أسواق برج بوعريريج وميلة
أسعار الخضر تلهب الجيوب والأضاحي لمن استطاع

- 807

لم تعد تفصلنا سوى أيام فقط عن عيد الأضحى المبارك، وفي هذه الفترة وككل سنة، يعود مشكل أسعار الأضاحي والخضر والفواكه، وخلال جولة قامت بها "المساء" عبر أسواق ولايتي برج بوعريريج وميلة، سجلنا ارتفاعا في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما دفع بأغلبية المتسوقين إلى التريث طمعا في نزول الأسعار في الأيام القادمة.
سجلت "المساء" خلال جولتها بأسواق المواشي في ولايتي برج بوعريريج وميلة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، ولو أن عددا كبيرا منهم من الفضوليين، حين تراوحت أسعار النعاج والخرفان بين 20 ألف دج و45 ألف دج، حسب النوعية والصنف، فيما تجاوز سعر الكباش سقف 55 ألف دج، في حين أكد لنا بعض المتسوقين، أنهم تفاجأوا بالأسعار المعروضة، التي تجاوزت، حسبه، المليون سنتيم، أي 10 آلاف دج، مقارنة بالسنة الماضية، حيث بيعت الكباش بخمسة ملايين سنتيم (50 ألف دج) كمعدل نسبي، فيما تجاوزت أسعارها هذه السنة، من نفس النوعية الـ 6 ملايين سنتيم، وهو ما جعل المشترين يتريثون إلى غاية الأيام الأخيرة، آملين في انخفاض الأسعار، على غرار ما حدث السنة الماضية.
فيما أكد الموالون والتجار، من الذين اقتربنا منهم، بأن الأسعار جد منطقية وعادية، هذه السنة، مقارنة بالتكاليف المترتبة على تربية المواشي، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي تجاوزتن، حسبهم، سقف 2500 للقنطار الواحد من مادة النخالة، وأزيد من 5 آلاف دج لتغذية الأنعام المعالجة، إضافة إلى ارتفاع أسعار حزم التبن والكلأ، بالنظر إلى تراجع محاصيل حقول القمح والشعير الناجمة عن موجة الجفاف، في ظل انعدام سياسة واضحة تحمي الفلاح الذي ينتهز الفرص لتحقيق أرباح، وتغطية جزء من التكاليف الناتجة عن تربية قطعان الماشية. ولعل ما لاحظته "المساء"، في هذا السياق، أن المواطنين اكتفوا بسؤال الموالين عن سلامة الأضاحي من الأمراض، مبدين تخوفهم من تكرار حادثة العام الماضي، التي تخلصت فيها آلاف العائلات من أضاحيها، بسبب تعفن لحومها وتغير لونها.
في السياق، قمنا بزيارة أخرى لأسواق بلديات رأس الوادي، عين تاغروت وولاية برج بوعريريج، وكذا سوق شلغوم العيد بولاية ميلة، فوجدنا أن نفس الإشكال يطرح بالنسبة لأسعار الأضاحي، حيث شهدت ارتفاعا جنونيا، وهو ما جعل المواطن في حيرة كبيرة، خاصة أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط. في حين أعلن بعض من تحدثت إليهم "المساء"، أن نفس الظاهرة تحدث كل سنة، ومع اقتراب أي مناسبة، سواء كانت رمضان أو العيد أو غيرها، مشيرين إلى التهاب أسعار الخضر والفواكه التي تجاوزت الحد المعقول، على غرار مادة اللفت التي تجاوز سعرها 200 دج، البطاطا 50 دج، وكذا الجزر والخرشوف وغيرها، في حين أن أسعار الفواكه لم تشهد التراجع المنتظر، إذ لا أحد بإمكانه الاقتراب منها، حيث يكتفي المتسوقون بالنظر إلى الأسعار المكتوبة على الألواح والعودة إلى أدراجهم. وأكد مواطنو الولايتين، أنه كان من المفروض تخفيض الأسعار، حتى يستطيع صاحب الدخل الضعيف شراء ما يستطيع، في وقت فتحت كل الجبهات ضده، سواء لشراء الأضاحي أو الخضر والفواكه، دون الحديث عن الدخول المدرسي المقبل، الذي سيثقل كاهلهم أكثر، إلى جانب مصاريف الصيف، في زمن ضربت جائحة "كورونا" أرزاق الكثيرين، الذين أحيلوا على بطالة مفروضة، زادها انتشار الوباء الذي عاد بقوة هذه الأيام.