عرفت ولاية الطارف في الآونة الأخيرة، تكملة للخريطة الاستثمارية في المجال السياحي والصناعي اعتماد 11 مشروعا استثماريا في مجال تربية الأسماك، أو ما يعرف بتربية المائيات ببلديتي القالة وشاطئ البطاح ببلدية الشط، حسبما أفاد به مدير الصيد البحري لولاية الطارف، حميد براهمية في حديثه لـ"المساء"، مشيرا إلى أنّ هذه المشاريع الاستثمارية أفرجت عنها اللجنة الولائية لترقية الاستثمار برئاسة والي ولاية الطارف السابق محمد لبقة، الذي رافق المستثمرين من بداية إيداع الملفات إلى غاية انطلاق هذه المشاريع الاستثمارية الضخمة التي كانت تفتقر لها ولاية الطارف.

تتمثل هذه المشاريع في 5 مشاريع استثمارية لتربية سمك القجوج وذئب البحر بمنطقة الجبل (شرق القالة)، 3 مشاريع لتربية الأصداف وبلح البحر بمنطقة بوفكرينة (القالة)، 3 مشاريع استثمارية لتربية المائيات بشاطئ البطاح ببلدية الشط، مشيرا إلى وضع قيد الاستغلال أسماك بحيرتي طنقة وابيرا في عمليتين للمزايدة طبقا للقانون.

في هذا الصدد، أكد مدير الصيد البحري أن 5 مشاريع استثمارية في تربية سمك القجوج وذئب البحر اعتمدت وتحصّل أصحابها على عقود الامتياز بمنطقة الجبل شرق مدينة القالة، في 8 أقفاص عائمة لكل مشروع، يبلغ قطر كل قفص في كل مشروع من المشاريع الخمسة المعتمدة 25 مترا، على عمق 15 مترا بطاقة إنتاجية قدّرها مدير الصيد البحري لولاية الطارف براهمية حميد بـ 500 طن لكل مشروع في كل دورة محصول، والتي قدرها المتحدث بـ 14 شهرا بالنسبة لسمك القجوج و18 شهرا بالنسبة لسمك ذئب البحر. مدير الصيد البحري أكد كذلك اعتماد 3 مشاريع استثمارية لتربية الأصداف وذئب البحر تحصل أصحابها على عقود الامتياز، على شكل شبابك عائمة في عرض البحر، بطاقة إنتاجية قدرها محدثّنا بـ 100 طن لكل مشروع يحتوي على 5 شبابيك عائمة، كلّ شباك على طول 500 متر، يوفّر كل مشروع من هذه المشاريع الثلاثة 12 عاملا مباشرا بمبلغ استثماري يقدّر بـ 74 مليون دينار، وقد جسدت هذه المشاريع الاستثمارية الثلاثة بمنطقة بوفكرينة غرب ميناء القالة الجديد.

السيد حميد براهمية، أوضح كذلك اعتماد 3 مشاريع استثمارية لتربية المائيات بالمنطقة المخصّصة لتربية المائيات بمنطقة البطاح في بلدية الشط، يتمثّل المشروع الاستثماري الأول الذي تحصل صاحبه على عقد الامتياز لتربية سمك البولطي على مساحة 5 هكتارات بقدرة إنتاجية قدرها 200 طن في كل دورة، يعتمد على طريقة التربية المكثفة للأسماك  بقيمة 41 مليون دينار، من شأنه توفير 14 منصب شغل دائم، فيما يتمثّل المشروع الاستثماري الثاني بمنطقة البطاح ببلدية الشط في تربية سمك الجمبري على مساحة 10 هكتارات، تحصّل صاحبه على الموافقة المؤقتة ويعتمد على الطريقة المكثفة لتربية الأسماك نوعية "الفنامي" الجمبري ذو الأرجل البيضاء، أما المشروع الاستثماري الثالث الذي تحصّل صاحبه على عقد الامتياز على جزأين؛ جزء أرضي على مساحة 5 هكتارات يختصّ في تربية الجمبري ذو الأرجل البيضاء بقدرة إنتاجية تبلغ 60 طنا كل سنة، وجزء بحري يتكوّن من 8 أقفاص عائمة لتربية سمك القجوج وذئب البحر بقدرة إنتاجية 500 طن في كل دورة، إنتاج بقيمة مالية تبلغ  272 مليون دينار، فيما يبقى مشروع استثماري بصدد الدراسة لعرضه على اللجنة الولائية لتربية الجمبري ذو الأرجل البيضاء على مساحة 10 هكتارات.

المتحدث أكد أنه تم وضع قيد الاستغلال بحيرتي طنقة وابيرا في عمليتين، للمزايدة طبقا للقانون، إذ لم يتم استغلالهما منذ سنة 2006، وسيشرع في استغلالهما ابتدءا من شهر سبتمبر، حيث سيتم استخراج سمك الحنكليس من بحيرة طنقة وجميع الأسماك التي تبلغ الوزن التجاري من بحيرة ابيرا، مع إمكانية تربية المائيات للأصناف الموجودة في بحيرة ابيرا. نوّه مدير الصيد البحري بالمجهودات الجبارة لوالي ولاية الطارف السابق محمد لبقة الذي أعطى الدعم الكامل للمشاريع الاستثمارية لقطاع الصيد البحري، التي حظيت بالمرافقة الشخصية للمستثمرين كتقليد لأوّل مرة في تاريخ ولاية الطارف، لتجسيد مشاريعهم الاستثمارية على أرض الواقع، والتي تحضى بتمويل شخصي للمستثمرين في إقامة المشاريع كشرط من مديرية الصيد البحري، مؤكدا أن هناك طلبات كثيرة للاستثمار في تربية المائيات، وهو بصدد البحث عن مواقع أخرى لإقامة مشاريع أخرى لتربية المائيات.