بلدية يسر ببومرداس

أحياء وشوارع تغرق في الأوحال

أحياء وشوارع تغرق في الأوحال
  • القراءات: 950
❊حنان. س ❊حنان. س

يشتكي سكان حي شعباني "252" مسكنا ببلدية يسر في بومرداس، من غياب التهيئة بالحي الذي يتوسط البلدية، وقالوا إن الحي يتحول إلى برك من الأوحال والطمي بمجرد تهاطل الأمطار الأولى، دون أن تتدخل مصالح البلدية للتعجيل في التهيئة، رغم الشكاوى المرفوعة في أكثر من مناسبة، وهو نفس الحال المسجل بأحياء وشوارع أخرى بالبلدية، ومنه بـ«يسر المدينة"، "علي ملاح" و"اللوتسيمو" وغيرها.

وقفت "المساء" مؤخرا، على الواقع المعيشي لسكان حي شعباني وغيره من الأحياء ببلدية يسر، شرق ولاية بومرداس، فكان من الصعب الولوج إلى الحي بسبب برك مياه الأمطار والأوحال المتراكمة، سواء بمدخل الحي أو بين العمارات. كما أن البالوعات كلها كانت منكسرة، بعضها مغطى بالعجلات المطاطية كإشارة لتحذير السكان والمارة عبر الحي، نفس الحال بباقي أحياء البلدية التي تكاد تنعدم بها الأرصفة وكذا الإنارة العمومية، حسبما أشار إليه مواطنون تحدثوا لـ«المساء"، حيث علق مواطن بقوله، إنه يستعمل "القارب" من أجل التنقل إذا ما استمرت الأمطار تتهاطل لأيام متتالية، فيما قال آخر، إن الأولياء يضطرون إلى حرمان أبنائهم من التوجه إلى مدارسهم، بسبب برك المياه المتراكمة على طول الطريق المؤدي إلى المدرسة "خوفا من سقوط أحدهم في بالوعة عند امتلائها"، يقول مواطن آخر، مؤكدا أن حي شعباني عرف مؤخرا، بداية أشغال تهيئة من طرف أحد المقاولين، انطلق في تعبيد طرق الحي، لكنه ترك المشروع دون رجعة، حسب نفس المتحدث الذي أشار إلى أن مصالح البلدية على علم بالحالة الكارثية التي يوجد عليها الحي، لأن "المير" يسكن بالقرب من الحي، لكن دون أن يتدخل، على الأقل، لتوفير الإنارة العمومية وتهيئة الطريق وقنوات الصرف الصحي.

تماطل في مشروع تهيئة قنوات الصرف

في الوقت الذي أكد مواطن آخر أن سكان الحي نظموا حملة تطوعية، حيث وفروا الحجارة من أجل وضعها عبر المسالك للتقليل من صعوبة التنقل، في ظل انعدام التهيئة. من جهته، عبر مواطن آخر عن سخطه الشديد لتماطل البلدية في إطلاق مشروع تهيئة قنوات الصرف الصحي المسدودة كلها، مما يجعل مياه الصرف ترجع وتتراكم على شكل برك بالقرب من السكنات.

نفس الإشكال وقفت عليه "المساء" في أغلب أحياء وشوارع البلدية، ومنه شارع "علي ملاح" بيسر، المدينة المعروفة محليا بـ«يسر فيل"، حيث أكدت مواطنة أنه كلما تهاطلت الأمطار، يضطر السكان للاستعانة بمصالح الديوان الوطني للتطهير "أونا" لامتصاص المياه المتراكمة بسبب انسداد البالوعات، على اعتبار أن كل قنوات الصرف مسدودة، وقالت إنها أمضت ليلة بيضاء في آخر هطول للأمطار من أجل شفط المياه التي ارتفع مستواها بالمسكن العائلي، بفعل غزارة التهاطل.

من جهته، أصر مواطن من حي "اللوتيسمو" المجاور، اصطحابنا إلى منزله بعد أن سمع بوجود وسيلة إعلامية في الجوار، فلم يكن الحال مغايرا عما وقفنا عليه ببقية الأحياء والشوارع، حيث تنعدم الأرصفة وأغلب البالوعات مفتوحة، ولجأ مواطنون إلى تغطيتها بأعمدة خشبية أو بالعجلات المطاطية، مخافة سقوط أحد فيها، كما أن الروائح الكريهة كانت تزكم الأنوف بسبب انسداد البالوعات، وقال نفس المواطن، إن الانسداد يتسبب في تراجع مياه الصرف إلى منزله، مؤكدا أن قنوات الصرف كلها بحاجة إلى إعادة تهيئة، لأن الحي يسجل توسعا سكانيا سنة بعد أخرى، وهو بحاجة إلى تهيئة، متحدثا كذلك عن انعدام الإنارة العمومية، مما يصعب تنقل المواطنين خلال الفترات المظلمة.

سياسية "البريكولاج" سيدة الوضع

أشار المتحدث إلى إشكالية عدم حيازة سكان "اللوتيسمو" عقود الملكية منذ سنة 2000، رغم مطالبة الإدارة بتسوية وضعيتهم لأكثر من مرة، وتحدث أيضا عن بعض سكان الحي الذين تمكنوا من تسوية عقودهم، لأنهم كانوا أعضاء بالبلدية، دون أن يتم تعميم الأمر على باقي السكان الذين يملكون عقودا إدارية، فحسب.

في الموضوع، ذكر مصدر من مصالح بلدية يسر، أن السلطات المحلية لم تجر أية دراسة معمقة عن الحاجة الحقيقية للتنمية بالبلدية، وبقيت كل المشاريع المطروحة مؤخرا، مجرد "بريكولاج" فقط، فكلما تمت تهيئة رصيف أو طريق إلا وظهرت بعده عيوب أخرى، مؤكدا أن أهم مشروع من المفروض إطلاقه في القريب العاجل، يخص تهيئة قنوات الصرف الصحي التي بقيت على حالها منذ الاستقلال.

سكان الحمام يستعجلون الترحيل

دعا سكان حي الحمام ببلدية يسر السلطات الولائية، التعجيل بترحيلهم إلى سكنات لائقة، بعد أن أصبح العيش في الحي مستحيلا، بفعل اهتراء السكنات، لاسيما بعد الأمطار الأخيرة، في حين وقفت "المساء"، خلال الأسبوع الماضي، على الحالة المزرية التي يعاني منها قاطنو حي الحمام، خاصة بعد التهاطل الأخير للأمطار، وتحدثت إلى بعض السكان ممن أبدوا سخطهم من موقف السلطات المحلية، التي أخلت بوعودها في ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أكثر من مناسبة.

قال بعض سكان الحي، إنه مع تهاطل الأمطار تطفو معاناتهم إلى السطح مجددا، لتبين مدى تهاون السلطات في النظر إلى سكان هذا الحي بعين الاعتبار، ولفتوا إلى أن نشأة هذا الحي تعود إلى منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي إلى الحقبة الاستعمارية، في حين كان يحصي بعد الاستقلال قرابة 30 عائلة، وبفعل التوسع السكاني، ضاقت السكنات وأصبحت البنايات متهالكة، مؤكدين في المقابل، أمر حلول لجان الإحصاء في عدة مناسبات دون نتيجة.

من جهتها، قالت ساكنة أخرى أصرت علينا دخول منزلها؛ إنه مع هطول الأمطار تبدأ العيوب في الظهور، أولها التسرب الكبير للأمطار إلى بيتها المتكون من حجرة واحدة ومطبخ، معلقة بقولها "شبعنا ميزيرية وننتظر الترحيل منذ 2003".

في الوقت الذي تقول ساكنة أخرى، إن الأمطار الأخيرة جعلتها لا تغمض عينيها ليلا، مخافة أن يسقط عليها السقف المهترئ، مؤكدة هي الأخرى، أن المصالح المعنية وعدتهم بالترحيل في أكثر من مناسبة، وبقيت مجرد وعود كاذبة. وأضافت بقولها "يعرفونا فقط وقت الانتخابات، وبعد تمكنهم من السلطة ينساونا"، بينما قالت مواطنة أخرى تقطن الحي "تهاطل المطر لـ24 ساعة، عشنا خلالها رعبا حقيقا، خاصة ليلا، مخافة انهيار البيت علينا"، مضيفة أن الرطوبة نخرت أجساد السكان دون أن تلتفت إليهم السلطات.

حسب ملاحظة "المساء"، فإن حي الحمام وبفعل توسع سكانه، امتدت السكنات على مستواه بطريقة فوضوية، لتقطع طريقا كان يمر عبر الحي، ويربط "يسر فيل" أو يسر المدينة بوسط البلدية، كما أن البيوت المشيدة امتدت لتبلغ حدود الوادي المحاذي، مما قد ينجر عنه خطر مضاعف في حالة فيضانه.