المجلس الشعبي الولائي يعد المسؤولين بالمساعدة

شباب جامعي يتطوع لمساعدة الفقراء والمحتاجين

 شباب جامعي يتطوع لمساعدة الفقراء والمحتاجين
  • القراءات: 1099
نادية شنيوني نادية شنيوني
في زمن طغت فيه الماديات فعلا وسيطرت، يصادفنا وجود شباب جزائريين يتصدّرون واجهة الأحداث بتحملهم مسؤولية الذود عن الطبقة المعدمة الفقيرة، وسعيهم لنجدة المنكوب وانقاذ المرضى وإسعاد الأرامل واليتامى يفعلون كل هذا وأكثر بطرق عصرية متحضرة.
بداية المشوار كانت عن طريق موقع التواصل الاجتماعي ”الفايسبوك”، لتجد الصدى وتلتقي الجماعة وتعقد النية على أن تسخّر جهدها لجلب المساعدات للفئات البائسة منها والمحرومة من أكل وفراش دافئ مريح ولباس يغطي تلك الأجساد الصغيرة العارية التي ألبسها الفقر كسوة رثة بالية لا تقي برد شتاء ولا حرارة صيف قاتلة..
رمضان كان فرصة لنا لاكتشاف بذور خير كثيرة موجودة في هذا البلد المعطاء (الجزائر)، إذ ونحن في رحلة البحث عن المتطوعين في هذا الشهر الكريم، وجدنا شبابا جامعيين متفوقين في دراستهم متخلّقين عطوفين، اهتدوا فعل الخير مالئين بذلك فراغه بأعمال البر متخذا ”شعار دير الخير وانساه” ليسلكوا به طريقا للعمل الخيري التطوعي..
هم أكثر من 70 عضوا إناثا وذكورا، منخرطون في جماعة لا جمعية، متواجدون بالعاصمة ينشطون منذ سنتين تقريبا، متسابقون لفعل الخير، فبدعم من مالكي مطاعم محسنين مجنّدين للعمل الخيري في الخفاء، تمكّنوا مؤخّرا من إفطار العديد من الفقراء والمساكين وعابري السبيل، وليس هذا فقط بل قاموا أيضا بتوصيل وجبات خفيفة وساخنة للمسافرين بمحطات القطار والمستشفيات، كما لم ينسوا اليتامى إذ خصوهم بكسوة العيد وحفلات الختان وبادروا بتنظيف المساجد قبل وبعد رمضان وقاموا بأعمال كثيرة تستحق التشجيع.
أولى الأعمال التطوعية استهلّت بزيارات متكرّرة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي ومستشفى نفيسة حمود ”بارني” لمساندة المرضى والتخفيف عنهم، لتليها مبادرات كثيرة تحمل في عمقها رسائل إنسانية هادفة تسعى لنشر ثقافة العمل الخيري والإحساس بالآخر ونشاط هؤلاء الشباب لا يقتصر على الشهر الكريم ولا على سكان العاصمة فقط، بل تعداه لمناطق جزائرية نائية إذ بادرت مجموعة ”دير الخير وانساه” هذه السنة لتنظيم قافلة تضامنية مع العائلات المعوزة والفقيرة بكل من بلديتي ”أفلو” و«الغيشة”، حيث وزّعت إعانات على 32 عائلة فقيرة بتجمع المقطع الأحمر ببلدية (الغيشة) وعلى 38 عائلة بأفلو. وتضمنت هذه الإعانات مواد غذائية وأفرشة وأغطية ومسخنات كهربائية و”طابونات” وألبسة وأحذية للصغار والكبار، كما برمج الشباب أسبوعا كاملا لحملة، خاصة بالتبرع بالدم على مستوى المركب الرياضي الجواري الماء الأبيض وجامعة ”تبسة” وهي حملة تنظّم كل 3 أشهر على مستوى الولايات، تصبو لتحقيق الهدف المرجو منها والمتمثل في جمع 1000 كيس دم. ورغم كونهم طلبة لا يشتغلون إلاّ أن جماعة ”دير الخير وانساه” تتبرّع بمصروفها على قلّته ودعم أوليائها، ساعية بكل ما أوتيت من جهد وقوة لجمع أكبر قدر من تبرعات المحسنين لتوصلها للقرى والمداشر النائية. وتقوم بحملات إنسانية، منها توزيع الأطعمة الدافئة على المتشردين في ليالي شتاء باردة مظلمة.
استطاع هؤلاء الشباب، بفضل جدّهم واجتهادهم ومثابرتهم، أن يجدوا لهم مكانا على خارطة العمل الخيري التطوعي، ويصنعوا لهم اسما مميّزا استلهموه من مثل شعبي قديم شائع يحث على فعل الخير دون منّ أو أذى أو مقابل ونسيانه ليجدوا ثوابه غدا عند الله..
عيسى، فارس، سمير بلال وإسماعيل وأسماء كثيرة عجّت بها قائمة طويلة لشباب لا يتعدى عمر أكبرهم الرابعة والعشرين، فضّلوا الأخذ من راحتهم وأوقاتهم وتكريس جهودهم لخدمة فئة هشّة مهمّشة، ليس لها غير الله معيلا؟