زهرة حركاتي مترجمة دولية وباحثة:

”كورونا” أظهرت الحاجة للاعتراف بلغة الإشارة

”كورونا” أظهرت الحاجة للاعتراف بلغة الإشارة
زهرة حركاتي، مترجمة دولية وباحثة في لغة الإشارة
  • القراءات: 642
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت زهرة حركاتي، مترجمة دولية وباحثة في لغة الإشارة، إلى ضرورة الاعتراف بلغة الإشارة لغة رسمية، شأنها شأن اللغتين العربية والأمازيغية، وأن يتم التعامل بها في مختلف المرافق العمومية والخدماتية، وحسبها، فإن جائحة كورونا كشفت بما لا يدع مجالا للشك، حاجة هذه الفئة للحصول على المعلومة، بعد أن تعذر عليها فهم ما يدور حولها، بسبب عدم وجود من يترجم ما يحدث، رغم أحقيتها كغيرها من أفراد المجتمع في المعلومة.. وعن واقع لغة الإشارة في الجزائر، ومدى الحاجة إلى تفعيلها في مختلف المرافق الخدماتية، حاورت المساء، المترجمة الدولية زهرة حركاتي، فكان هذا اللقاء.

بداية، من هي زهرة حركاتي؟

❊❊ مترجمة دولية في لغة الإشارة وباحثة في المجال، اختارت التخصص في لغة الإشارة، بعد الوقوف على حاجة فئة الصم إلى وجود مترجم يوصل لهم المعلومة المطلوبة، وبسبب عدم وجود هذا التخصص في الجزائر، أكملت دراستي في فرنسا، بعد أن تخليت عن التخصص الذي كنت أدرسه في المجال البيولوجي.

كيف تقيّمين واقع لغة الإشارة في الجزائر؟

❊❊ للأسف، لغة الإشارة لا زالت غير معتمدة في الجزائر كلغة رسمية، رغم أن الجزائر صادقت على الاتفاقية المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تنص في إحدى بنودها، على أن لغة الإشارة لغة رسمية، ورغم أنها تعد كغيرها من اللغات ذات مقومات ويجري الاحتفال بها كل 23 سبتمبر، بعد أن أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم يوما عالميا لها، إلا أنها لا زالت مغيبة عندنا، الأمر الذي أدى إلى إقصاء فئة الصم من أبسط حقوقهم، وهو الحق في المعلومة ومعرفة ما يدور حولهم.

في رأيك، ما الذي جعل لغة الإشارة لا تحضى بالاهتمام المطلوب؟

❊❊ ببساطة، ليس هناك من طالب بضرورة تفعيل لغة الإشارة واعتبارها لغة وطنية، يستوجب إدراجها في حياتنا اليومية لحماية حق شريحة الصم، ففي مصر مثلا، تم اعتمادها مؤخرا كلغة ثانية، بعد التأكد من الحاجة إلى تفعيلها، لتتمكن هذه الفئة من معرفة ما يدور حولها.

فيما تتمثل التحديات التي تواجه الصم، نتيجة تهميش لغة الإشارة؟

❊❊ خير مثال يمكن أن نستدل به الظروف التي يمر بها العالم اليوم بفعل الجائحة، حيث أثبت الواقع في الجزائر، أن فئة الصم أقصي حقها في معرفة ما يدور حولها، لعدم وصول المعلوم إليها، عبر المترجم الذي يتكفل بتحويل المعلومات إلى لغة يفهمها الصم، وبالمناسبة، اضطررت بحكم تخصصي عبر صفحتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى فتح نافذة مع فئة الصم، لطرح بعض التسجيلات الخاصة بالوباء، حتى تعرف هذه الشريحة ما يحدث وكيف يمكنها حماية نفسها، وأكثر من هذا، عندما لجأ الجميع إلى وضع كمامة، ظهرت أيضا حاجة فئة الصم إلى كمامة شفافة كي يفهموا بعضهم البعض، لأنهم يعتمدون على مراقبة حركات الشفاه وحركات اليد، الأمر الذي تطلب مني أيضا، التدخل من خلال بعض التسجيلات لتأمين كمامات شفافة تناسبهم، وغيرها كثير من التحديات التي تثبت ما تعانيه فئة الصم في مجتمع لا يعرف ليجهل الحاجة إلى التواصل بلغة الإشارة.

هل أظهرت جائحة كورونا  الحاجة إلى الاهتمام بلغة الإشارة كلغة وطنية؟

❊❊ حقيقة، أسهمت الجائحة في التأكيد على مدى الحاجة إلى الاعتراف بلغة الإشارة كلغة وطنية، تخرج فئة الصم من حالة العزلة التي يعيشونها، مع السعي نحو إقرار تخصصات بالجامعة في هذا المجال، والتشجيع على تعلمها والتعامل بها، نظرا لحاجة فئة الصم إلى من يفهمهم ويتواصل معهم، حتى وإن لم يكن منهم، خاصة أنها اللغة الوحيدة التي تستطيع  هذه الفئة التواصل بها.

ما الذي تقترحينه كمرحلة أولى، لتفعيل لغة الإشارة؟

❊❊ في اعتقادي، الحاجة إلى هذه اللغة غاية في الأهمية، على الأقل لتمكين فئة الصم من معرفة ما يدور حولهم، وتمكينها من حماية نفسها، فمثلا، من الضروري إدراجها في كل المرافق الخدماتية بمعدل مترجم في كل مرفق، خاصة في بعض المرافق الحساسة، كقطاع الصحة والأمن، وبالمناسبة، أبسط مثال على أهمية هذه اللغة، ما يحدث اليوم من جرائم تمس الأطفال، والسؤال الذي يطرح بالنسبة للمعتدَى عليهم من فئة الصم؛ كيف يمكنهم الاتصال والإخطار، وهذه الخدمات لا تمنحهم الحق في إيصال صوتهم، فكل الأرقام المجانية الخضراء لم تتذكر فئة الصم، حيث قمنا في هذا الإطار بالتواصل مع الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، وأبدينا ملاحظاتنا في الموضوع، وأخذت بعين الاعتبار، خاصة أن فئة الصم من الفئات المستهدفة في مجال الاختطاف والاعتداء، وأكثر من هذا، فيما يتعلق بالحدث المرتقب في الجزائر والخاص بتعديل الدستور، حرمت فئة الصم من حقها في معرفة كل ما يتعلق بهذا الحدث الوطني، لغياب لغة الإشارة، إذ نسعى بمجهودنا الفردي إلى تمكينها من فهمه بعد التواصل مع الجهات المعنية.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ لغة الإشارة لغة عالمية معترف بها، وفي الجزائر آن الأوان للاعتراف بها، كلغة وطنية يجري التعامل بها في مختلف المجالات والمرافق.