بوزقان (تيزي وزو)

أزمة ماء حادة والينابيع ملجأ السكان الوحيد

أزمة ماء حادة والينابيع ملجأ السكان الوحيد
  • القراءات: 1077
س/زميحي س/زميحي
يواجه سكان قرى بلدية بوزقان الواقعة شرق ولاية تيزي وزو، مشكل التزود بمياه الشرب، حيث تعتمد العائلات على الينابيع الطبيعية لتلبية احتياجاتها من هذه المادة الحيوية، إلى جانب سد ”اذارذار” لاث زكي الذي يموّن المنطقة، علما أن هذا السد تسيره الجزائرية للمياه، غير أن ندرة الماء لا تزال تطارد العائلات على مدار أيام السنة وتزيد حدة في فصل الصيف.
وحسب تصريح مواطن من المنطقة، فإن هذه المادة الحيوية تزور حنفياتهم مرة في الأسبوع، ولقد تم طرح مشكل نقص ماء الشرب بالمنطقة على السلطات المعنية بالولاية عدة مرات من أجل إيجاد حل للازمة التي تواجهها بوزقان وقراها على مدار أيام السنة، التي تزداد حدة في فصل الصيف، لكن لا حياة لمن تنادي، لتقوم بذلك البلدية بعدة عمليات تهيئة وتقوية للشبكة، حيث ساهمت في تحسين عملية التموين بالماء نوعا ما، إلى جانب حفر الآبار لكنها تبقى قليلة، علما أنه تم العثور على مصدر للماء بالمكان المسمى ”موغلاوان” ويجري البحث عن كيفية تحويل المنبع ليصب في خزان التموين للبلدية.
وفي هذا الصدد أوضح المشتكون أن هذه العمليات والمحاولات للتخفيف من أزمة الماء لا تكفي لتلبية احتياجاتهم من هذه المادة، كما تقرر إنجاز مجمع مائي بين بلديتي أيلولة وبوزقان، حيث تم حفر بئر وبتدفق يقدر بـ 7 لترات في الدقيقة، غير أنه وبعد إجراء التحاليل للماء تبين أنه يحوي نسبة كبيرة من الحديد وهو مضر بالصحة وبالتالي تم التخلي عن الفكرة.
وأضاف المتحدثون، أن مشكلة الماء ببوزقان ليست وليدة اليوم، حيث تعاني العائلات من ندرة الماء منذ أزيد من 20 سنة ولم تستطع المنطقة وطيلة هذه المدة إيجاد حل للمشكلة، وما أثار غضب المواطنين أن الكمية التي تضخ نحو المنازل تصل بكميات قليلة بسبب مشكل التسربات، خاصة تلك المسجلة على مستوى الطريق الولائي رقم 251 نظرا لقدم الشبكة، مشيرين إلى أنه ورغم مساعي أعوان الجزائرية للمياه من أجل احتواء مشكل التسربات غير أنهم لم يستطيعوا وضع حد للكميات الكبيرة التي تضيع في الطبيعة التي زادت من حدة عطش العائلات.
ولقد ناشد سكان القرى وزارة الري التدخل ومساعدتهم ماديا من أجل التكفل بعملية تهيئة الينابيع الطبيعية وربط القرى انطلاقا منها بغية استغلال هذه المياه، لكن بدون جدوى، حيث لا يزال سكان قرية احيطوسن ينتظرون ومنذ سنوات تمويل أشغال تحويل وضخ مياه المنبع المسمى ”اشررشور باعرابن” المتواجد بمترفع يبعد بـ20 كلم عن القرية، نفس الأمر بعدة قرى التي أهمل السكان بها ينابيع طبيعية بسبب مشكل غياب التمويل من طرف الدولة، إضافة إلى أن الخزانات المنجزة بالملايير كانت نهايتها الإهمال مثل خزان قرية ”لوظا” الذي أنجز في عام 2006 وخزان قرية احيطوسن الذي أنجز في سنة 2009 واللذين هما بحاجة لأشغال إعادة التهيئة، حيث تعرضا للتشققات والتصدعات بفعل العوامل الطبيعية.
ولقد عمد سكان قرى بوزقان إلى إنشاء تنسيقية تضم الـ24 قرية تابعة للبلدية، تنقلت إلى وزارة الري التي وعدت بحل المشكل نهائيا بعد أن يتم ربط المنطقة انطلاقا من سد سيدي خليفة بازفون المسجل قيد الدراسة، حيث أن المشروع الذي تقدر سعته بـ 21 مليون متر مكعب رصد لإنجازه ميزانية مالية قدرها 7 ملايير دينار مما سيسمح باستفادة 200 ألف مواطن من الماء بمعدل ضخ 40 ألف متر مكعب يوميا، خاصة وأنه سيتم إنجاز 10 خزانات التي تصل قدرة استيعابها الإجمالية 29 ألف متر مكعب وكذا 8 محطات ضخ وغيرها من المنشات التي تمكن من إيصال هذه المادة الحيوية إلى حنفيات القاطنين بيوزقان وعدة بلديات بالولاية بعد طول انتظار ومعاناة أرهقت السكان سنوات.