رغم استفادة المنطقة من خزان الشهر الفارط
أزمة مياه حادة في مشتة بلغراري بعين أعبيد

- 832

رفع سكان مشتة بلغراري التابعة لقرية كحالشة كبار، في بلدية عين أعبيد بقسنطينة، العديد من الانشغالات التي جعلتهم خارج مجال التنمية، رغم إحصائهم ضمن مناطق الظل، للتكفل بانشغالاتهم، وفي مقدمتها مياه الشرب، وانعدام التنمية بكل أشكالها، إلى جانب غياب النقل المدرسي، والصحة العمومية، وغيرها.
أكد سكان القرية الفلاحية، التي تبعد بحوالي 7 كيلومترات عن البلدية الأم عين اعبيد، أنهم يعيشون وضعية صعبة، بسبب غياب مياه الشرب عن قريتهم الفلاحية، رغم العديد من الحلول المؤقتة التي وضعتها السلطات المحلية، بهدف إيجاد مخرج لمشكل التزود بهذه المادة الحيوية، التي غابت عن حنفياتهم، وكانت من أهم مطالبهم لسنوات طويلة. أضاف المشتكون لـ"المساء"، أنه رغم وضع السلطات الولائية خزانا مائيا بسعة 50 مترا مكعبا، كحل استعجالي خلال الشهر الفارط، في انتظار تجسيد البرنامج القطاعي الخاص بالمنطقة على المدى المتوسط، خلال زيارة وزير الموارد المائية للمشاتي بعين أعبيد، إلا أن هذا الخزان لم يلب طلب واحتياجات كل السكان، كونهم ما زالوا يضطرون إلى جلب المياه على ظهور البهائم، واقتناء 3 صهاريج مائية في الأسبوع على الأقل، بما لا يقل عن 1500 دينار للصهريج الواحد، خاصة بالنسبة للسكنات الواقعة في الجهة العلوية من مكان وضع الخزان الجديد، والتي لا يصلها الماء أصلا. أوضح سكان القرية الفلاحية التي يعتمد قاطنوها على تربية الأغنام والزراعة، أن غياب مياه الشرب أثر سلبا على مهنتهم الفلاحية، بالنظر إلى الحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية، من أجل سقي أراضيهم ومواشيهم، كما أن البعض منهم يضطر إلى التنقل لمسافات طويلة نحو المنابع بمنطقة "السرى"، لجلب المياه واستخدامها في السقي، للتقليل من المبالغ التي أثقلت جيوبهم.
ومن جهة أخرى، تحدث السكان عن معاناتهم مع الطريق الرابط بين قريتهم وقرية كحالشة لكبار، حيث أكدوا أن هذا الأخير، ورغم الحلول الترقيعية التي قامت بها البلدية في الأشهر الأخيرة، لإعادة الاعتبار له، غير أنه لا يزال يعرف وضعية كارثية، خاصة المقطع العلوي نحو أعالي المشاتي الأخرى القريبة من قريتهم، والتي لازالت عبارة عن مسالك ترابية تسوء مع كل تساقط للأمطار، وتصبح وعرة، كما تحرم السكان التنقل من مكان لآخر، سوى بالاعتماد على الجرارات. أكد سكان مشتة بلغراري في السياق، أن معاناتهم لا تتوقف عند انعدام مياه الشرب، واهتراء طرقها، بل في العزلة المفروضة عليهم، بسبب غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي فرض عليهم حضرا للتجوال مع أولى ساعات المساء، وجعلهم يتخوفون الظلام الحالك الذي يخيم على هذه المناطق، والذي يجعل ممتلكاتهم، خاصة مواشيهم، عرضة للسرقة، متحدثين عن عزلتهم أيضا بسبب انعدام التغطية الهاتفية، مما يجعلهم بعيدين عن العالم الخارجي، ويحرمهم من عدة امتيازات، لعدم وجود التغطية لجميع متعاملي الهاتف النقال.
أما ما تعلق بقطاع التربية، فأكد المشتكون أن بعد المؤسسات التربوية عن قريتهم، أجبرهم على توقيف أبنائهم عن المدارس، خاصة الفتيات، حيث قالوا أن أبناءهم يضطرون إلى التنقل وقطع مسافة تصل إلى 7 كيلومترات، لبلوغ المتوسطة بقرية كحالشة كبار، في ظل انعدام النقل المدرسي وقسوة الظروف المناخية والجغرافية، ليطالب سكان القرية الفلاحية تدخل والي الولاية وزيارتهم، من أجل إيجاد حل لهم، وتجسيد وعود وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة لقريتهم، خاصة ما تعلق بترقية وتطوير قطاع الري بالمنطقة.