عندما يصوم الطفل التبسي لأول مرة

”سلطان” طلباته مستجابة

”سلطان” طلباته مستجابة
  • القراءات: 844
 رشيدة بلال رشيدة بلال
تشبه المختصة في الطبخ التقليدي السيدة نزيهة رقيعي الطفل الذي يصوم أول مرة بولاية تبسة ”بالسلطان”، تقول ”يبدأ الصائم الصغير خوض تجربة الصيام في سن مبكرة وتحديدا بـين 5 إلى 6 سنوات، وتكون كل طلباته في ذلك اليوم مستجابة وكل ما تشتهيه نفسه يناله سواء تعلق الأمر بالمأكولات أو الألعاب أو الهدايا...”. عندما تقرر الأم، حسب السيدة نزهية، تصويم ابنها فإنها لا تطلب إليه ذلك مباشرة، وإنما تبدأ أولا بمرحلة التمهيد أو التجربة حيث تباشر بتعويده على عدم الأكل والشرب لمدة نصف يوم، وأن اجتاز التجربة بنجاح تطلب إليه إكمال اليوم طبعا ويكون ذلك بموافقة الطفل لتضمن أن لا يأكل خفية وتحرص على أن تلقنه المعاني الحقيقة للصيام. ويخضع الطفل الذي يصوم لأول مرة بتبسة لمراقبة والديه للتأكد من قدرته على إنهاء اليوم، حيث يطلب منه التقليل من الحركة، وتجنب الخروج إلى الشارع للعب. كما يتم شغل وقته ببعض الأنشطة التي تجعله يغفل عن الشعور بالجوع أو العطش كالمطالعة أو بعض الألعاب الإلكترونية، ويطلب إليه أخذ جزء وافر من النوم ليريح بدنه ويختزل ساعات الصيام”. وحول بعض العادات المتبعة للاحتفال بتمكنه من إكمال يومه بنجاح، جاء على لسان محدثتنا أن العائلات التبسية دأبت على إجلاس الصائم على مائدة الإفطار حيث يكون محاطا بكل أفراد أسرته، فيما تحضر والدته كوب ماء محلى بالعسل ومعطر بقليل من ماء الزهر ليكون أول ما يكسر به الصيام، حيث يرتشف منه بعض الجرعات فقط ومن ثمة يقدم له بعض التمر مرفقا بالحليب إحياء لسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ويظل تحت مراقبة والديه ساعة إفطاره حتى لا يصاب باللهفة فيكثر من شرب الماء مثلا، الأمر الذي ينعكس سلبا على قدرته على الأكل، بعدها تقدم له باقي الأطباق التي أعدت طبعا بعد أخذ رأيه، حيث يسأل عن الأطعمة التي يشتهي أكلها عند الإفطار. وبولاية تبسة ليس هنالك طبق تقليدي معين وإنما تكون رغبة الطفل مستجابة وعادة ما يشتهي الأطفال الدجاج المحمر أو طبق الملوخية الذي يعتبر هو الآخر من الأطباق المحببة عند الأطفال وهو واحد من أشهر الأكلات التقليدية التي تحضر بالولاية. وبعد الانتهاء من الإفطار تحضر العائلة على شرف الصائم الصغير احتفالية خاصة حيث يتم إلباسه، تقول السيدة نزيهة، ”لباسا تقليديا للاحتفال به، وعادة لا يخرج عن الملحفة بالنسبة للبنات وأذكر في هذا الخصوص أن والدتي ألبستني الملحفة التقليدية عندما صمت أول مرة، وألبسة تقليدية مطرزة بالفتلة والمجبود بالنسبة للذكور ويتم دعوة الأقارب والجيران لمقاسمتهم الاحتفال، إذ تحضر مائدة تحوي على مشروبات معدة بالبيت والكثير من الحلويات بمختلف أنواعها ”كالقريوش والمقروض”، ولعل أهم شيء نركز عليه تؤكد محدثتنا ”هو إشعار الصائم الصغير أن اليوم الذي صامه مميز في حياته، كما نشجعه أيضا على خوض تجربة مرة أخرى كي يتعود على الصيام”.