فيما تتواصل عملية الترحيل بالعاصمة

94 عائلة ببوشاوي البحري تودع القصدير

94 عائلة ببوشاوي البحري تودع القصدير
  • القراءات: 570
زهية. ش زهية. ش

باشرت ولاية الجزائر، بداية الأسبوع الجاري، ترحيل 94 عائلة، كانت تقيم بسكنات فوضوية في حي بوشاوي البحري، التابع لبلدية الشراقة، إلى شقق لائقة بحي 2000 مسكن الروخي ببلدية السويدانية، حيث ودعت الظروف القاسية التي كانت تقيم فيها لعدة سنوات، ضمن عملية الترحيل، التي ستمس المزيد من المقيمين بالسكنات القصديرية، الذين ينتظرون ساعة الفرج بفارغ الصبر، حسب الأولويات والإمكانيات المتاحة لدى الجهات الوصية.

تأتي هذه العملية، ضمن المجهودات التي تقوم بها ولاية الجزائر، في سبيل إعادة إسكان أكبر عدد من سكان الأحياء الفوضوية، خاصة المقيمين في مواقع تعيق إنجاز مشاريع تنموية، أو بنايات هشة تشكل خطرا على أصحابها، أو المتواجدين بالقرب من أودية، وغيرها من الحالات التي تستدعي الترحيل، حيث سبق لوالي ولاية الجزائر محمد عبد النور رابحي، أن أكد أن برنامج إعادة الترحيل الذي تم تسطيره مستمر، ليشمل 1220 عائلة.

وقد عاشت العائلات المرحلة فرحة لا توصف، بعدما ودعت الظروف القاسية التي عاشتها لعدة سنوات، لتقضي ما تبقى من فصل الشتاء في شقق لائقة، تتوفر فيها كل مستلزمات العيش الكريم، في انتظار ترحيل عدد آخر من المقيمين تحت القصدير، حيث تنتظر الكثير من العائلات نصيبها من السكنات التي توزع حسب الأولويات.

وقد تحولت عملية الترحيل هذه الأيام، ومنذ العطلة الشتوية للتلاميذ، إلى هاجس حقيقي بالنسبة للمقيمين تحت القصدير، حيث جمع بعضهم أغراضه استعدادا لإعادة إسكانهم، ومنهم من قام بنزع أجزاء من بيته القصديري، رغم أنهم لم يتلقوا أي اتصال من الجهة الوصية، نتيجة لحمى عملية الترحيل التي تحولت إلى حديث العام والخاص لدى هؤلاء منذ أسابيع.

من جهتها، ارتأت ولاية الجزائر، ترحيل المعنيين بصفة تدريجية، وبعد القيام بتحقيقات معمقة ودقيقة، خاصة على مستوى بعض الأحياء التي تضم أعدادا كبيرة من العائلات، على غرار حي معمل النجاح بالرغاية، الذي انتشرت أخبار عن ترحيل ساكنيه منذ الفاتح نوفمبر الماضي، غير أن العملية لم تتم إلى حد الآن، كون اللجنة أخذت الوقت الكافي لدراسة الملفات والتحقيق فيها، وقطع الطريق أمام الانتهازيين، وكذا التحكم في ترحيل هذا الموقع الذي يعد أحد أكبر المواقع القصديرية على مستوى العاصمة، والذي سيشهد إعادة إسكان من تتوفر فيهم الشروط وترحيلهم إلى حي أولاد الحاج بالكاليتوس، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد كان مقررا، ترحيل عدد آخر من الأحياء الفوضوية، غير أن العملية تأخرت إلى غاية إتمام التحقيقات الدقيقة الجارية، خاصة بعد أن تبين وجود الكثير من المندسين، الذين أرادوا انتهاز فرصة الترحيل، للحصول على سكن بدون وجه حق، حيث تفاجأ أعضاء لجنة التحقيق على مستوى الدائرة، بارتفاع عدد العائلات القاطنة ببعض الأحياء القصديرية، خاصة حي معمل النجاح "ديمكو" بالرغاية، نظرا للعدد الكبير من الغرباء الذين زحفوا إليه خلال الفترة الأخيرة، للاستفادة من سكنات لائقة، في حال تمت برمجة الحي لعملية الترحيل قريبا، وهو ما أدى بسلطات ولاية الجزائر، إلى التريث في عملية الترحيل، وإيقاف مثل هذه التجاوزات، والعمل على ترحيل السكان الأصليين، الذين أقاموا تحت القصدير لسنوات، مع إثبات ذلك بالوثائق المطلوبة.