خصصت السلطات العمومية بولاية وهران غلافا ماليا لا يقل عن 42.2 مليار سنتيم لتعويض المواطنين الملاّك لمجموع الأراضي التي يعبرها مشروع الطريق الاجتنابي الخامس الذي يجري إنجازه ما بين منطقة كريشتل إلى غاية بلدية الكرمة، على طول 21 كلم، والذي انطلقت أشغال إنجازه منذ العام الماضي من قبل شركات وطنية وأخرى دولية على عدة أشطر، حيث من المفروض أن يتم استلامه قبل نهاية العام المقبل 2016.
وقامت السلطات العمومية في هذا الإطار، بإحصاء كافة المعنيين بعملية التعويض التي أكد والي وهران بخصوصها أنه يجب أن تتم في آجالها القانونية حتى يشعر المواطن بأن "دولته تقوم بالواجب اتجاهه"، زيادة على أن عملية إنجاز هذا الطريق الاجتنابي الذي خصصت له السلطات العمومية غلافا ماليا مهما لا يقل عن ألف مليار سنتيم، تعرف تقدما نسبيا في الأشغال.
ومن هذا المنطلق، فإن كل العراقيل التي كانت تواجه المشروع على أرض الواقع قد تم حلها لاسيما تلك المتعلقة بتحويل مختلف شبكات نقل الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والغاز الطبيعي والهاتف الثابت.. وغيرها. أما فيما يتعلق بإنجاز الأشغال، فإنه لا بد من التذكير بأن هذا المشروع التنموي المهم قد تم تقسيمه إلى خمسة أجزاء، وقد وصلت نسبة إنجازه إلى ما بين 50 و 70 بالمائة، حسب مختلف الشركات المنجزة له.
ويذكر أن الدراسات التقنية الأولية التي قام بها مهندسو مكاتب الدراسات الخاصة بالمشروع المذكور، توصلت إلى أن عملية إنجازه من أجل فك العزلة على الكثير من البلديات والأحياء العمرانية ستكلف ميزانية لا تقل عن 900 مليار سنتيم، إلا أن الدراسات التقنية المكملة له توصلت إلى أن إنجازه النهائي بمختلف المحولات والمنشآت الفنيةالمختلفة من جسور ومحولات، ستكلف ألف مليار سنتيم، وهو الأمر الذي أدى بالسلطات العمومية المحلية إلى مراسلة الوزارة الأولى والوزارة الوصية من أجل الموافقة على استكمال كل المبلغ المالي بهدف إتمام عمليات الانجاز في آجالها القانونية المحددة وفق دفتر الشروط.
ويذكر بالمناسبة، أن هذا الطريق الاجتنابي الذي ينطلق من دوار بلقايد بالمنزه غير بعيد عن القطب الجامعي، يعبر بلديات بئر الجير وحاسي بونيف وسيدي الشحمي والبرية والسانيا، وصولا إلى الكرمة على مسافة إجمالية تعادل 21 كلم، علما أن هذا الطريق يتم إنجازه على مسار طريق مزدوج باتجاهين ورواق التوقف الضروري بالاتجاهين الاثنين. أما عن الشركات المنجزة له، فهي خمس شركات مكلفة بإنجاز الطريق وأربع شركات أخرى مستقلة عن الأولى مكلفة بإنجاز المنشآت الفنية الأخرى.
ومن شأن عملية تسجيل هذا الطريق الاجتنابي، حل الكثير من المشاكل المرورية التي يعاني منها السائقون الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى دخول العديد من الأحياء الحضرية هروبا من الازدحام المروري، وهو ما يكلف الكثير من الوقت والتأخر، إلا أن عملية إنجاز هذا المشروع من شأنها توفير الكثير من الوقت للسائقين المتوجهين إلى ولاية مستغانم شرقا أو ولاية عين تموشنت غربا، زيادة على القضاء على الكثير من النقاط السوداء التي تعاني منها ولاية وهران بالخصوص، كونها واحدة من أهم الولايات التي يقصدها الآلاف من المواطنين طوال أيام السنة من أجل قضاء حاجياتهم.