لأسباب متعددة

64 مخبزة ببومرداس توقف نشاطها

64 مخبزة ببومرداس توقف نشاطها
  • القراءات: 1989
❊ حنان.س ❊ حنان.س

أفاد رئيس الاتحادية الولائية للخبازين، محمد ساهل، أن سنة 2018 شهدت غلق 64 مخبزة عبر مختلف بلديات ولاية بومرداس، مرجعا السبب إلى الخسارة التي يتكبدها أصحابها، سواء بسبب هامش الربح، أو بسبب المنافسة غير الشريفة، أو ما أسماها "البيع الأسود للخبز"، قائلا؛ إن الخباز يتحمل الخسائر دون لجوئه إلى "خلق البلبلة"، معربا عن أمله في أن تصل الوصاية قريبا إلى حلول ترضي جميع الأطراف.

سجلت بلدية زموري في بومرداس، بداية الأسبوع الجاري، غلق ثلاث مخابز دفعة واحدة، لأسباب أرجعها رئيس الاتحادية الولائية للخبازين محمد ساهل، إلى الخسائر التي باتت تثقل كاهل الخبازين بسبب هامش الربح، وأضاف في تصريح لـ«المساء"، أن هذه الظاهرة ليست حكرا على ولاية بومرداس، إنما تمس كافة ولايات الوطن، متحدثا عن فقدان أزيد من خمسة آلاف مخبزة طوال السنوات الماضية لنفس السبب، مؤكدا أن هذه المسألة مطروحة على الجهات الوصية من طرف الاتحادية الوطنية للخبازين، في انتظار ما ستسفر عنه نتائجها التي ينتظرها الخبازون على أحر من الجمر.

على المستوى الولائي، أوضح المتحدث أن بومرداس شهدت خلال عام 2018، توقف نشاط 64 مخبزة عبر كامل بلدياتها الـ32، ليصبح عددها اليوم 125 مخبزة فقط، بعد أن كانت سابقا في حدود 264، وقال إن السبب لا ينحصر فقط في هامش الربح، إنما كذلك في البيع الفوضوي لهذه المادة واسعة الاستهلاك، حيث يؤكد أن هناك نشاط غير رسمي لبعض الدخلاء على المهنة، يمارسون صناعة الخبز دون سجلات تجارية، ودون احترام أدنى الشروط، مما يجعلهم "يكسرون الأسعار، حيث يبيعون الخبزة الواحدة لمحلات المواد الغذائية أو المساحات التجارية أو حتى المطاعم بخمسة دنانير فقط ودون فواتير"، وهو ما أكده لـ«المساء"، خبازون أعضاء في الاتحادية، دعوا من جهتهم، السلطات المعنية إلى تكثيف الرقابة والحد من هذه الأنشطة الموازية، التي تضر بالمستهلك والتاجر النظامي على حد سواء.

فيما أشاروا إلى تسجيل فوضى من نوع آخر، تتعلق بالفتح العشوائي للمخابز، لاسيما في المدن، دون احترام المعايير، حيث استفيد من النقاش مع محدثينا، أن المعمول به أن تكون المسافة الفاصلة بين كل مخبزة وأخرى على الأقل 500 متر، حيث أن كل خباز يمكنه تغطية طلب ساكني الحي الذي يعمل به، لكن المسجّل حاليا فتح في الحي الواحد قرابة مخبزتين إلى ثلاث، وهو ما ينجر عنه خسارة مئات "الخبزات" يوميا، ويزيد في متاعب الخبازين، ناهيك عن تكاليف صيانة العتاد ونقص اليد العاملة، التي اتّفق محدثونا، في هذا الصدد، على أن هذه المهنة في طريق الزوال بسبب عزوف الشباب عن تعلمها وتفضيل صناعة الحلويات والبيتزا.

بالنظر إلى هذه الصعوبات، نفى محدثونا لجوء الخبازين إلى أي نوع من الاحتجاج أو الإضراب مستقبلا، رغم الخسارة التي يتكبدونها، في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية واليد العاملة والكهرباء والغاز، حيث أن 35٪ من عدد المخابز في بومرداس تشتغل بالمازوت، مما يزيد في الأعباء. وأكد محمد ساهل أن "الخباز يعمل في هذه الظروف، مفضلا الانسحاب في صمت"،  مضيفا "لدينا أمل في أن تسمع وزارة التجارة مطالبنا برفع هامش الربح للخباز، حتى يتمكن من تحقيق التوازن"، فيما دعا رئيس الاتحادية الولائية للخبازين إلى إدراج هذه المهنة ضمن المهن الشاقة لاستفادة عمالها من التقاعد المسبق.

عن تنظيم بيع الخبز وفق الشروط الصحية والتنظيمية المعمول بها، طالب محدثنا السماح للخباز بفتح نقطة بيع الخبز في الأحياء الجديدة، بالنظر إلى التوسع السكاني والعمراني المسجل في مدن الولاية، وهي الخطوة التي أكد أنها ستقضي على التوزيع الفوضوي للخبز، موضحا أنها ستسمح للخباز ببيع الخبز مباشرة للزبائن،  عوض بيعه في محلات المواد الغذائية غير المرخصة، وهو ما قد يؤثر على الصحة العمومية، كون الخبز مادة حساسة جدا للخباز، حيث يتمّ عرضها بالقرب من مواد التنظيف، وتتطلب شروطا صحية صارمة، حسب تأكيد المسؤول.

20 ألف خبزة للتضامن يوميا عبر الوطن

أكد رئيس الاتحادية الولائية للخبازين ببومرداس، عضو الاتحادية الوطنية للخبازين محمد ساهل، أنه يتم تقديم 20 ألف خبزة يوميا عبر الوطن، في سياق العمل التضامني، أي بمعدل يومي يصل إلى خمس خبزات لكل خباز عبر الولايات، مؤكدا أن هذا العمل الخيري يدخل في سياق التضامن الداعم للحملة الوطنية، داعيا في المقابل،  المواطنين إلى ترشيد استهلاك هذه المادة، لتفادي تبذيرها.