بسبب قلة هياكل الاستقبال ببومرداس

06 آلاف دينار لليلة واحدة بشاليه

06 آلاف دينار لليلة واحدة بشاليه
  • القراءات: 3401
 كريم.ب كريم.ب

تحولت الشقق المتواجدة على الشريط الساحلي لبلديات بومرداس، إلى عملة صعبة انتعش ملاّكها من المداخيل التي باتوا يجنونها من وراء استئجارها للمصافين الباحثين عن الاستمتاع بزرقة البحر والهواء العليل، مقابل مبالغ باتت توصف بالخيالية بعدما فاق سعر استئجار الشقة لليلة واحدة 6000 دينار.

يشهد سوق استئجار الشقق السكنية المتواجدة على الشريط الساحلي لبومرداس، انتعاشا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة بعد أن ارتفع الطلب على كرائها من قبل السكان القادمين من الولايات الداخلية، حتى لو كان الثمن الأدنى لكراء الشقق يتجاوز 3 آلاف دينار جزائري لليلة الواحدة، أمام الطلب المتزايد عليها.

نشاط الوكالات العقارية ينتعش

كشف عدد من أصحاب الوكالات العقارية المتواجدة على مستوى وسط مدينة بومرداس وكذا بالجهة الشرقية للولاية، في حديثهم مع "المساء"، عن ارتفاع الطلب على كراء الشقق في إطار استغلالها للاستجمام طيلة العطلة الصيفية، حيث عجز العديد من أصحاب الوكالات العقارية، عن توفير طلبات الزبائن أمام توجه الكثير من ملاك الخواص إلى كراء شققهم مباشرة بدون وسيط أو "سمسار" متمثل في صاحب وكالة عقارية.

ويؤكد السيد (رابح.م) صاحب وكالة عقارية ببومرداس، أن الطلب على كراء الشقق تضاعف بثلاث مرات مع اقتراب موسم الاصطياف، إذ عادة ما يلجأ سكان المناطق الجنوبية إلى استئجار شقة مجهزة بالأثاث لقضاء عطلة الصيف، وكثيرا ما يتضاعف الطلب على أصحاب الوكالات العقارية أمام وجود بعض ملاّك الشقق الذين يقومون بعرض شققهم للكراء عبر شبكة التواصل الاجتماعي أو من خلال اتصالات مباشرة.

وأضاف ذات المتحدث أن السعر الأدنى لكراء الشقق المجهزة بالأثاث، لا ينزل تحت سعر 3000 دينار جزائر لليلة الواحدة، وهو سعر مرشح للارتفاع، حسب مكان تواجد الشقة وكذا التجهيزات التي تتوفر عليها، لاسيما إن كان المسكن بالقرب من الشاطئ ووسط المدينة.

بلديات تسكنها الأشباح شتاء وتسودها الفوضى صيفا

بلدية قورصو هي من بين البلديات التي تعرف ركودا تنمويا على مدار السنة، بالنظر إلى الغياب شبه الكلي للمشاريع التنموية والحركة التجارية، غير أنها سرعان ما تعيش فوضى كبيرة يصنعها المصطافون الذين باتوا يتوافدون عليها بنسبة كبيرة، حيث صاحبَ العمليةَ انتعاش كبير في كراء الشقق السكنية الشاغرة أو حتى غير المكتملة.

يؤكد سكان البلدية أن أغلب القاطنين على مستوى أحياء بلدية قورصو، لاسيما المجمعات السكنية المحاذية للشاطئ، باتوا يقومون بكراء شققهم السكنية الشاغرة، أو حتى شققهم التي يقطنون بها بأثمان باهظة قد تتجاوز 5000 دينار لليلة الواحدة، وهو ذات الشأن بالنسبة لبعض "الفيلات" التي يتم استئجارها لعدد معتبر من العائلات، وعادة ما تكون مجهزة بالأثاث، وهو الأمر الذي فتح الشهية للمرقين العقاريين لشراء أوعية عقارية وتحويلها إلى تعاونيات عقارية، عادة ما يتم استغلال شققها للإيجار بأثمان باهظة.

ويؤكد محدثونا أن سعر المبيت لليلة واحدة بإحدى الشقق المتواجدة على الشريط الساحلي لقورصو، بلغ 8000 دينار، وهو السعر الذي وُصف بالخيالي، غير أن الطلب على ذات الشقق يبقى متواصلا من قبل القادمين من الولايات الداخلية.

الطلب متزايد والفرصة لمن يدفع أكثر

الشقق السكنية المترامية على شريط الولاية من بينها بلدية زموري، رأس جنات، ودلس تتوفر على وحدات سكنية، في غالب الأحيان تكون مهجورة طوال السنة، غير أنها تتحول إلى عقارات تدرّ الكثير من الفائدة على أصحابها، فبلدية رأس جنات تحولت أغلبية السكنات الفردية الموجود بها أو التعاونيات العقارية المبنية حديثا، إلى سكنات موجهة للكراء أمام كثرة الطلب عليها حتى من قبل العائلات القاطنة بولاية الجزائر، لاسيما أن بلدية رأس جنات تمتاز بشواطئ عائلية بامتياز.

ويؤكد أحد القاطنين بوسط مدينة "رأس جنات" شرق بومرداس، أن العديد من المقاولين وأصحاب المال باتوا يقومون بشراء أوعية عقارية، ويشيّدون عليها سكنات ذات طوابق ويقومون بكرائها فقط في فصل الصيف، وهذا مشروع ناجح يعود بالكثير من الفائدة على ملاّكها، وهو شأن الشقق السكنية التي تم تشييدها على طول الشريط المؤدي إلى غاية بلدية دلّس أقصى شرق بومرداس.

6000 دينار لليلة واحدة بـ "الشاليه"

الشاليهات المتواجدة على مستوى شاطئ "ليصالين" ببلدية دلس شرق بومرداس، تحولت إلى سكنات للكراء من قبل العائلات القاطنة بها، حيث باتت الكثير من العائلات تؤجّر "السكن الجاهز" الذي تقطن فيه على مدار السنة، لعائلات أو لمجموعة من الشباب، إذ فاق سعر كراء الشاليه ليلة واحدة 6000 دينار، وهو مبلغ مرشح للارتفاع خلال شهر أوت. 

ويؤكد سكان مدينة دلس أن هذه الأخيرة تفتقد للهياكل الفندقية التي تستقبل المصطافين. وبحكم توفر دلس على شواطئ خلابة تفضّل الكثير من العائلات الاصطياف فيها، حيث بات على الكثير من المصطافين كراء شقق لقضاء عطلة الصيف، غير أن غياب البديل شجع الكثيرين على استئجار حتى منازلهم والبقاء عند الأقارب، وفرض أسعار كراء مرتفعة قد تفوق 7000 دينار لليلة الواحدة.