حوادث السكة الحديدية تحصد مزيدا من الأرواح

90 ممرا غير محروس بالبويرة

90 ممرا غير محروس بالبويرة
  • القراءات: 624
ع. ف. الزهراء ع. ف. الزهراء

لقي، نهاية الأسبوع المنصرم، شاب يبلغ من العمر 16 سنة يقطن بحي أولاد بليل، حتفه على مستوى الممر غير المحروس لخط السكة الحديدية بالمخرج الجنوبي لمدينة البويرة، أثناء محاولة عبور الطريق نحو الجهة الأخرى من الممر، غير أن سرعة القطار حالت دون تجاوزه السكة الحديدية، وهو الحادث الذي يضاف إلى الحادث الذي أدى إلى مقتل صاحب 29 سنة بممر آخر لخط السكة الحديدية على مستوى بلدية الأصنام شرق البويرة الأربعاء الأخير في ظل نقص عدد الممرات المحروسة، التي لا تتعدى 10  ممرات من أصل 90 ممرا بالولاية.

مع عدوة حوادث القطار خلال الفترة الأخيرة بولاية البويرة، عاد مطلب إنهاء هذا الخطر الممتد على طول خط السكة الحديدية من أقصى الغرب بمدينة الأخضرية إلى آث منصور بأقصى شرق الولاية مرورا بعدة بلديات يفصلها خط السكة الحديدية إلى شطرين، والتي تتطلب، حسب تأكيد سكان هذه المناطق، تدخلا عاجلا يقف على المشكل الذي يزداد حدة يوما بعد يوم، بسبب الفتح العشوائي لهذه الممرات القاتلة، في الوقت الذي تتحجج مصالح السكة الحديدة والنقل بصفة عامة، بنقص أعوان الحراسة، إلى جانب المطالبة بدعم البلديات لحماية أرواح المارين عبر هذه الممرات التي بلغ عددها، حسب نفس المصالح، أزيد من 90 ممرا.

وتُعد بلديات عمر بالقاديرية، الأخضرية، البويرة، بشلول وبوعكاش بالعجيبة من بين النقاط السوداء في حوادث القطارات، التي باتت تشكل تهديدا حقيقيا لمستعملي الطرق التي يفصلها خط السكة الحديدية أو ممرات يلجأ إليها السكان لتقليص المسافة، أخطرها ببلدية عمر التي تتوفر لوحدها على 5 ممرات، كلها غير محروسة، خاصة الممر المتخذ نحو منطقة النشاطات، الذي عادة ما يشهد حوادث مميتة بسبب اصطدام شاحنات نقل الحصى ومواد البناء التي تفاجئها سرعة القطار، وهو ما تعرفه منطقة بوعكاش ببلدية العجيبة وأحنيف بالجهة الشرقية، التي عرفت خلال هذه السنة، تسجيل إصابة أشخاص بجروح في حوادث القطار.

وجدد سكان المناطق التي يفصلها خط السكة الحديدية نداءهم الذي رفعوه في عدة مناسبات عبر بلديات عمر، الأخضرية، البويرة، الأصنام، بشلول، العجيبة، أحنيف وآث منصور المحاذية للطريق الوطني رقم 05، إلى الجهات المعنية طلبا للتدخل وإنجاز ممرات علوية أو سفلية لحمايتهم من التهديد اليومي لخطر السكة الحديدية؛ بحكم أن أغلب سكان هذه المناطق مجبرون على قطع هذا الخط للوصول إلى الضفة الأخرى، لالتحاق أطفالهم بمقاعد الدراسة أو لخدمة محاصيلهم الزراعية التي أبعدها الحاجز الإسمنتي عنهم، بما يقارب كيلومترا واحدا، باتوا يقطعونه مشيا على الأقدام. وأُجبر السكان على استحداث مخرج لهم من مساحة الجدار في ظل غياب ممر علوي أو سفلي، يسمح لهم بالمرور إلى الضفة المجاورة التي تحتضن عدة مرافق أخرى تابعة للبلدية، كما هي الحال بالنسبة لبلدية أحنيف، التي عرفت سقوط عدة ضحايا خاصة وسط الأطفال وكبار السن أثناء محاولاتهم قطع خط السكة الحديدية نحو الجهة المقابلة لقضاء مصالحهم، لتكون من بين البلديات الأكثر تضررا من هذا الرعب اليومي الذي يهدد حياتهم وحياة عائلاتهم، خاصة شريحة الشباب.وكانت مصالح السكة الحديدية بولاية البويرة، كشفت قبل عدة سنوات، أنها بصدد الرفع من عدد الممرات المحروسة عبر هذا الخط الممتد على أزيد من 100  كلم من ولاية البويرة. كما أخطرت مصالح النقل بضرورة إنجاز ممرات علوية أو سفلية، من شأنها التقليل من حوادث القطار المميتة، فيما يبقى على أصحاب المركبات وسكان هذه المناطق، أخذ الحيطة والحذر وتفادي عواقب التهور والظن بأن سرعتهم قد تفوق سرعة القطار، التي عادة ما تنهي حياتهم قبل وصولهم إلى الجهة المقابلة.