داء السرطان بالوادي

3 آلاف حالة جديدة منذ 2018

3 آلاف حالة جديدة منذ 2018
  • القراءات: 781

سجلت أكثر من ثلاثة آلاف حالة جديدة لداء السرطان بين السنة الماضية ونهاية شهر يناير 2019 في ولاية الوادي، حسبما أفاد به مسؤولو المكتب الجهوي لجمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان، وتم إحصاء 2.000 حالة لدى الجمعية لوحدها، من خلال إيداع طلبات التكفل  بإجراءات المرافقة الصحية والمتابعة الطبية والمساعدات الإنسانية، لاسيما المالية منها فيما تعلق بمصاريف النقل والتوجيه والإيواء، باعتبار أن أغلب  المصابين من فئات هشة، كما أوضح لـ"وأج"، رئيس مكتب الجمعية.

تشير إحصائيات قطاع الصحة المسجلة لدى خلية الإصغاء بالجمعية، إلى  أن داء السرطان يصيب شهريا أزيد من 37 شخصا، ويفتك بحياة 20 آخرين في نفس المدة الزمنية (شهر)، وهي إحصائيات "مقلقة"، مثلما ذكر السيد محمد الزغدي، حيث صرح أن العديد من حالات الإصابة بهذا المرض الخطير، لاسيما على مستوى القرى المعزولة والمناطق النائية، لم يتم إحصاؤها، بسبب عدم توفر خدمات التغطية الصحية، لاسيما فيما يتعلق بحملات الكشف المبكر عن الداء، باعتبارها الآلية الناجعة لاحتواء انتشاره.

أرجع المتحدث ارتفاع عدد الحالات وعدد الوفيات، إلى التأخر في الكشف عن هذا الداء في مراحله الأولى، قبل بلوغه المرحلة الثالثة، والتي تعد مستعصية تستدعي خضوع المصاب إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي، وأحيانا إلى العناية الطبية المركزة. تتوزع أغلب تلك الحالات بين سرطانات الثدي وعنق الرحم لدى النساء، والرئة والقولون والبروستات عند الرجال، وسرطان الدم لدى الأطفال، حيث تسجل أزيد من 80 بالمائة من الحالات في أوساط العنصر النسوي.

ضمان العلاج الكيميائي بمركز مكافحة السرطان

في إطار التكفل الأمثل بمرضى السرطان، تم وضع المركز الجهوي لمكافحة السرطان (140 سريرا) حيز الخدمة في أفريل 2018 بالوادي، يضمن حاليا لمرضى السرطان العلاج الكيميائي، فيما ينتظر أن تدخل باقي الخدمات الطبية الثمانية المبرمجة به خلال شهر أفريل القادم، استنادا لمسؤولي قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.   

يأتي هذا المرفق الطبي الهام، في إطار تجسيد الخريطة الصحية الوطنية المسطرة من طرف الوزارة الوصية، الرامية إلى تحقيق تكفل أفضل بمرضى السرطان، الذي يراه المواطن (م.غ)، وهو مصاب بهذا الداء الخطير، أن المركز الجهوي لمكافحة مرضى السرطان بالوادي "لا زالت خدماته تقتصر على العلاج الكيميائي، لتبقى باقي الخدمات الطبية تجرى في العيادات الخاصة، لاسيما ما تعلق بالتشريح المرضي للعينات التي تأخذ بعد إجراء العمليات الجراحية"، فضلا عن التحاليل الطبية، وهي الإجراءات ومراحل العلاج الضرورية التي تستهلك مبالغ مالية "باهظة"

من ناحيته، أشار السيد (م.ص. ش) والد الطفل المريض (هـ. ش)، أن هذا المرفق الطبي لا يقدم "الخدمات للأطفال المصابين بداء السرطان"، وهو ما أدى بالعديد من أولياء الأمور إلى التنقل إلى مراكز أخرى بباقي الولايات، التي تبعد عن مدينة الوادي في أغلب الحالات، بأزيد من 400 كلم، وهو ما يكلفهم "أعباء مالية ثقيلة"، فضلا عن "إجراء العديد من مراحل العلاج في العيادات الخاصة".

ينتظر أن تتدعم "قريبا" هياكل إيواء المرضى بمركز استقبال تابع للمكتب الجهوي لجمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان، في إطار مساهمة الجمعيات ذات الطابع الصحي في تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، وبلغت نسبة إنجاز هذا المرفق ذي الطابع الاجتماعي، الموجه أساسا للتكفل بخدمات إيواء ونقل مرضى السرطان القادمين من الولايات المجاورة مراحل "جد متقدمة"، مثلما جرى توضيحه.

يضم المركز (50 سريرا) الواقع بحي "أول نوفمبر" بوسط مدينة الوادي،  بالإضافة إلى غرف الإيواء، مطعما ومكتبة وصيدلية وقاعة علاج، حيث تكفلت الجمعية بمختلف جوانب التمويل المالي المتعلقة بإجراءات الدراسة المعمارية والعمرانية للمشروع وتجسيده .

شبكة وطنية للأطباء للتكفل الأمثل

أبرز العديد من الأطباء (من أخصائيين وعامين) على مستوى المصالح الطبية والجراحية للأورام السرطانية بالوادي، أهمية التفكير في إنشاء شبكة وطنية للأطباء، بهدف التكفل الأمثل بالحالات المصابين بمرض السرطان.

تم التأكيد في تصريحات لـ«وأج"، على أن هذه الشبكة ستكون فضاء طبيا علميا مفتوحا، سواء للأطباء المختصين أو العامين، الموكلة لهم مهمة تسيير المصالح الطبية والجراحية للأورام السرطانية، وستكون كذلك بمثابة منتدى علمي طبي دوري لهذه الفئة من الممارسين، لتبادل الأفكار العلمية والخبرات الطبية، باستخدام وسائط الاتصال الحديثة. كما أبرزوا من جهة أخرى، أهمية دور الجمعيات في عمليات الوقاية والتحسيس بأهمية الكشف المبكر لمرض السرطان.

أثبتت تجارب الجمعيات المهتمة بالتكفل بمرضى داء السرطان "نجاعتها" في آلية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مثلا، من خلال مساهمتها الفعالة في عمليات التوعية في الوسط النسوي، وأصبحت تلك الجمعيات -حسبهم- في الكثير من الأحيان، النافذة الصحية الوحيدة للعديد من شرائح المجتمع، لاسيما القاطنين منهم بالمناطق المعزولة والقرى النائية،  الذين تخصص لهم دوريا قوافل طبية تحسيسية وعلاجية.