قرية أولاد بويحي ببوسكن (المدية)
أزمة ماء حادة.. والسلطات ترفض استغلال بئر جاهزة

- 784

يعيش سكان قرية أولاد بويحي ببلدية بوسكن الواقعة شرق ولاية المدية، منذ عدة أشهر، أزمة ماء خانقة، عقّدت حياتهم، وزادت من معاناتهم، خاصة أمام نقص منسوب مياه السدود، لكن الغريب في الأمر أن السلطات المحلية لم تسمح باستغلال بئر ارتوازية تم حفرها بالمنطقة منذ أزيد من سنتين، تكفي لسد كل الاحتياجات، لأسباب لم يهضمها السكان.
قال بعض سكان المنطقة لـ "المساء"، إن سلطات بلدية بوسكن أنفقت على البئر المغلقة وغير المستغلة أموالا طائلة؛ استجابة لمطالب السكان منذ أكثر من عامين؛ إذ بادرت بتخصيص ميزانية لحفر بئر بعمق 126 متر في أرض تبرعت بها إحدى المحسنات، وأوصت قبل وفاتها، بتموين أهالي المنطقة بهذه المادة الحيوية، التي لايزال السكان يفتقدونها إلى اليوم. وقال موسى كشاد أحد سكان القرية الذي أطلعنا على البئر الجاهزة، "إن المقاول الذي أشرف على حفر هذا المنقب، وجد أنه يحتوي على احتياطي كبير من الماء، ونسبة التدفق كبيرة جدا"، مشيرا إلى أن المقاول استعمل حينها، مضخة لاستخراج الماء، وظلت، خلال ساعات النهار، تعمل بدون أن يأثر أو تنقص نسبة التدفق. وتأسف محدث "المساء" لكون هذه البئر ذات التدفق العالي، تم إغلاقها من طرف المقاول منذ ذلك الحين. ولما استفسر السكان مصالح البلدية حول مصير هذا المشروع الذي لم يستفيدوا منه، قيل لهم بأن نوعية الماء غير صالحة للشرب، وهو ما لم يهضمه السكان.
وطالبوا بتزويدهم بالماء لاستعماله، على الأقل، في الغسل وسقي مزروعاتهم، إلى جانب مطالبتهم بإعادة النظر في طبيعة المياه المستخرجة، علما أن المنطقة تضم منقبين آخرين بتدفق قليل، ولم يتم التحفظ على نوعية مياههما. ويروي محدثنا أن الوصول إلى الماء كان بشارة كبيرة لأهل المنطقة، الذين لايزالون بحاجة ماسة إلى هذه المادة الحيوية، لكن فرحة السكان لم تكتمل حينها، مؤكدين أن الخزان الذي أُنجز بالقرية فارغ منذ مدة، ولم يُستعمل للغرض الذي أقيم من أجله رغم أن بلدية بوسكن أنفقت أموالا طائلة على مشروع إنجازه وتوصيل القنوات إلى منازل القرية. ويطالب السكان في هذا الشأن، بلجنة تحقيق لإعادة تحليل نوعية ماء هذه البئر، خاصة أنه تم حفر بئر أخرى لا تبعد عنها إلا بمائة متر. ولم تسجل البلدية ولا مصالح الري ببني سليمان، أي ملاحظة حولها، وهي تُستعمل فقط لاحتياجات مسجد القرية، الذي بقي موصدا هو الآخر.