كشف رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية خنشلة بوزيد زديرة زوال أمس الثلاثاء، أن التحاليل المخبرية التي أجريت على مياه منبع عين الكرمة بعاصمة الولاية، كشفت عن وجود ميكروبات ناتجة عن تلوث المياه بالفضلات البشرية؛ مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك مؤقتا، فيما أحصت المصالح الصحية منذ يوم الأحد الفارط 90 حالة تسمم، بما فيها 52 حالة إصابة بالإسهال.

وكانت المصالح الاستعجالية لمستشفى علي بوسحابة، قد استقبلت منذ مساء الأحد وصبيحة الإثنين، 52 حالة إصابة بالإسهال مصحوبة في بعض الأحيان بآلام في البطن من فئات عمرية مختلفة. وقد تم التكفل الطبي على مستوى ذات المصالح بهذه الحالات بدون تسجيل أي حالة خطيرة. كما أن جميع الحالات تم إسعافها بدون اقتضاء دخولها المستشفى. 

وقد تم تسجيل حوالي 90 حالة تسمم بدون خطورة منذ الأحد المنصرم بسبب استهلاك المواطنين مياه منبع عين الكرمة. وفي ظل الغموض الذي يكتنف تسييره تبادلت المصالح المعنية الاتهامات، وحمّلت مسؤولية مراقبة هذا المنبع، الذي يعود، حسب رئيس مصلحة الاستغلال بمؤسسة الجزائرية للمياه نبيل شخاب، إلى الحقبة الاستعمارية. ورغم أنه منبع غير خاضع للرقابة إلا أن المواطنين إلى غاية كتابة هذه الأسطر لازالوا يتموّنون بمياهه بصفة عادية، مناشدين المسؤولين المحليين التدخل، نافيا أي دخل للمؤسسة في تسيير المنبع.

من جهته، رئيس مكتب حفظ الصحة ببلدية خنشلة الطبيب هشام بلمكي، نفى مسؤولية المكتب حول ما حدث، موضحا أن لجنة الدائرة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات بشأن إغلاقه من عدمه.

وفي ظل الوضعية الحالية الحرجة على المستوى الصحي، نادت مختلف الأطراف الفاعلة إلى ضرورة الاستعجال في إغلاق منبع عين الكرمة العتيق، تفاديا لمضاعفات خطيرة على صحة المواطنين، خاصة أن الصحة العمومية مهددة، الأمر الذي يستلزم تكاثف الجهود وتفادي تبادل التهم بتغليب المصلحة العمومية على أشياء أخرى.