بلدية الجزائر الوسطى أرسلت إعذارات لأصحابها لإعادة تهيئتها

80 محلا تجاريا موصدا منذ سنوات

80 محلا تجاريا موصدا منذ سنوات
  • القراءات: 774
حنان. س حنان. س

تحولت المحلات المهملة وغير المستغلة من قبل أصحابها ببلدية الجزائر الوسطى إلى أوكار لكل مظاهر الانحراف، حيث أصبحت من بين النقاط المشبوهة التي يرتادها بعض المنحرفين، مثلما أكده لنا بعض التجار المُمارسين بالقرب من تلك المحلات. وحسب تصريح السيد عبد الحكيم بطاش، رئيس البلدية لـ "المساء"، فإن عدد المحلات المغلقة والمُهملة يصل إلى 80 محلا، أرسلت لأصحابها إعذارات بإعادة فتحها أو التنازل عنها.. منها محلات أعيدت تهيئتها وفتحها خلال 2015. ... حسب معاينة "المساء"، فإن هناك العديد من المحلات التجارية المغلقة بشارع العربي بن مهيدي، يظهر جليا عليها أنه لم يتم بعث أي نشاط تجاري بها لسنوات طويلة، لتبقى مجرد أطلال، في الوقت الذي امتدت أيادي العبث والتخريب لمحلات أخرى، لتتحول بذلك إلى مراحيض عمومية ومزابل قائمة وحتى "نواد" للعلب الورق وغيرها وأيضا مأوى لبعض السلوكات المنحرفة، مثلما اعترف لنا به أصحاب محلات تجارية بالقرب من المجلات الموصدة. فمثلا، هناك محل تجاري كبير بالشارع الرئيسي ابن مهيدي، كان لسنوات وكرا لمنحرفين يتناولون فيه الممنوعات، حيث كان من السهل كسر القفل الحديدي ودخوله، يقول لنا تاجر بالقرب من ذلك المحل الذي رميت به زجاجات خمر وملابس قديمة لشباب كانوا يقضون لياليهم هناك، والمحل اليوم موصد بباب حديدي وبعض أوراق الكرتون، مما يزيد في تشويه وجه الشارع!

وفي نفس الشارع، وقفنا أمام محل آخر موصد تظهر حالته الخارجية والداخلية أنه مهجور منذ سنوات طويلة، حيث كان فيما مضى مطعما مثلما كان مُدونا على لافتة أعلاه، على درجة كبيرة من الإهمال، فقد رميت على مستواه الكثير من بقايا مواد البناء التي يكون أصحابها قد تخلصوا منها برميها في المحل القريب. "المساء" اقتربت من مواطن مُسنٍ كان جالسا بمدخل بناية قرب المحل التجاري المغلق محل معاينتها، وبالصدفة، اتضح أن المواطن هو صاحب المحل المغلق، أو على الأقل ذلك ما أكده! سألناه عن أسباب غلقه للمحل ولماذا لم يتم التنازل عنه لصالح أشخاص آخرين سواء عن طريق البيع أو الكراء من أجل إعادة بعث الحركة التجارية به عوض تركه كمجمع للنفايات أو للمنحرفين، فقال بصريح العبارة إنه يفضل تركه موصدا ولا يضعه تحت تصرف الآخرين "حتى يعبثون به"، على حد تعبيره، يقول: "هذا المحل الذي ترونه كان مطعما في سنوات الستينات ولأسباب كثيرة أوصدت أبوابه منذ أكثر من 25 سنة، وأفضّل تركه هكذا حتى وإن علمت أن بعض المنحرفين اتخذوا منه مأوى لهم ولن أبيعه ولن أعيد فتحه". نفس الصورة مستنسخة بشارع الإخوة بلعقون، أين وقفنا على عشرات المحلات الموصدة التي كانت في الممرات الضيقة المتفرعة عن الشارع. لما سألنا بعض السكان إن كانوا قد اشتكوا أمر المحلات الموصدة للجهات المعنية، أو أنهم يعرفون أسباب غلقها وتركها كالأطلال، قيل لنا بأنها محلات لها أصحابها وأكثريتها موصدة بسبب "الفريضة"، أي خلافات بين الورثة بعد وفاة صاحب المحل. ومثلما كشف عنه السيد رئيس بلدية الجزائر الوسطى لـ"المساء"، تم إحصاء، في تحقيق أطلق قبيل سنتين لمعرفة عدد المحلات الموصدة، ما يصل إلى 80 محلا تجاريا مغلقا لأسباب مختلفة، مع الإشارة إلى أنها محلات تقع خصيصا في الشوارع الرئيسية للبلدية، على غرار زيغود يوسف والعربي بن مهيدي وعسلة حسين و"باستور" وغيرها.

وأوضح السيد بطاش أن أقل مساحة لمحل مغلق تصل إلى 120 مترا مربعا، وتتراوح طبيعة التجارة فيها بين المواد الغذائية والإطعام وغيرها من الخدمات، وقال بأنه في إطار تحسين وجه البلدية، خاصة أنها سياحية بامتياز، تم إرسال إعذارات لأصحاب تلك المحلات المغلقة إما بإعادة فتحها أو التنازل عنها، مؤكدا أن نتائج هذه الإعذارات بدأت تظهر، حيث تم خلال عام 2015 إعادة فتح محلات وتهيئة أخرى، ومنها إعادة فتح محل محمد راسم بشارع "باستور" أوصد لأكثر من 10 سنوات، فيما أعيدت تهيئة وفتح نزل ‘المُفاوض’ الذي أغلق لأكثر من 15 سنة بشارع العربي ابن مهيدي، كما عرف دكان طالب عبد الرحمان، إعادة التهيئة والفتح بـ"أودان"، كما عرف المحل ذائع الصيت "الميلك-بار" أشغال إعادة تهيئة مؤخرا، فيما تعمل لجنة خاصة على متابعة سير الأشغال على مستوى المحلات الأخرى والوصول أخيرا إلى نتائج نهائية مع المُستأجرين سواء بإعادة التهيئة أو التنازل النهائي. وأشار السيد بطاش من جهة أخرى، إلى انطلاق أشغال إعادة تهيئة النفق التجاري المحاذي للبريد المركزي الموصد بسبب أشغال "الميترو"، موضحا أن أشغال إعادة التهيئة أسندت لمؤسسة خاصة وانطلقت الأشغال قبيل شهرين تحديدا، في انتظار انتهائها في غضون 3 سنوات تقريبا، موضحا أن وجه النفق التجاري سيتغير كلية، حيث من المنتظر أن تكون واجهته زجاجية، مما يزيد من جمالية المكان وينعكس على الحركة السياحية ببلدية الجزائر الوسطى.