قافلة تحسيسية تجوب جل بلديات بومرداس

13 وفاة في أحواض مائية منذ بداية ماي الجاري

13 وفاة في أحواض مائية منذ بداية ماي الجاري
  • القراءات: 554
حنان. س حنان. س

انطلقت من مقر ولاية بومرداس، أول أمس، قافلة الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وكذا التحسيس من خطر السباحة في البرك والسدود، التي تضم مختلف الشركاء من مصالح الحماية المدنية، والغابات، والدرك الوطني، ومديرية الفلاحة، والكشافة، وتجوب عدة بلديات، لا سيما الريفية منها. وهدفها ترسيخ الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على الغطاء النباتي، ناهيك عن النأي بالأطفال والمراهقين عن خطر الغرق في المسطحات المائية غير المراقَبة. وعلى هامش هذا الحدث تم الكشف عن حصيلة مرعبة لعدد الغرقى في ظرف زمني قصير!

يعود الحديث عن خطر حرائق الغابات وما تخلفه من آثار بيئية واقتصادية واجتماعية، بمجرد ارتفاع درجات الحرارة باقتراب حلول الموسم الصيفي، خاصة أن الأيام الأخيرة من شهر ماي الجاري، سجلت ارتفاعا قياسيا، أدى ببعضهم إلى قصد الشواطئ للسباحة حتى قبل فتحها برسم الموسم الجديد، بينما فضّل آخرون قصد السدود والأحواض المائية للانتعاش، غير آبهين بما قد تشكله هذه الخطوة من خطر، أقصاها فقدان الحياة. وتشير حصيلة ماي الجاري للمديرية العامة للحماية المدنية، إلى تسجيل 23 حالة وفاة، منها 13 وفاة في البرك المائية، و10 في الشواطئ قبيل الانطلاق الرسمي للموسم الصيفي 2022.

وفي هذا السياق، انطلقت من مقر ولاية بومرداس يوم 24 ماي الجاري، القافلة التحسيسية للتوعية والتحسيس من مخاطر حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، من تنظيم مشترك لعدة مصالح، منها الحماية المدنية، ومديريتا الغابات والفلاحة، إضافة إلى مصالح الدرك الوطني، ومؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها الكشافة الإسلامية الجزائرية بإشراف مصالح ولاية بومرداس. القافلة تجوب عدة بلديات خاصة الجبلية والريفية، توزع خلالها مطويات تحمل عدة نصائح لتجنب وقوع حرائق الغابات أو المحاصيل الزراعية، ناهيك عن التحسيس من مخاطر السباحة في الأحواض المائية، في وقت تحصي بومرداس 350 حوض مائي، موزعة على عدة بلديات، عدد كبير منها غير مراقَب بالنظر إلى أن بعض الفلاحين يقومون بحفر الأحواض المائية لسقي مزروعاتهم بدون طلب إذن مسبق من المصالح المعنية، وفق ما ألعنت عن ذلك السيدة آسيا تيغيلت رئيسة مكتب الري الفلاحي بمديرية الفلاحة ببومرداس، في تصريح لـ المساء على هامش إطلاق القافلة.

وأوضحت المتحدثة أن هذه الأحواض المائية يتراوح عمقها ما بين 6 و10 أمتار، وهي غير مسيَّجة، مما يشكل خطرا حقيقيا على الأطفال وكل من يقصدها من أجل السباحة. وكذلك الشأن بالنسبة للحواجز المائية ـ وعددها 20 حاجزا بالولاية ـ التي قالت المتحدثة بأنها كمسطحات مائية، سجلت نسبة امتلاء كبيرة بفضل التساقط الأخير للأمطار، وهو ما يشكل خطرا آخر بالنظر إلى قصد البعض هذه المسطحات من أجل الانتعاش خلال الموسم الصيفي خاصة بالمناطق الداخلية البعيدة عن الشواطئ، لذلك جاءت هذه القافلة، التي سنحرص خلالها على تقديم نصائح لتجنب السباحة في الأحواض والحواجز المائية والسدود، تقول محدثنا، ملفتة إلى مشاركة ذات المصالح، في التوعية من خطر حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، على اعتبار أن موسم الحصاد بات وشيكا، علما أن ولاية بومرداس تحصي مساحة تقدر بـ 2400 هكتار من الحبوب، ومساحات أخرى واسعة من الأشجار المثمرة.

ومن جهته، قال الرائد عدنان سواحلية قائد كتيبة بومرداس للدرك الوطني في معرض حديثه إلينا، بأن دور أعوان الدرك يتلخص، بالأساس، في التنسيق مع مختلف المصالح والشركاء في حال تسجيل أي كوارث، ومنها حرائق الغابات، مؤكدا على أهمية حفظ النظام من طرف شرطة النظام، وإبعاد الفضوليين في مثل هذه الحالات؛ تسهيلا لوصول فرق التدخل أو الإعانات ومختلف الإمدادات، وقائلا في هذا السياق إن المواطنين يُبدون هنا تفهما كبيرا، بل كثيرا ما يكونون أول المتدخلين في محاولة لصد الحريق أو إبعاد الناس عن الأخطار، داعيا جموع المواطنين إلى التجاوب الإيجابي مع هذه القافلة، الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح بالدرجة الأولى، والغطاء النباتي أيضا، بدون إغفال الاتصال بالرقم الأخضر للدرك الوطني، الذي يبقى تحت الخدمة.

وبالمثل قال ملازم أول حسين بوشاشية مكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، مذكرا المواطنين بالأرقام الخضراء للاتصال في حال حدوث أي خطر، ومؤكدا، من جهته، على أهمية هذه القافلة التوعوية ذات الأهداف النبيلة، التي تنظم بالتنسيق مع عدة شركاء. كما لفت إلى أهمية التحسيس المتواصل بأخطار حرائق الغابات، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة، ومخاطر السباحة في الأحواض المائية، التي باتت، مؤخرا، تشكل مصدر قلق كبير بتسجيلها عدة حوادث غرق، ملفتا إلى كون هذه القافلة تجوب معظم بلديات ولاية بومرداس، مع التركيز، خاصة، على المناطق الريفية ومناطق الظل، كما ستدوم طيلة الموسم الصيفي.