في ظل تأخر استلام الهياكل التربوية في العاصمة

أبناء المرحلين يعانون من اكتظاظ الأقسام الدراسية

أبناء المرحلين يعانون من اكتظاظ الأقسام الدراسية
  • القراءات: 2074
زهية-ش زهية-ش

يشتكي أولياء التلاميذ، خاصة المرحلون للأحياء الجديدة بالعاصمة، كحي 1200 و1088 مسكنا بسيدي سليمان بخرايسية، غياب المؤسسات التربية التي يتمدرس بها أبناؤهم الذين يتنقلون للأحياء البعيدة في ظروف جد صعبة من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، بسبب عدم جاهزية الهياكل التربوية لاستقبال التلاميذ المرحلين في جوان الماضي.

عبر العديد من الأولياء عن مخاوفهم من تأثير هذه الوضعية على مستوى أبنائهم ومستقبلهم الدراسي، خاصة الذين سيجتازون الامتحانات الرسمية في نهاية السنة، إذا لم تتدخل الوصاية لحل المشكل وتوفير الظروف المناسبة للتمدرس في أقرب وقت.

حسب المشتكين، فإن منطقة خرايسية، خاصة الأحياء الجديدة التي استقبلت آلاف العائلات المرحلة ضمن عملية إعادة الإسكان التي قامت بها ولاية الجزائر، تعاني نقصا فادحا في الهياكل التربوية التي لم تستلم بعد رغم انطلاق الدخول المدرسي الحالي، حيث اضطرت العائلات إلى تسجيل أبنائها في مؤسسات بعيدة جدا عن مقرات سكناها، رغم المتاعب الكبيرة التي تنتابهم وتؤثر لا محالة في تحصيلهم العلمي.

وذكر بعض هؤلاء لـ"المساء"، أن لجوء السلطات المعنية إلى فتح ملحقة للثانوية بحي 1436 مسكنا لم يحل المشكل، بالنظر إلى الاكتظاظ الرهيب داخل الأقسام، سواء في هذه الملحقة أو في ثانوية خرايسية الوحيدة، لأن عدد التلاميذ يتزايد من سنة إلى أخرى بالنسبة للسكان الأصليين أو الأحياء الجديدة التي يضم أحدها 1088 مسكنا وآخر يشمل 1200 عائلة، فضلا عن حي 834 مسكنا بسيدي سليمان الذي يحتاج لثانوية أخرى وليس لملحقة.    

لا يقتصر المشكل على تلاميذ المرحلة الثانوية، حيث يواجه زملاؤهم في المرحلة المتوسطة والابتدائية، أزمة غياب المقاعد البيداغوجية والجو المناسب للتمدرس، حيث ذكر الأولياء أن حي 834 مسكنا بسيدي سليمان يضم مدرسة ابتدائية وحيدة، وملحقة متوسطة العربي بغدادي التي سُجل فيها هذا العام 500 تلميذ، من دون الحديث عن التلاميذ الجدد المرحلين إلى حي 1200 مسكن، حيث تعرف هاتان المؤسستان اكتظاظا رهيبا داخل الأقسام، بسبب ضم كافة التلاميذ في المؤسسات المتوفرة حاليا، في انتظار استكمال أشغال المؤسسات التي يجري إنجازها ووضعها تحت تصرف التلاميذ في أقرب الآجال.

من جهة أخرى، عبر المتمدرسون وأبناؤهم، عن المتاعب التي يعانونها، بسبب بعد المؤسسات التربوية وغياب وسائل النقل الضرورية التي يفترض أن توضع تحت تصرفهم للإلحاق بمقاعد الدراسة في الوقت المناسب، مشيرين إلى أن استمرار هذا الوضع سينعكس سلبا على مستواهم ونتائجهم الدراسية.

في هذا الصدد، ناشد هؤلاء السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر ومديرية التربية لغرب العاصمة، إيجاد الحل المناسب لهذا الوضع، كون الحصول على شقة مناسبة لا يعني التفريط في مستقبلهم الدراسي، مؤكدين أن الوضع سيسوء أكثر خلال فصل الشتاء الذي تتعطل خلاله حركة المرور، خاصة أن أشغال تهيئة الطرق لم تكتمل بعد.

من جهتهم، طالب أولياء تلاميذ المرحلة الثانوية بدرارية، بإيجاد حل لمشكل الاكتظاظ الذي زادت حدته، بسبب عدم جاهزية الثانوية التي كان مقررا استلامها في شهر جويلية الماضي، كما يواجه طلبة الثانوي بالعاشور ضغطا كبيرا داخل الأقسام بالثانوية الوحيدة في المنطقة، بينما يعاني تلاميذ السبالة من بعد الثانوية عن مقرات سكناهم.

بدوره، طمأن والي ولاية العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، خلال تدشين عدة هياكل تربوية بالعاصمة رفقة وزيرة التربية نورية بن غبريط، التلاميذ وأولياءهم بتوفير النقل المدرسي ونقل المعنيين لمؤسساتهم التربوية البعيدة عنهم، مشيرا إلى أن الأحياء الجديدة تتوفر بها هياكل تربوية في طور الإنجاز، وستفتح بعد استلامها.  

أما وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، وبمناسبة حديثها عن الدخول المدرسي 2016-2017، خلال تدشينها عدة مؤسسات تربوية بالعاصمة يوم الثلاثاء الماضي، وأبدت أسفها للتوقف عن الدروس في اليوم الأول من الدخول المدرسي، مبدية تفهمها للأساتذة والأولياء غير الراضين عن ظروف مؤسساتهم، مشيرة إلى أنه سيتم نقل التلاميذ المتواجدين داخل أقسام مكتظة ببعض المؤسسات في أكتوبر المقبل إلى تلك التي ستستلم قريبا في الأحياء الجديدة، خدمة لمصلحة التلميذ.