ممثلون عن قاطني بلدية أولاد شبل لـ"المساء":

أحياء سكنية كبيرة تغرق في مشاكل التنمية العمرانية

أحياء سكنية كبيرة تغرق في مشاكل التنمية العمرانية
  • القراءات: 634
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

رفع ممثلون عن بلدية أولاد شبل، الواقعة في الجهة الغربية لإقليم ولاية الجزائر، نداء استغاثة للسلطات المحلية، من أجل النظر في النقائص التي تشهدها بعض الأحياء، والتي لها علاقة بظروف التمدرس والصحة والمحيط، حيث وقفت "المساء"، خلال زيارة ميدانية إلى عين المكان، على بعض الحقائق التي تحتاج لالتفاتة وإدراج الأحياء المعنية ضمن أولويات المسؤولين، من خلال برمجة مشاريع ينتظرها المواطنون منذ مدة.

صنفت بلدية أولاد الشبل، ضمن مناطق الظل، لافتقار لعدة مراكز سكنية لمظاهر التنمية، والتي باتت بحاجة إلى دعم من المسؤولين لإعادة الاعتبار لها، ومن بين النقائص المسجلة غياب تهيئة وتعبيد الطرق، وتعميم الإنارة العمومية، وتوصيل الكهرباء والغاز، وتوفير الهياكل التربوية، إلى جانب النقل، وعدم ربط مناطقها بقنوات الصرف الصحي... كل هذا بشهادة ممثلي السكان.

خريطة تربوية غير متكافئة

الزائر لبلدية أولاد شبل، غرب العاصمة، والتابعة للمقاطعة الإدارية بئر توتة، لا يفوته أن يلاحظ أن هذه المنطقة الفلاحية المشتهرة بزراعة الحمضيات والكروم ومختلف الأصناف الفلاحية، تحت مسمى "سهل متيجة"، غزاها الخرسانة المسلح، حيث شيدت "الفيلات" والقصور والمنازل.

كان في استقبالنا، مجموعة من ممثلي الأحياء، رفعوا لـ«المساء"، انشغالاتهم التي تخص الصحة والدراسة ووضعية الطرقات، إلى غير ذلك، حيث تحدث ممثلون عن حي 150 مسكن بالشعايبية، عن وضعية السكنات "المغشوشة"، التي تعرض حياة السكان للخطر.

وأكدوا أن العمارات التي يقطنون بها مهترئة، بدليل الانهيارات الجزئية للأسقف والجدران والمداخل، مشيرين إلى توجيههم عدة شكاوى ومراسلات للسلطات المحلية، من أجل معاينة المكان، لكن لا شيء ـ حسبهم ـ تغير.

كما تحدث السيد "محمد. ز«، القاطن بقلب بلدية أولاد شبل، عن الضغط الكبير الذي تشهده الثانوية الوحيدة بالمنطقة، حيث يضطر التلاميذ إلى التنقل نحو بلدية بئر توتة للدراسة، متأسفا عن الخريطة المدرسية التي وصفها بـ«غير السليمة"، كونها تضع تلاميذ بلديات غرب العاصمة في حيرة من أمرهم، مثل تلاميذ حي "الشعايبية" الذين يدرسون في بئر توتة وحي مأمن ببابا علي، علما أن أولاد شبل تشمل 8 ابتدائيات، ومتوسطة جاهزة، وأخرى في طور الإنجاز بحي الشعايبية.

أمام هذه الوضعية، طالب ممثلو الأحياء، الذين التقت بهم "المساء"، في مختلف الأحياء، على غرار "11 ديسمبر" و الشعايبية والمحامدية، السلطات العليا، بضرورة النظر والالتفات إلى هذه البلدية وتزويدها بثانوية، تخفف على التلاميذ عبء التنقل إلى البلديات المجاورة للدراسة.

المرافق الصحية مطلوبة..

فيما تحدث ممثل عن الحي السكني الجديد بالشعايبية، الذي يضم 3216 مسكن، عن النقائص الكبيرة في المرافق التنموية، وعلى رأسها المركز صحي الوحيد بالبلدية، الذي لم يعد كافيا لاستيعاب كل المرضى.

واشتكى سكان الحي، حسبه، من محدودية الخدمات التي يوفرها المركز الصحي الوحيد، الموجود في الحي، والذي يوصف بأنه هيكل بلا روح، كونه يفتقد إلى العديد من الخدمات، ما جعلهم يناشدون الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل، لتغيير واقع الصحة بالمنطقة، خاصة أنهم يعتمدون على العلاج بمستشفيات المناطق المجاورة، كمستشفى "بوفاريك"، موضحين أنهم يعانون الأمرين في محاولاتهم الاستفادة من الرعاية الصحية بحكم النقائص المسجلة في هذا المركز، والتي تجعلهم بالكاد يتنقلون إليه، رغم حاجتهم الماسة إلى هذه الخدمة المرتبطة أساسا بحياتهم اليومية.

كذلك الأمر بالنسبة لخدمات النقل، يقول محدثنا، والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، سواء من حيث الوسائل أو المنشآت القاعدية الخاصة بالقطاع، فلا توجد محطة نقل حضرية.

"المحامدية" منطقة ظل بامتياز

زيارتنا لحي "المحامدية" بأولاد شبل، جعلتنا نلاحظ أنها منطقة ظل بامتياز، كونها تعاني من عدة نقائص، أهمها انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث أكد السكان، أنه رغم تزويد الحي بهذه الشبكات في وقت سابق، إلا أن حيهم لا يزال يعاني من مشكل تصريف المياه الملوثة، الأمر الذي يستدعي تدخل المعنيين لحل المشكل، حسب تأكيد محدثي "المساء".

دفع هذا المشكل السكان، إلى الاعتماد على الحفر الفوضوية، للتخلص من مياه الصرف الصحي، رغم خطورة ذلك على صحتهم، كما تطرق السكان إلى مشكل آخر، يتمثل في عدم استفادة طرقاتهم من أية عملية تهيئة وتزفيت، إذ تعرف معظم طرقات الحي وضعا كارثيا، جراء عدم تعبيدها، إلى جانب كثرة المطبات والحفر في بعض الأرجاء.

أشارت نفس المصادر، إلى أن المصالح المحلية أطلقت، مؤخرا، مشروع إعادة تهيئة الطرقات، الذي مس بعض الأحياء فقط، في وقت توجد الكثير من المناطق الأخرى، حسبها، بحاجة إلى نفس البرنامج، فيما يأمل السكان في برمجة مشاريع إصلاح طرقات أحيائهم قريبا، خاصة أن الوضع، حسب تأكيدهم، يزيد تدهورا خلال فصل الشتاء، حيث تتحول أغلب المسالك إلى مستنقعات وبرك مائية، وعلى المرء أن يتخيل معاناة هؤلاء طيلة هذه السنوات.

عبر ممثلو السكان، عن امتعاضهم الشديد من عدم برمجة أحياء كثيرة في البلدية، ضمن برنامج التحسين الحضري، الذي أمرت بتطبيقه السلطات الولائية عبر كامل بلديات العاصمة 57، مضيفين أن البلدية ما تزال تعاني من تدهور الطرقات وشبكات الكهرباء والماء، إلى جانب مشكل الانتشار الكبير للنفايات، التي لا تأبى أن تغادر كامل إقليم البلدية.

من جهة أخرى، طالب محدثو "المساء"، السلطات المعنية، وعلى رأسها الوالي المنتدب، بضرورة برمجة زيارة تفقدية للمنطقة، من أجل الوقوف على النقائص الكثيرة التي تعاني منها، في أقرب الآجال.