مجلس قضاء وهران

20 سنة سجنا لقاتلة صديقتها

  • القراءات: 2705
شهيناز/ ب ‏ شهيناز/ ب ‏
نظرت محكمة وهران أول أمس، في إحدى أغرب القضايا التي لم يسبق وان تم الفصل فيها امام محكمة الجنايات ‏سابقا، حيث قضت بـ 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمة «م. منال» البالغة من العمر 29 سنة، بعد ثبوت تورطها في ‏جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتي ذهبت ضحيتها طالبة جامعية في العشرينات من عمرها بعد ‏ان كانتا خليلتين تربطهما علاقة عاطفية، وكانتا تقيمان معا بنفس الشقة. ‏

وقد سبق وان التمست النيابة العامة تسليط نفس العقوبة على المتهمة، مستنكرة بذلك الافعال التي ارتكبتها في حق الضحية، ‏مشيرة إلى الخطر الكبير الذي تشكله على نفسها وكذا على المجتمع بالنظر الى اخلاقها وسيرتها السيئة داخل المؤسسة العقابية اثر ‏اقدامها على ضرب إحدى المحبوسات ضربا مبرحا بسبب مناوشات كلامية بينهما مما جعلها توضع في عزلة داخل الحبس.‏

احداث القضية تعود إلى تاريخ 20 اوت 2011 حسب قرار الإحالة، حيث كانت الساعة حوالي السابعة والنصف مساء، عندما  تم ‏اخطارالشرطة المكلفة بالمناوبة عن حادث السقوط  الذي راحت ضحيته المدعوة (ش.أ)، حيث تم التنقل الى عين المكان ومعاينة ‏الجثة وأوقفت المتهمة، التي تبين بأنها صديقتها التي كانت تقيم معها بنفس الشقة، والتي صرحت عند استجوابها من قبل الضبطية ‏القضائية، انها تعرفت على الضحية منذ 4 اشهر وكانت تنقلها من حين الى آخر بواسطة سيارتها حتى انها اصبحت زبونة لديها ‏وصديقة لها، وفي بداية شهر اوت قامت بإيجار شقة بحي النور  بالطابق السابع، وطلبت منها الضحية ان تقيم معها، هروبا من ‏المشاكل العائلية التي كانت تعيشها بالمنزل، واضافت انها يوم الوقائع استيقظت من نومها على الساعة الثانية بعد الزوال واشعلت ‏التلفاز، وبينما كانت الضحية تقوم بغسل الاواني وتنظيف الملابس وحوالي الساعة الرابعة هاتفت والدتها وابلغتها بأنها متواجدة ‏باليونان، وكان الكلام بينهما عاديا جدا، ثم اضافت انها رجعت الى المطبخ وواصلت عملها بينما كانت هي مستلقية في فراشها ‏ونادتها عدة مرات لكنها لم تجدها، الامر الذي جعلها تنهض وتتوجه نحو الغرفة، وهناك لم  تعثر على الضحية، وفورا اتجهت نحو ‏الشرفة المتواجدة بالمطبخ، فشاهدت الضحية على الارض ملقاة على ظهرها وهذا ما جعلها تطرق باب جارتها لتخطرها بالحادث، ‏مؤكدة انها لم تتشاجر مع الضحية وانها لا تعلم كيف سقطت من الشرفة. عندما استمعت مصالح الضبطية القضائية لوالدة الضحية، ‏أكدت أن هذه الاخيرة خرجت من المنزل بتاريخ 21 جويلية 2011 على الساعة العاشرة صباحا لشراء بعض الاغراض المنزلية ‏بعين الترك، ليتبين لاحقا أنها اخذت معها جواز سفرها وشهادة ميلاد «س 12»، بالاضافة الى شهادة البكالوريا وكل الوثائق ‏الخاصة بها، وتركت رسالة خطية جاء فيها انها خرجت من المنزل، لانها كانت «مخنوقة» وتريد ان تكون متحررة، وبعد مرور ‏ثلاثة أيام تلقت رسالة عبر الهاتف تخطرها وتبلغها بأنها تحبها وطلبت منها الصفح عنها وأبلغتها انها متواجدة بالخارج في اليونان ‏وهي بصدد تسوية وضعيتها، كما انه يوم الوقائع وبعد الزوال اتصلت بها الضحية وأبلغتها انها نادمة على تصرفها لتخبرها الوالدة ‏بدورها بأنها صفحت عنها وطلبت منها العودة الى البيت، لتتلقى في نفس اليوم على الساعة التاسعة ليلا مكالمة هاتفية من رقم ثابت ‏حدثتها فتاة اخبرتها بأن ابنتها توفيت، حيث أكدت الوالدة أنها تشك بأن المتهمة هي من قامت بقتلها، لان ابنتها أخذت كل ‏المجوهرات عند خروجها من البيت وصلت قيمتها 250 مليون سنتيم، وان تصرفات ابنتها تغيرت منذ ان تعرفت على المتهمة. وقد ‏شككت شقيقة الضحية في كونها قامت برمي نفسها من الشقة، لانها كانت طموحة تحب الحياة. نفس الاقوال جاءت على لسان زوج ‏امها الذي اكد بأنها كانت تطمح دائما الى السفر الى المهجر من أجل اتمام دراستها. هذا كما استمع رجال الضبطية القضائية الى ‏تصريحات الجيران الذين أكدوا بأنهم سمعوا على الساعة السادسة مساء صوتا مرتفعا من الشقة التي تقيم فيها الضحية دام حوالي ‏ساعة وبعد ذلك سمعوا المتهمة تدق باب الجار وتخطره بأن الضحية قد ألقت بنفسها من الشقة.‏

المتهمة اعترفت بممارستها السحاق مع الفتيات وانها تتسم بصفات الرجال وانها كانت تفعل ذلك مع الضحية وانها يوم الوقائع ‏ضربتها ضربا مبرحا بواسطة سلك شحن البطاريات عندما علمت بأنها على علاقة مع فتاة اخرى تبين انها كانت منذ سنة صديقة ‏الضحية قبل ان تتحولا الى خليلتين حيث تم استدعاء تلك الاخيرة خلال التحقيق، مع العلم أنها كانت رهن الحبس المؤقت عن جنحة ‏السياقة في حالة سكر للإدلاء بشهادتها وكشف ملابسات القضية، فصرحت انها حاولت مرات عديدة مساعدة الضحية كي تتخلص ‏من المتهمة التي كانت تشبعها ضربا الا ان الضحية صرحت لها بأنها لا تستطيع كونها كما اضافت لها تتلقى اخطر الضربات من ‏المتهمة وليس بوسعها فعل أي شيئ بحكم الديون التي على عاتقها والتي يجب ان تسددها للمتهمة. التقرير الطبي لتشريح الجثة اثبت ‏أن الضحية قد تعرضت للضرب المبرح قبل الوفاة وهو الذي اثبته التحقيق القضائي حيث تبين ان المتهمة هي المسؤولة عن وفاة ‏الضحية وانها ارتكبت تلك الافعال بدافع الغيرة وعدم قبول انفصال الضحية عنها عندما حاولت السفر الى اوروبا من اجل اتمام ‏دراستها. وقد اثبت البحث الاجتماعي ان المتهمة تجالس الرجال ‏‎

وتتصف بصفاتهم كما انها مسبوقة بقضايا العنف. هيئة الدفاع طالبت بالبراءة لانعدام اي دليل مادي يدين المتهمة، خاصة فيما ‏يتعلق بظروف القتل، الا ان هيئة المحكمة اقتنعت بمسؤولية هذه الاخيرة في هذه الافعال وقضت بـ 20 سنة سجنا نافذا في حقها ‏حتى تكون عبرة لمن يعتبر.‏