أمام تشبع مقابر العاصمة

أزمة العقار تطال الأموات

أزمة العقار تطال الأموات
  • 726
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تشتكي أغلب بلديات العاصمة، من مشكل تشبع المقابر وعدم قدرة المجالس المحلية المنتخبة على إيجاد قطع أرضية إضافية لتوسيعها، أو فتح مقابر جديدة بديلة تسمح للمواطنين بدفن موتاهم بدون تعب، حيث أصبح من الصعب الحصول على قبر في بعض البلديات، التي امتدت فيها أزمة العقار إلى الأموات. 

أكدت زيارة "المساء"، إلى بعض مقابر العاصمة، على غرار "قاريدي" بالقبة و«القطار" بباب الوادي و"لامونطان" ببوروبة، أنها أصبحت غير قادرة على استيعاب موتى آخرين، بسبب تشبعها على الآخر.

مقبرة "قاريدي" امتلأت عن آخرها

يُعد مشكل المقابر التي امتلأت عن آخرها، وتشبعت بشكل كبير، من الانشغالات المطروحة من قبل المواطنين ببلديات العاصمة، الذين يجدون صعوبة في إيجاد قبور تحتضن موتاهم، مقابل عجز المنتخبين المحليين عن حل هذا الإشكال العويص، في ظل غياب العقار لتوسيع المقابر أو تعويضها بأخرى جديدة، تستوعب الموتى، لتتم عملية الدفن في ظروف أفضل.

وأدى ضيق المقابر في بعض البلديات، إلى فتح القبور القديمة لإقامة قبور جديدة عليها، مثلما ذكرت مواطنة لـ«المساء"، فقدت أمها مؤخرا، حيث أشارت إلى أن امتلاء مقبرة "قاريدي" استدعى دفن والدتها في قبر جدتها التي توفيت منذ عدة سنوات، بينما أوضح أحد السكان، أن مقبرة البلدية أصبحت لا تكفي لدفن المزيد من الموتى، باستثناء الأطفال الصغار، الذين تتطلب عملية دفنهم مساحة صغيرة.

كما أدى هذا المشكل كذلك، إلى استغلال المسالك الضيقة بين القبور، في انتظار إيجاد عقار مناسب بين الأراضي التي اقترحها المجلس المنتخب، الذي لم يجد إلى حد الآن، حلا لهذا المشكل الذي زادت حدته، بسبب دفن أموات عائلات من خارج البلدية.

رحلة البحث عن قبر ببوروبة مستمرة

ومن بين البلديات التي تواجه مشكل العقار، وتشتكي من انعدام المقابر؛ بلدية بوروبة التي يواجه سكانها متاعب إيجاد أماكن لدفن موتاهم، حيث يضطرون إلى البحث عن مقابر في بلديات مجاورة، مما جعلهم يلحون على السلطات البلدية والولائية، إيجاد حل عاجل وتخصيص مساحة أرضية لدفن الموتى.

كما يلجأ سكان بوروبة إلى مقبرتي "العاليا" و"سيدي الطيب" لإكرام موتاهم، الأمر الذي جعلهما تكتظان وتسجلان عجزا كبيرا، وهو ما أصبح يؤرق العديد من سكان المنطقة الذين يطالبون بتوفير مساحات دفن جديدة.

فوضى كبيرة بمقبرة "القطار"

وما يثير الانتباه عند زيارة مقبرة "القطار"، إقدام البعض على بناء قبور من الحجم الكبير وتسييجها واستغلال مساحة كبيرة، رغم مشكل الاكتظاظ الذي تواجهه أغلب المقابر بالعاصمة، والذي صعب مهمة دفن الموتى.

ويطالب السكان في هذا الإطار، بإعادة تنظيم المقبرة لتجنب الفوضى في الدفن، ومنع بناء القبور للقضاء على مشكل الاكتظاظ الذي يزداد حدة من سنة إلى أخرى.

تجدر الإشارة، إلى أن المؤسسة العمومية الولائية لتسيير المقابر والجنائز، تشرف على 123 مقبرة موزعة على أزيد من 370 هكتار، ويشرف عليها أزيد من 860 عامل.