهته السيد ب. متاهري عضو منظم لعرس جماعي بقصر مليكة. وتشكل الأعراس الجماعية ‘’فرصة لتعزيز قيم التضامن والترابط الاجتماعي بمنطقتنا حسب عاداتنا الموروثة عن أعراس الأجداد’’، كما ذكره في نفس السياق السيد يوسف عزوز، أحد أعيان منطقة ضاية بن ضحوة.

فبعد الانتهاء من مأدبة العشاء التي تتألف أساسا من طبق الكسكس المزين بلحم الإبل والمحضر بفضل هبات وتبرعات المحسنين، تنص عادة الأجداد بالمنطقة على أن يتقدم الأزواج الجدد رفقة مساعديهم (الوزران) أمام مئات المدعوين على منصة هيئت خصيصا للمناسبة من أجل حفل تلبيس العريس الجديد.

ويحضر حفل اللباس المنتظر بشغف خلال سهرة الزفاف أفراد عائلات وأصدقاء العرسان الجدد والمحسنين والمتبرعين وكذا السلطات المحلية وبعض السياح والزوار العابرين للمنطقة.

ويرغب عديد الزوار والسياح الذين يزورون غرداية لأول مرة اكتشاف سحر وأصالة العرس الجماعي وكذا عادة تلبيس العرسان، ما دفع بأصحاب الوكالات السياحية إدراج هذه العادات الخاصة بالاحتفال بالزفاف بغرداية ضمن خدماتهم.

وبحسب التقاليد، فإن كل عريس جديد يتم تلبيسه من طرف إمام مختار من طرف عائلته وذلك أمام الجمهور الحاضر الذي يردد الأغاني الدينية.

كما يتم بالموازاة مع ذلك، تنظيم حفل خصيصا للنساء من أجل تلبيس الزوجات الجديدات كما تمت الإشارة إليه.

ووفقا لمنظم لحفل زفاف جماعي يجمع 50 زوجا بمدينة بريان، فإن التحضيرات قد استغرقت شهور عديدة، مبرزا أن العرسان استفادوا من برنامج تحضيري كامل بحسب الاحتفالية المحلية حول دور الزواج في تكريس قيم الاستقرار والازدهار في المجتمع.

وتم خلال مختلف مراحل هذا العرس الجماعي إلقاء خطب من طرف الأئمة حول فضل الزواج في تكريس قيم الاستقرار والتضامن الاجتماعي وكذا حول دور الزوجين في تماسك المجتمع الإسلامي.

وذكر أحد الأعضاء المنظمين لعرس جماعي بغرداية بأن مصاريف الزفاف مكلفة للغاية وتعيق عديد الشباب في تكوين أسرة، قائلا إن دوره هو مساعدة الشباب المنحدرين من عائلات فقيرة على ولوج الحياة الزوجية وبناء أسرة.

وأدت الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى العزوف والابتعاد عن البذخ في الاحتفال، كما أبرزه جامعي بالمنطقة، مضيفا أن العرسان الجدد وعائلاتهم يتفقون في الغالب على تخفيف التكاليف من خلال الاندماج في حفلات الزفاف الجماعي.