في ذكرى معركة "6 جانفي 1959"

آيت يحيى موسى تستذكر بطولات الشهداء

آيت يحيى موسى تستذكر بطولات الشهداء
  • القراءات: 1861
❊ س. زميحي ❊ س. زميحي

وقف سكان بلدية آيت يحيى موسى، الواقعة على بعد 30 كلم جنوب ولاية تيزي وزو مؤخرا، وقفة ترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس لتحيا الجزائر اليوم حرة مستقلة، استذكارا لبطولاتهم وشجاعتهم خلال معركة "6 جانفي 1959"، التي يبقى التاريخ شاهدا عليها، حيث استشهد فيها ما يقارب 400 شهيد.

تأتي وقفة استذكار بطولات الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف إبان حرب التحرير، للغوص في عمق التاريخ ومشاركة مسقط رأس الثوري كريم بلقاسم، احتفالاتهم بهذه الوقفة التاريخية، واستحضار نضال الشهداء الذين تصدوا وواجهوا أكبر قوة مسلحة في معركة "قرية بوغرفل" ببلدية آيت يحيى موسى، والتي تعد من أهم المعارك التي سجلت إبان الثورة المظفرة، وحاولت خلالها فرنسا، الانتقام من سكان المنطقة المعروفين بشجاعتهم ومساندتهم للمجاهدين، على اعتبار أن المنطقة معروفة أيضا بكونها "نقطة التقاء وتجمع كبار ضباط الثورة"، الأمر الذي دفع الملازم شاسان والنقيب قرازياني جلاد لويزات إغيل أحريز، إلى وضع منطقة أيت يحيى موسى تحت المراقبة، مع مضاعفة مراكز الحراسة، بالموازاة مع تنصيب خيم للجنود بكل القرى.

أجمعت الأسرة الثورية بآيت يحيى موسى وما جاورها من الذين شهدوا الواقعة، على أن هذه المعركة تعد إحدى أهم المعارك الكبيرة التي شهدتها حرب التحرير المظفرة، والتي سقط فيها نحو 400 شهيد، إلى جانب عدد من الجرحى في صفوف المدنيين. كما فقدت فرنسا عددا مهما من جنودها، فيما ذكروا أن تاريخ "6 جانفي 1959" سجل استشهاد رجال يشهد التاريخ على شجاعتهم وقوتهم في قهر الاستعمار الفرنسي، على غرار بن سعد سليمان الذين ينحدر من آيت بوادو، حيث يعد أحد أهم عناصر جيش التحرير الوطني.

ودعا المشاركون في هذه الوقفة الترحمية، إلى ضرورة اطلاع الجيل الناشئ على تاريخ الثورة الجزائرية، الذي كتبه رجال ونساء بدمائهم الطاهرة، ودعوتهم للحفاظ على الذاكرة التاريخية، عبر دراسة ومعرفة التاريخ بمحطاته التي تبقى راسخة في أذهان الأجيال، والتي تحمل، حسب المتدخلين، الكثير من الألم، التعذيب والتخريب، وغيرها من الأساليب الوحشية التي اعتمدتها فرسا، وأزهقت بسببها أرواح الجزائريين وخلفت أرامل ويتامى.