اتخاذ التدابير الوقائية لحماية المنتوج الفلاحي بقسنطينة

أخصائيون يحذّرون من سل الأشجار المثمرة

أخصائيون يحذّرون من سل الأشجار المثمرة
  • القراءات: 1640
زبير. ز زبير. ز

حذّر أخصائيون في عالم الفلاحة من الأمراض الفيروسية أو الحشرات الفطرية التي يمكن أن تؤثر على الأشجار، خاصة في الفترة الحالية التي تُعد أنسب فترة لغرس الأشجار. وطلبوا من الفلاحين اتخاذ الإجراءات اللازمة والأساسية وفق برنامج المراقبة واليقظة المسطر من طرف مديريات الفلاحة بالتنسيق مع مختلف المعاهد المختصة، عند إدخال الأشجار المثمرة التي لها مكانة أساسية في تغذية الفرد ومن الجانب الاقتصادي.

حسب السيد كريم لقيقط مدير المحطة الجهوية لحماية النبتات بالبعراوية بلدية الخروب بقسنطينة، فإن الأشجار المثمرة ليست كالحبوب أو البقوليات؛ لأنها تحتل الأرض أكثر من 15 سنة، مضيفا أن هناك عملا متواصلا بالتنسيق مع المفتشية الولائية للصحة النباتية؛ قصد معرفة صحة الأشجار واقتناء شتلات المعاينة والتحاليل المخبرية.

وأكد مدير المحطة الجهوية لحماية النبتات بالبعراوية في دردشة مع "المساء"، أن من بين أهم الأمراض الفطرية التي تهدد صحة الأشجار المثمرة، مرضين فيروسيين خطيران، ويتعلق الأمر بالفرتيسيليوم (عفن الجذور) والتيباركيلوز (السل)، مضيفا أن هذين المرضين يدخلان في خانة الأمراض الحجرية (تتطلب الحجر على المساحة الموبوءة) التي تصيب الزيتون، وينتشران في بعض الولايات. وقال إن أول عملية وقائية للحد من أضرار هذه الأمراض في ظل انعدام الحلول الكيميائية، الطرق الاحترازية.كما كشف الأخصائي كريم لقيقط عن وجود مرضين آخرين يهددان الأشجار المثمرة، هما اللفحة النارية التي تصيب التفاح والإجاص والزعرورة والتي ظهرت منذ سنوات على مستوى قسنطينة وتم القضاء عليها، وتتطلب في حال وجود شتلة تحمل المرض، عملا إضافيا لتجنب انتقال العدوى وحتى القضاء على كل الأشجار الموبوءة، يضاف إليها مرض تسببه الحشرات وخاصة قملة سان جوزي، التي تصيب أكثر من 150 نوعا من الأشجار المثمرة خاصة التفاحيات والإجاصيات يضاف إليهما بعض الأمراض الأخرى، على غرار السيتروس (سي. تي. في) الذي يصيب الحمضيات أو بعض الأمراض الموسمية، على غرار البياض الزغبي الذي يصيب أشجار الكروم وتجعد أوراق الخوخ، وهي أمراض موسمية يتم مراقبتها على مستوى الحقول، حيث يتم إصدار إنذارات مبكرة من طرف المحطات الجهوية أو المعاهد الوطنية. وحسب مدير المحطة الجهوية لحماية النبتات بالبعراوية، فإن هذه الفترة إلى غاية شهر جانفي المقبل، تُعد أهم فترة لغرس الأشجار المثمرة، حيث تعرف اقتناء شتلات من السوق الموازية، أو محاولة إدخال شجيرات من دول أجنبية أو من الدول المجاورة رغم وجود تدابير وزارية وقوانين صارمة تحد من اقتناء الشتلات من هذه الدول، أو تمنع منعا باتا اقتناءها خاصة في حال ظهور أمراض موبوءة بهذه الدول، على غرار بكتيريا الخشب التي تنتشر في هذه المدة بإيطاليا وجزء من فرنسا وألمانيا، معتبرا أن هذا الأمر يهدد الأشجار المحلية. وطالب بأن تكون الشتلات المقتناة من الخارج، أجرت عملية تكاثرها عبر المخابر لضمان سلامتها. وطالب السيد لقيقط بالصرامة في مجال تطبيق هذه التدابير، ملحا على وجوب اقتناء شتلات سليمة لتفادي سل الزيتون، الذي يدخل ضمن الأمراض الحجرية التي يصعب مواجهتها بالمبيدات، ليبقى الحل الوحيد، حسبه، هو حرق الشجرة، وضياع البستان مع الوقت، أو إصابة الحقل بحشرة سان جوزي التي يبلغ طولها حوالي 1.4 ملم، وتظهر على شكل بقع محمرة إلى بنفسجية على الأغصان والثمار، ويمكن أن لا تُرى بالعين المجردة، ولديها غشاء قوي لحماية نفسها من المبيدات.

ويرى مدير المحطة الجهوية لحماية النبتات بالبعراوية، أن الفلاحين يساهمون في انتشار هذه الأمراض الفيروسية؛ من خلال الأخطاء التي يرتكبونها، على غرار عدم وضع أشجار تسمى بمضادات الرياح حول الحقل قبل الغرس، في حين يلجأ البعض إلى استعمال أشجار قصيرة، وهو أمر خاطئ، يسمح باحتكاك الأشجار فيما بينها، وبذلك التعرض لجروح تسمح بدخول البكتيريا أو الفيروسات. كما يتفادى بعض الفلاحين تقليم الأشجار في السنة الأولى، وينتظرون إلى غاية السنة الرابعة أو الخامسة حتى يقوموا بالزبر، وهنا يصطدمون بأغصان قوية ذات قطر كبير. وأكد السيد لقيقيط أن استعمال المبيدات بشكل كبير، يحرق الأشجار. ودعا الفلاحين إلى تجنب تبادل أدوات الزبر، وتفادي استعمال السقي الغزير خاصة في الجو الحار واستبداله بالسقي بالتقطير؛ لتفادي ضعف الجذور. أما في حال سقوط البرَد فدعا إلى اقتناء شتلات سليمة ومعتمدة، واحترام المسار التقني والسقي العقلاني، مع معالجة الأشجار المصابة والمجروحة بمبيدات خاصة؛ لتجنب دخول الفيروسات والبكتيريا. كما نصح بتجنب إهمال جذور الأشجار عند غرسها.